دأبت المملكة منذ عهد تأسيسها على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، ومرورا بعهود أشباله الميامين من بعده وحتى العهد الحاضر الزاهر على خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن، واعتبر قادة المملكة هذه الخدمات الجليلة شرفا يعتزون به ويفخرون بأدائه، وقد شهد العالم الاسلامي للمملكة بحسن أداء هذه الرسالة الاسلامية السامية التي تعتبر من أعز الرسالات وأثمنها. وفي رسالة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- التي وجهها الى الفوج الأول من الحجاج المغاربة المتوجهين الى المشاعر المقدسة لأداء فريضتهم الايمانية ما يؤكد على استمرارية جهود حكومة المملكة لخدمة حجاج بيت الله الحرام بمكة المكرمة وزوار المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة، وتلك جهود مشهودة يلهج ضيوف الرحمن بالدعاء بتوفيق رب العزة والجلال لقادة المملكة بأدائها على خير وأكمل وجه. وقد جاء في الرسالة الضافية استعداد المملكة المستمر لتوفير أسباب الراحة لحجاج بيت الله، انطلاقا من تحمل أعباء شرف خدمة الحرمين الشريفين وشرف خدمة ضيوف الرحمن الوافدين الى المملكة لأداء ركن من أركان عقيدتهم الاسلامية السمحة، وتوفير تلك الأسباب يؤكد حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على أداء أفضل الخدمات والتسهيلات لضيوف الرحمن لإتمام مناسك حجهم بكل سهولة ويسر. وتعكس الرسالة بوضوح عمق وأصالة العلاقة المتينة والتاريخية بين المملكة والمغرب وما تبذله المملكة من جهود حثيثة لتمكين ضيوف الرحمن من أداء حجهم ومناسكهم براحة وسهولة واطمئنان، وتلك الجهود يشهدها المسلمون في كل عام خدمة لضيوف الرحمن، وهي جهود ضخمة برزت خلال السنوات المنفرطة بتوسيع المشاعر في الأماكن المقدسة. وتعتز المملكة وتفخر بخدمة الحرمين الشريفين ولن تألو جهدا في بذل الغالي والنفيس في سبيل خدمتهما وخدمة ضيوف الرحمن، وهو اعتزاز يحظى بتقدير دول العالم وتثمينها لما تقوم به حكومة خادم الحرمين الشريفين من تقديم كافة الخدمات لضيوف الرحمن، حيث قدمت كل الامكانات المالية والبشرية لاتمام مناسك الحج بأقصى درجات الطمأنينة والأمن، وتلك إمكانات ضخمة يشهدها ضيوف الرحمن بأنفسهم في كل موسم حج. وفي سبيل تحقيق تلك الرسالة السامية فان المملكة ما فتئت تسخر إمكاناتها المالية من خلال سلسلة من المشروعات العملاقة لتوسعة الحرمين الشريفين بمكة المكرمة والمدينة المنورة استيعابا للأعداد المتزايدة من ضيوف الرحمن وهم يؤدون مشاعرهم الايمانية، ولا يريد قادة المملكة بهذه الأعمال الجليلة منة من أحد وانما يريدون بها التقرب الى المولى القدير بصالح الأعمال، ومنها خدمة الحرمين الشريفين والسهرعلى راحة ضيوف الرحمن وطمأنينتهم وأمنهم. إنها رسالة إسلامية يعتز ويفخر بها قادة المملكة منذ عهد التأسيس حتى اليوم، فقد نذروا أنفسهم لخدمة أشرف بقاع الأرض والسهر على أمن ضيوف الرحمن.