على عكس ما يروجه الاعلام القطري من أن المملكة منعت الحجاج القطريين من أداء فريضة الحج، فان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وعلى نفقته الخاصة أمر بتسيير طائرات لنقل الحجاج القطريين من الدوحة الى مطار جدة ضمن برنامج ضيوف الرحمن لأداء مناسك الحج، وهو أمر يفند كل الادعاءات المغرضة المتعلقة بشؤون الحجاج القطريين. تلك المكرمة تفند مزاعم الأبواق القطرية وتؤكد عمق الصلات والروابط التاريخية بين الشعبين الشقيقين بالمملكة وقطر، فالعلاقات بينهما راسخة وقوية، ورغم الخلافات السياسية بين المملكة وقطر في أعقاب انغماس الدوحة في ارتكاب أخطائها المشهودة والمعلنة بدعم ظاهرة الارهاب بكل أشكال الدعم وطرائقه، الا أن المملكة فتحت منفذ سلوى الحدودي لتسهيل دخول الحجاج القطريين الى الأراضي السعودية. العلاقات التاريخية التي تجمع بين الشعبين السعودي والقطري هي علاقات لا يمكن أن تؤثر فيها الخلافات السياسية، ولا يمكن بالتالي القبول بتسييس الحج كما ذهب الى ذلك ساسة قطر المرتمون في أحضان النظام الايراني الذي لا يزال يعزف على منغومة التسييس والادعاء بمنع المملكة الحجاج الايرانيين من أداء مناسك الحج، فالواقع يختلف تماما عن هذا الادعاء الكاذب، فأراضي المملكة مفتوحة أمام الحجاج الإيرانيين لأداء فريضتهم الإيمانية بكل يسر وسهولة. السماح لجميع الحجاج القطريين الراغبين في أداء الحج عبور منفذ سلوى الحدودي دون التصاريح الإلكترونية، وعلى ضيافة مقام خادم الحرمين الشريفين يرسخ عمق العلاقة الوطيدة التي تجمع ما بين الشعبين السعودي والقطري، وتلك علاقة قديمة تمثل أهمية الوشائج القوية التي تجمع المواطنين بالمملكة وقطر، وتحرص المملكة دائما على عدم الاخلال بتلك العلاقة وتعمل على دعمها وترسيخها دائما. وطوال الأزمة الخليجية القائمة فان المملكة ما فتئت تنادي بتغليب مصالح الشعب القطري وإبعاده عن سائر المردودات السلبية الناجمة عن الأزمة حرصا من المملكة على المصالح القومية للشعب القطري وحرصا على أمن أبنائه واستقرارهم، وإزاء ذلك فان المملكة حرصت باستمرار على المناداة بحفظ مصالح الشعب القطري، رغم عواصف الأزمة التي نشبت بين المملكة وبقية الدول الداعية لمكافحة الإرهاب وبين الحكومة القطرية. وتشهد فعاليات مجلس التعاون الخليجي وفعاليات الملتقيات العربية والاسلامية في كل محفل بأن حرص المملكة على مصالح الشعب القطري تكاد تكون ملموسة ومرئية للجميع، ولا يمكن المزايدة على هذا النهج السعودي القويم أو القفز عليه لأي سبب من الأسباب، فتلك المصالح هي من أولويات ما تحرص المملكة عليه، ولكنها في نفس الوقت ترفض الاساءة للشعب القطري من خلال أخطاء ساسته المنغمسين في دعم ظاهرة الارهاب بكل الوسائل، بما يشكل خطرا داهما على المصالح القطرية ومصالح الأمتين العربية والاسلامية ومصالح المجتمعات البشرية دون استثناء.