جاء البيان الذي صدر في أعقاب اجتماع وزراء خارجية الدول الداعية لمكافحة الإرهاب بالعاصمة المصرية حيال معالجة الأزمة القطرية متوافقا تماما مع رغبة دول العالم بأسرها لإيقاف كافة أعمال الكراهية وبث الإرهاب، وهي أعمال تمارسها الدوحة منذ زمن بعيد، وقد حذرت الدول الأربع من عواقبها الوخيمة على قطر وعلى جيرانها وعلى كافة دول المنطقة، فتلك الأعمال من شأنها الإضرار بالعمل الخليجي والعربي والإسلامي الجامع. والاتفاق جاء داعما لمبادئ ومواثيق مجلس التعاون الخليجي منذ إنشائه، فمسيرة المجلس كانت تنادي دائما بأهمية التعاون ونبذ الإرهاب والحيلولة دون تصدير هذه الظاهرة الشريرة لأي دولة، وهو اتفاق يتماشى مع التوجهات العربية والإسلامية بأهمية احتواء الإرهاب والعمل على كبح جماح الإرهابيين ومنع استمرارية ظاهرتهم الشريرة للنيل من أمن واستقرار وسيادة كافة شعوب العالم . والالتزام بمخرجات القمة العربية الإسلامية - الأمريكية التي عقدت في الرياض مؤخرا هو التزام لابد من الأخذ به لمكافحة ظاهرة الإرهاب وملاحقة الإرهابيين أينما وجدوا، وهو التزام نقضته الدوحة وانقلبت على مسلماته وأهدافه، وهو تصرف شائن يؤكد ضلوع الدوحة في الإرهاب واستمراريتها في دعم عناصر هذه الظاهرة. الدوحة لم تلتزم بالامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ولم تلتزم بمواجهة التطرف والإرهاب من خلال ممارستها المكشوفة في كثير من أمصار وأقطار العالم، وهي ممارسة تكشف بوضوح عن تورط الدوحة في سلسلة من الأعمال الإرهابية في عديد من الدول، وتكشف أنها ماضية لدعم العناصر الإرهابية داخل الدوحة وخارجها بما يعكس أفدح الأضرار بمجلس التعاون الخليجي وبالتضامن العربي - الإسلامي المنشود . لقد نادى البيان بأهمية توقف الدوحة عن دعم التطرف والإرهاب بكل أشكاله وصوره، وهي أهمية جاءت في صلب مطالب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب وفي إطار الأمن العربي والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، والمناداة في حد ذاتها تدخل في صلب الآمال التي تعقدها شعوب العالم كلها بأهمية احتواء الإرهاب وتخليص المجتمعات البشرية من شروره وإيقاف زحفه . دولة قطر لم تلتزم بتعهداتها بمكافحة الإرهاب ولم تلتزم بعدم التدخل في الشؤون العربية، وهو مسلك يهدد أمن وسلامة واستقرار دول المنطقة، ولا يبدو أن الدوحة كما جاء في صلب البيان جادة في مواجهة الإرهاب، وإزاء ذلك فإن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب تطالبها بالحكمة والتعقل واتخاذ القرارات الصائبة والعدول عن معاضدة الإرهاب والإرهابيين والتوقف عن التدخل في شؤون الغير. وقد حمل البيان مسؤولية المجتمع الدولي للتصدي للإرهاب وأشاد بالموقف الأمريكي المحذر للأسلوب القطري الخاطئ بدعم الإرهاب، وسوف تتابع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب موقفها الثابت من قطر في اجتماع قادم يعقد بالمنامة لمواصلة المستجدات حيال هذه الأزمة واتخاذ التدابير اللازمة لما يطرأ حيالها من أمور.