يخطئ ساسة قطر إن ظنوا أن بامكانهم الافلات من أي عقوبة حالية أو مستقبلية سوف تفرض على الدوحة بفعل تعنتهم وركوب رؤوسهم، والاصرار على ممارسة مراوغاتهم المكشوفة وسياستهم الخاطئة بدعم وايواء الارهابيين، ومدهم بأسباب استمراريتهم في ارتكاب جرائمهم في أماكن متفرقة من العالم، وهو خطأ لا تحذر منه دول مجلس التعاون الخليجي فحسب بل تحذر منه سائر المجتمعات البشرية دون استثناء. والبيان الذي صدر في أعقاب اجتماع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب بالقاهرة بلغته التحذيرية يعطي مجالا أوسع للدوحة لمراجعة أخطائها والرجوع عن مواقفها والاصغاء لصوت العقل، وهي فرصة قبل انعقاد الاجتماع المقبل بالمنامة لدراسة عقوبات جديدة سوف تطبق على الدوحة في حال عدم رضوخها للمطالب العقلانية والمنطقية التي تقدمت بها دول المقاطعة. ويتضح بجلاء أن تلك اللغة تمهد لما سوف يتخذ قريبا في العاصمة البحرينية من عقوبات جديدة، فمواقفها الموالية للارهاب تلحق أفدح الأضرار بدول المنظومة ودول المنطقة عموما، ولا شك أن العقوبات سوف تعود بأضرار لا تحمد عواقبها وسوف تكون الدوحة بفعل العقوبات المرتقبة معزولة عن العالم تماما. لقد كان رد الدوحة على مطالب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب سلبيا ويفتقر لأي مضمون يمكن الولوج من خلاله لرفع المقاطعة وعودة الدوحة الى حظيرتها الخليجية. الالتزام بمكافحة التطرف والارهاب مبدأ تجاهلته الدوحة تماما في ردها، بما يؤكد أن الفرصة الأخيرة التي يمكن اقتناصها هي تلك الواقعة بين فترة صدور البيان وفترة انعقاد الاجتماع الرباعي بالمنامة، وهي فرصة سانحة لتغليب مفردات لغة العقل والعودة الى الصواب والتخلي عن استمرارية التغريد خارج السرب بما يعود على الدوحة بعواقب وخيمة بدأت آثارها لاسيما في المجال الاقتصادي تظهر على السطح. مكافحة ظاهرة الارهاب تمثل أسلوبا دوليا أخذت علاماته في الظهور في سائر عواصم دول العالم ووضعت الاستراتيجيات المناسبة لاحتوائها، ومن ثم فان الدوحة وفقا لسياستها الموغلة في الخطأ بدعم الارهاب ورموزه لا تتحدى منطوق الاشتراطات الموضوعة في مطالب دول مكافحة الإرهاب، ولكنها تتحدى في واقع الأمر كافة دول العالم، وليس هناك ما يدعو لاستمرارية الدوحة في هذه السياسة الخاطئة. انها سياسة سوف تغرقها في بؤرعميقة من الأزمات الطاحنة التي يبدو أن الخروج منها صعب للغاية، والمجال أمام الدوحة مفتوح للعودة الى الصواب والرشد والتخلي عن سياسة مرفوضة من سائر دول العالم الساعية لاحتواء تلك الظاهرة واحتواء من يقف لدعمها ودعم رموزها أينما وجدوا.