منذ تأسيس المملكة على الكتاب والسنة في عهد المغفور له -بإذن الله - الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن حتى العهد الحاضر الزاهر تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - والمملكة تولي أهمية خاصة وقصوى للحرمين الشريفين بمكة المكرمة والمدينة المنورة، وتلك الأهمية تتجلى - كما يشاهدها المسلمون بأم أعينهم - في مناح عديدة ومتشعبة تهم ضيوف الرحمن الوافدين الى المملكة من كل حدب وصوب لأداء ركن من أركان عقيدتهم الاسلامية السمحة. ولعل أهم منحى مازال يحظى باهتمام قادة هذه الأمة منذ تأسيسها حتى اليوم يتعلق بمشروعات التوسعة الضخمة التي مازال قادة المملكة يولونها جل اهتمامهم ورعايتهم ويبذلون من أجلها الاموال الطائلة سعيا وراء راحة الحجيج وسلامتهم وأمنهم، وتهيئة كافة السبل الكفيلة باداء حجهم في كل موسم بكل يسر وسهولة، وقد انعكست آثار تلك المشروعات على انسياب ضيوف الرحمن وتحركاتهم اثناء تأديتهم شعائرهم الايمانية. لقد سخرت المملكة كل امكاناتها لخدمة ضيوف الرحمن، فاضافة الى مشروعات التوسعة العملاقة، ثمة جهود تبذل من كافة المؤسسات الحكومية في موسم الحج لتسهيل وتيسير أداء المناسك. فالجهود الصحية واضحة كل موسم، وبفضل الله، ثم بالقيادة الرشيدة للمملكة فان حالات انتشار الأوبئة والأمراض بين ضيوف الرحمن شبه معدومة، ولا تظهر الا في حالات نادرة للغاية. لقد بذلت حكومة خادم الحرمين الشريفين ومازالت تبذل قصارى جهدها للسهر على راحة الحجيج وأمنهم وسلامتهم، فالجهود الأمنية تكون في اشد حالاتها اثناء مواسم الحج رغبة من القيادة الحكيمة في نشر عوامل الامن بين ضيوف الرحمن وضمان سلامتهم منذ وصولهم الى اراضي المملكة حتى مغادرتهم الى بلدانهم سالمين غانمين بإذن الله. وقد قام خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - اول امس بالاشراف المباشر علي راحة حجاج بيت الله الحرام، وتلك جهود تتضح في تسخير امكانات المملكة تحقيقا لامن الحجاج وسلامتهم. وقد شهد العالم الاسلامي في كل موسم حج بما تقدمه المملكة من خدمات جليلة لضيوف الرحمن ومساعدتهم على اتمام فريضتهم بيسر وأمان، وتلك شهادة تتكرر كل عام من سائر البعثات ورؤساء الوفود وزعماء العالم، وتلك شهادات مقرونة بما يشاهد على أرض الواقع من خدمات تزجيها حكومة خادم الحرمين الشريفين لضيوف الرحمن في مختلف المشاعر رغبة في اداء فريضتهم بامان واطمئنان. ولا ينتظر قادة المملكة - منذ تأسيسها حتى العهد الحاضر - منة من أحد وهم يقومون بتسخير تلك الامكانات الضخمة لخدمة ضيوف الرحمن، وانما يريدون بتلك الاعمال الجليلة التقرب الى الله بصالح الأعمال، وعلى رأس تلك الاعمال الصالحة خدمة ضيوف الرحمن وهم يؤدون شعائر فريضتهم واتمام أحد أركان عقيدتهم الاسلامية السمحة، فما يقومون به تشريف لا تكليف، وهم يعتزون بهذا التشريف الالهي ويفخرون به. ومازال قادة هذه الأمة يسعون لخدمة الحرمين الشريفين بكل الامكانات والطاقات، ولعل اهتمام القيادات الرشيدة للمملكة بهذه الخدمات الجليلة يتضح من خلال تحويل مسمى جلالة الملك بمرسوم ملكي الى مسمى خادم الحرمين الشريفين، وما ذلك الا اعتزاز بهذه الخدمة التي شرف بها رب العزة والجلال قادة هذه الأمة. فقادتها خدام لبيته العتيق ومسجد خاتم أنبيائه ورسله عليه أفضل الصلاة والسلام، وتلك خدمة جليلة يتشرف بها قادة المملكة ويعتزون بها أيما اعتزاز.