الوساطة التي قام بها الشيخ عبدالله بن علي بن عبدالله آل ثاني، وهو أحد الشخصيات النافذة بدولة قطر، لخدمة المواطنين القطريين، ليس لها هدف شخصي كما ادعى وزير الخارجية القطري، فاجتماع هذه الشخصية بخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده، كان الهدف منه تيسير أمور الحجاج القطريين، وتسهيل زيارات القطريين لأقاربهم وأهاليهم بالمملكة، وتفقد مصالحهم وأملاكهم. وقد تفاعل خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده مع هذه الوساطة الخيرة؛ ففتح منفذ سلوى أمام القطريين؛ لتسهيل دخولهم للمملكة لأداء فريضة الحج وزيارة أقاربهم وتفقد أملاكهم، وتم وفقا لهذا التفاعل إنشاء غرفة عمليات خاصة لخدمة الحجاج القطريين والسهر على راحتهم وأمنهم، وبذلك فإن الوساطة كانت ناجحة تماما وقد حققت الأغراض السامية المنشودة منها والتي تصب في مصالح الشعب القطري. تلك الوساطة لم تعجب حكام قطر، فاتهمت تلك الشخصية القطرية النافذة بتحقيق هدف شخصي من ورائها، وهو اتهام يتمحور في سعي أولئك الحكام لقلب الحقائق وتشويه الوساطة الناجحة، التي أدت أغراضها الخيرة، فاستجابة القيادة الرشيدة بالمملكة لها ينطلق في أساسه من الرغبة في الحفاظ على العلاقات التاريخية الوشيجة التي تجمع الشعبين الشقيقين بالمملكة وقطر، والرغبة في تسهيل فريضة الحج أمام الحجاج القطريين. من جانب آخر، فإن منع حكام قطر الطائرات السعودية، التي أمر خادم الحرمين الشريفين بتوجهها للدوحة لنقل الحجاج القطريين على متنها، يمثل وجها لمساومة جديدة ووسيلة لابتزاز سياسي على الطريقة التي اتبعها أولئك الحكام بتسييس الحج، رغم تأكيد المملكة مرارا وتكرارا بأن الخلافات السياسية لا يجب اقحامها في فريضة الحج، فالعلاقة بينهما مفصومة تماما، ولا يجب استخدام تلك الخلافات في هذه المواسم الإيمانية. وقد تعذرعلى الطائرات السعودية جدولة رحلاتها لنقل الحجاج القطريين من مطار الدوحة الدولي إلى مطار جدة؛ لعدم منح السلطات القطرية التصريح للطائرات بالهبوط، بما يؤكد مضي حكام قطر في عرقلة أداء الحجاج القطريين لفريضتهم، ويؤكد استمراريتهم في ممارسة تسييس الحج والعبث بمصالح القطريين. والتشهير بالوساطة ومنع الطائرات من نقل الحجاج القطريين يدلان من جديد على مضي ساسة قطر في نهجهم المعادي للمملكة وبقية الدول الداعية لمكافحة الإرهاب؛ لأنها ما زالت تطالب الدوحة بأهمية تنفيذ المطالب العقلانية والمنطقية لوقف دعم الدوحة للإرهاب والارتماء في أحضان الدولة الإرهابية في إيران. الدوحة وفقا لكل ممارساتها الخاطئة، تضيف المزيد من التعنت والتهور للتنصل من تبعات ضلوعها في ظاهرة الإرهاب ودعمها بكل وسائل الدعم، وتلك ممارسات لن تجدي نفعا في قلب الحقائق ولن تجدي نفعا في التأثير على العلاقات الحميمة التي تجمع شعب قطر بالشعب السعودي وبقية شعوب مجلس التعاون والشعوب العربية والإسلامية.