الفرصة التي منحتها دول المقاطعة للدوحة للرد على مطالبها حيال وقف الدعم المالي والسياسي والإعلامي للتنظيمات الإرهابية انتهت ولم يصدرعن ساسة قطر ما يفيد بانفاذ تلك المطالب المشروعة التي من شأنها تجنيب الدوحة وتجنيب جاراتها وسائر الدول العربية والإسلامية والصديقة استعراض الإرهابيين لعضلاتهم والاستمرار في ممارسة ظاهرتهم الشريرة التي تصب في قنوات زعزعة أمن واستقرار وسيادة شعوب العالم دون استثناء. وتلك المطالب التي تقدمت بها دول المقاطعة للدوحة ليست قابلة للنقاش ولا للتفاوض، فهي مطالب لا تمس أمن تلك الدول وحدها ولكنها تمس أمن كافة الشعوب المحبة للاستقرار والسلام، فظاهرة الإرهاب ممقوتة وملفوظة من كافة دول العالم التي مازالت تتعاون وتتكاتف لمكافحة تلك الظاهرة وتقليم أظافر أصحابها للخلاص منهم ومن شرورهم، وكان الأجدر بالدوحة أن تنضوي تحت هذه الجهود ولا تشذ عنها. المطالبة بوقف تمويل قطر للإرهاب ووقف أبواقها الإعلامية المسعورة عن بث سمومها لتفريق الأمة وتمزيقها وعدم ايواء الرموز الإرهابية على أرضها كطريقة سليمة ومأمونة وقاطعة لكبح جماح ظاهرة الارهاب هي مطالب ذات صبغة عالمية واضحة وان صدرت من جيران قطر وهم المتضررون مباشرة من تلك المراوغات المكشوفة التي تمارسها الدوحة للقفز على تلك المطالب والمسلمات. ساسة قطر يلعبون بالنار ان استمرأوا ركوب رؤوسهم واستمروا في السباحة ضد التيار والتغريد خارج السرب، فهم معرضون لعقوبات جديدة في هذه الحالة سوف تزداد معها العزلة بما يلحق أفدح الأضرار بدولة يجب أن تنأى عن دعم ظاهرة أجمع العالم بأسره على احتوائها والخلاص منها، وقد بدأت تلك الأضرار تظهر على السطح لاسيما ما يتعلق منها بالأضرار الاقتصادية التي أخذت الدوحة اليوم تترنح بفعل مردوداتها وإفرازاتها. قطر لم تلتزم مع انقضاء الفرصة الممنوحة بانفاذ مطالب دول المقاطعة، وسوف يؤدي ذلك الى تعقيد الأزمة واستفحالها ووصولها إلى طريق مجهول، ومن الخطأ الفادح الاعتقاد بأن تلك المطالب تخص دول المقاطعة فحسب، فالمطالب لها صفة جماعية تؤيدها كافة المجتمعات البشرية، وإزاء ذلك فان العقوبات القادمة سوف تكون خانقة وصعبة. دول مجلس التعاون وعلى رأسها المملكة تتمنى أن يعود ساسة قطر الى تحكيم الرشد والعودة الى الصواب والاحتكام للعقل وذلك بالكف عن مراوغاتهم المكشوفة والاصغاء لصوت الاجماع الخليجي والعربي والإسلامي والدولي بالتوقف الفوري عن دعم الارهاب بأي شكل من أشكال الدعم سواء ما تعلق منه بالدعم المالي أو السياسي أو الاعلامي، فالأزمة ليست إقليمية بحتة ولكنها ذات طابع يهم دول العالم كلها. الأزمة القائمة تمثل خطرًا محدقًا بسائر شعوب الأرض الساعية الى احتواء الإرهاب وملاحقة الإرهابيين أينما وجدوا للقصاص منهم ومن جرائمهم الفظيعة ضد أمنهم واستقرارهم، وليس من مصلحة الدوحة أن تغرد خارج السرب الخليجي والعربي والإسلامي والدولي، فهو تغريد سوف يكلفها الكثير من العزلة والمعاناة والمقاطعة.