يتبين من خلال معالجة الدوحة للأزمة القائمة بينها وبين الدول الأربع الداعية لمكافحة الارهاب أنها تطرح سلسلة من التباينات الواضحة والتبريرات الخالية من الصحة والارتباك الواضح في طرائق تلك المعالجة وأساليبها، فثمة حملات إعلامية شعواء تطلقها على طريقة «كيفما اتفق» دون التحقق من صحة وسلامة الطرح، وهذا يعني أنها مازالت متخبطة في طرح أسلوبها لمواجهة الأزمة. ويبدو أن المراهقة السياسية هي التي تطفو على السطح من خلال التخبطات الإعلامية التي تنفثها أجهزة الإعلام القطرية دون مسؤولية ودون الشعور بما تنفثه من سموم، وتلك المراهقة لا يمكن تفسيرها إلا بارتباطها الوثيق بالمكابرة التي مازال يمارسها حكام قطر، وهي مكابرة لا يمكن تبريرها إلا بالمضي في ممارسة سلسلة من المغالطات الفجة للخروج من تهمة الارتباط بدعم الإرهاب. ومعالجة الأزمة لا يمكن أن تتم بتلك الطرائق والأساليب الفجة الخالية تماما من التعقل والحكمة، ولن تتم المعالجة بتلك الارهاصات الغريبة التي لن تتمكن الدوحة عبرها من التنصل من ارتكابها لجريمة دعم الإرهاب سياسيا وماليا وإعلاميا، وتلك جريمة شنعاء مدانة من كل شعوب العالم وليس من الدول الأربع الداعية لمكافحة الارهاب فحسب، فالمعالجة غارقة في بؤرة أخطاء لا يمكن تبريرها. من جانب آخر فان الدوحة مازالت تحاول من خلال حجب رقم لجنة خدمات الشعب القطري الاساءة المباشرة لضيوف الرحمن من القطريين الراغبين في أداء فريضة الحج ولمن يرغب منهم بزيارة أقاربهم وتفقد أملاكهم بالمملكة، وهذا الحجب في حد ذاته يثبت أن حكام قطر مازالوا يعرقلون مسيرة ضيوف الرحمن من القطريين لأداء فريضتهم الايمانية ولأولئك الزوار الراغبين في تفقد أحوال أهاليهم وأملاكهم. ومن المعروف أن خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - أمر بفتح منفذ سلوى الحدودي لاستقبال الحجاج القطريين والسماح لهم بالدخول دون تصريح الكتروني غير أن ساسة قطر يحاولون التلاعب بهذه الأوامر السامية التي تخدم ضيوف الرحمن من دولة قطر الشقيقة رغم الخلاف السياسي بين الدول الأربع الداعية لمكافحة الارهاب وبين الدوحة. وقد تكشفت النوايا الواضحة للدوحة من خلال عرقلتها لحجاج بيت الله العتيق من الأشقاء القطريين من خلال عدم السماح للطائرات الخاصة التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين من النزول بمطار الدوحة لنقل الحجاج القطريين إلى جدة، وتكشفت تلك النوايا من خلال حجب رقم لجنة خدمات الشعب القطري، وعرقلة كل الجهود الخيرة التي تستهدف تسهيل الفريضة على الحجاج القطريين. وتلك ممارسات غير مسؤولة يتحمل حكام قطر نتائجها السيئة، وأول هذه النتائج استهجان الشعب القطري لهذه الممارسات الفجة التي تحول دون تحقيق رغبتهم في الحج وهي فريضة لا يجب تسييسها فهي مفصومة تماما عن الخلافات السياسية الناشئة ولا يجب أن تقحم فيها.