دعم دولة قطر للإرهاب يمثل خطرا داهما على استقرار وأمن دول الخليج والجوار، وهذه حقيقة لا تقبل جدلا، ذلك أن الدعم المتواصل للإرهاب بالمال والإعلام والمواقف السياسية المكشوفة أدى إلى زرع مساحات لمناخ سلبي شعرت المنطقة بخطره المحدق، وهو خطر أدى لاتخاذ موقف شجاع وعقلاني من الدوحة لارغامها على وقف دعمها لظاهرة الإرهاب والإرهابيين. لقد التزمت المملكة بأهمية تصحيح الخلل، الذي تسبب بدعم الإرهاب والتطرف بالمنطقة، فارتأت مع بقية الدول الداعية لمكافحة الإرهاب إنزال العقوبة المناسبة على الدوحة واقناعها في ذات الوقت بالعودة إلى الرشد للمساهمة في أمن واستقرار المنطقة. لعبة التخريب المتمثلة في التواطؤ مع إرهاب الدولة المتمثل في النظام الإيراني الدموي والتنظيمات الإرهابية الأخرى أضحت مكشوفة للعالم بأسره، وليس بإمكان ساسة قطر التهرب منها رغم ممارستهم لسلسلة من المراوغات والألاعيب التي عادت عليهم بالوبال والخسران المبين، ولم يجنوا من ورائها إلا الخزي والعار وملاحقة العالم لكل أساليبهم الضالة والمضللة لدعم الإرهاب ومختلف التنظيمات الإرهابية. شبكة الجزيرة التي أنشأتها الدوحة لنشر سمومها بين صفوف المجتمع الخليجي والعربي والإسلامي، لا علاقة لها بحرية الصحافة المزعومة، فهي تدخل ضمن المشروع التخريبي؛ لزعزعة استقرار وأمن دول المنطقة، وقد تحولت إلى أداة تستخدمها التنظيمات الإرهابية؛ لنشر الفتن والعنف والطائفية، وهو استخدام لم يعد خافيا على المتابعين لما تبثه تلك الشبكة من سموم. موقف المملكة والدول الداعية لمكافحة الإرهاب واضح للغاية، ويتمثل بضرورة وقف الاخطبوط الإرهابي عن زحفه لدول المنطقة وتقليم أظافره؛ حفاظا على أمن وسيادة واستقرار دول الخليج والمنطقة. وانغماس الدوحة في دعمها لظاهرة الارهاب يساعد الجماعات الإرهابية في كل مكان لتكثيف أنشطتها الشريرة ضد المجتمعات الخليجية والعربية والإسلامية المسالمة زرعا للفتن والاضطراب وسفك الدماء وإشعال الحروب. وما زال الموقف العقلاني الذي اتخذته الدول الراعية لمكافحة الإرهاب ساريا، وما زالت تلك الدول تطالب قطر بعودتها إلى حضنها الخليجي ووقف تمويلها للجماعات الإرهابية ضمانا لسلامة دول المنظومة الخليجية والدول العربية والإسلامية وضمانا لسلامة كافة المجتمعات البشرية دون استثناء، فالدعم لا يلحق الضرر بدول بعينها ولكنه يلحق أفدح الأضرار بسائر دول العالم. ما زالت الفرصة سانحة أمام الدوحة للعودة إلى تحكيم صوت العقل والعدول عن مواقفها الخاطئة بدعم الإرهاب، وإلا فإن المزيد من العقوبات سوف تفرض عليها من قبل الدول الراعية لمكافحة الإرهاب ومن كافة دول العالم المحبة للحرية والسلام والاستقرار والأمن والنابذة للإرهاب بكل أشكاله ومسمياته وأهدافه الشريرة، فالإرهاب ظاهرة تسعى دول العالم كلها للخلاص منها والقصاص من أصحابها والممولين لجرائمها وفظائعها.