قال رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، م. أمين الناصر: أن أرامكو السعودية تخطط لاستثمار أكثر من 300 مليار دولار خلال السنوات العشر القادمة، وأضاف، في كلمته بمؤتمر البترول العالمي 2017 أمس في مدينة إسطنبول التركية، بحضور عدد من القادة والوزراء والمسؤولين التنفيذيين في صناعة النفط، أن هذه الاستثمارات ستعزز مكانتها الرائدة في مجال النفط، والمحافظة على طاقتها الإنتاجية الاحتياطية من النفط الخام، ومباشرة برنامج ضخم للتنقيب والإنتاج يركز على موارد الغاز التقليدية وغير التقليدية. وأوضح أن هذه الاستثمارات هي ضمن مكونات أول ثلاثة مجالات محددة تعمل عليها أرامكو من شأنها أن تبني المرونة والانضباط اللازمين لنجاح مرحلة التحول، مشيرا إلى أن المجال الأول يتمثل في التحقق من توفر الإمدادات الكافية من جميع مصادر الطاقة. وأفاد أن المجال الثاني يتمثل في التركيز على هيكل تكلفة تنافسي يرتكز على درجة أعلى في تكامل مجموعة الأعمال بين التنقيب والإنتاج والتكرير والكيميائيات. أما المجال الثالث فهو العمل على استخدام النفط والغاز بأساليب فائقة النقاء للحد من الانبعاثات بشكل كبير، مبيناً في ذات الشأن أن الهدف هو مضاعفة إنتاج الغاز الطبيعي إلى 23 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم خلال السنوات العشر القادمة، بما يعني زيادة حصة استخدام الغاز في قطاع المنافع بالمملكة إلى قرابة 70% وهي النسبة الأعلى على مستوى الدول الأعضاء في مجموعة العشرين، مشيراً إلى أن شركة أرامكو السعودية تعاونت مع العديد من شركات النفط والغاز لتطوير تقنيات تساعد على خفض الانبعاثات. واستعرض الناصر خلال المؤتمر مرئياته وآراءه حول مستقبل الطاقة، وشدد على أنه على قطاع النفط والغاز التعامل مع عدة اعتبارات إستراتيجية بعيدة المدى، وذلك نظراً لكونه سيظل مصدراً رئيساً للطاقة على المستوى العالمي. وتطرّق الناصر إلى الدروس المستفادة من الفترات السابقة التي شهدت ارتفاعًا في مقدار الطلب على أنواع الوقود التقليدي، حيث توقع أن يتضاعف الاقتصاد العالمي خلال السنوات الخمس والعشرين القادمة، لتتسع بذلك قاعدة مستهلكي الطاقة لتضم ملياري مستهلك إضافي، وهو ما سيؤدي لاحقاً إلى نشوء مرحلة تحول في منظومة الطاقة قد تطول مدتها، مشيراً إلى أنها لا تستطيع مصادر الطاقة البديلة وحدها، مثل مصادر الطاقة المتجددة، تلبية الطلب المستقبلي المتوقع. وقال الناصر: إن هناك تصورًا يبدو خاطئًا ويزداد انتشاره مفاده أن بمقدور العالم التخلي مبكراً عن مصادر الطاقة التقليدية مثل النفط والغاز استناداً على افتراضٍ غير واقعي بأن مصادر الطاقة البديلة يمكنها أن تحل سريعاً محل النفط والغاز، ولفت إلى أنه إذا نظرنا إلى الوضع العالمي منذ هبوط أسعار النفط خلال السنوات الثلاث الأخيرة فقد تم التخلي فعليًا عن ضخ استثمارات تبلغ قيمتها نحو تريليون دولار أمريكي وتزامن ذلك مع تزايد الطلب على النفط من جهة والتراجع الطبيعي في حقول النفط المنتجة من جهة أخرى، موضحاً أن التقديرات تشير إلى الحاجة لحوالي 20 مليون برميل إضافي في اليوم خلال السنوات الخمس المقبلة لمواجهة نمو الطلب وتراجع الحقول.