عندما نُمعِن النظر في حكومتنا الرشيدة نجد أنها سخَّرت كافة الإمكانيات والسُبل وبذلت أموالاً طائلة للمُضي قدماً في عجلة التنمية ولتوفير حياة كريمة للمواطن السعودي. وهذا مما لا شك فيه فهو ديدن حكومتنا منذ الأزل إلا أن هناك من لم يصله حتى الآن قطار العطاء والنماء. صُلب مقالي اليوم يتحدث عن فئة منسية تكبدت ولا زالت تتكبد قسوة البرد القارس ولهيب الشمس المُحرقة وهم «سكان الصفيح» في بعض مناطق المملكة وخاصة في الجنوب والشمال، فمع الأضرار الجسدية والنفسية التي تلحق بهم إلا أن أيضاً وجود ذلك الصفيح سبب في تعكير صفو التطور والتنمية في بلادنا. فبالرغم من أن مملكتنا من أوائل الدول المُصدرة للنفط إلا أنه لازال هناك من يلفظ أنفاسه من قسوة البرد! وبالرغم من أن مملكتنا أصبحت تُنافس بعض الدول في بناء ناطحات السحاب إلا أنه لازال هناك من يسكن في لوح ٍ من الصفيح! وبالرغم أيضاً من أن مملكتنا هي من حملت على عاتقها مساعدة الدول الفقيرة والمحتاجة إلا أن هناك من تنهار أسقف بيوتهم - صفيحهم - من أول قطرة مطر! في ظل ارتفاع درجات البرودة في بعض مناطق المملكة وخاصة – الشمال- والتي تتصف عادةً بأشد مناطق المملكة برودة أخذتني الذاكره لتلك الطفلة ذات التسع سنوات والتي لفظت أنفاسها من شدة البرد وهي بين لوح ٍ من الصفيح، والتي بعدها أمرت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدوائر الحكومية بإنهاء أزمة سُكان الصفيح ولكن لازالت الأزمة قائمة إلى الآن ودوائرنا الحكومية لم تُحرك ساكناً!! سُكان الصفيح هم من أبناء هذا البلد نشأوا وترعرعوا بين أحضان هذا الوطن المعطاء ولكن ظروف المعيشة وغلاء الأسعار هي ما دعتهم للجوء إلى مثل هذه المساكن، فمن أبسط حقوقهم كمواطنين سعوديين أن ينعموا بسكن يأويهم من شدة البرد وحرارة الشمس، ولا نغفل أيضاً أن هناك أقاويل قد تكون صادقة أوغير صادقه - أن سُكان تلك الفئة يمتلكون مساكن ولكن قادهم الجشع والطمع للسكن بين ألواح الصفيح -! خُلاصة المقال يجب الالتفات والنظر إلى هذه الفئة فمن كان يقوده الجشع والطمع ويمتلك مسكناً يجب ترحيله وفرض العقوبات عليه.. ومن كان لا يملك فالإسراع في توفير المسكن حتى لا يُقال - المواطن السعودي قتله البرد. Twitter: @ahmadalrabai