وفقا لسياسة ركوب الرأس التي يمارسها حكام الدوحة باصرارهم على مواصلة الدعم المالي والسياسي والإعلامي للتنظيمات الإرهابية وعدم القبول باشتراطات دول المقاطعة فان عقوبات جديدة سوف تفرض على قطر، وهذا يعني فيما يعنيه تشديد الخناق حول الدوحة ورفع وتيرة عزلتها، وسوف تتمثل تلك العقوبات في خطوات عملية لا تصب في مصالح قطر القومية ولا في مصالح علاقاتها مع دول العالم قاطبة. وليس أمام الدوحة وفقا لانتهاج تلك السياسة الموغلة في الخطأ إلا الاختيار بين الانضواء لمنظومة مجلس التعاون الخليجي أو استمرارية الارتماء في أحضان النظام الإيراني الإرهابي الذي مازال يصدر ثورته الدموية لكثير من أقطار وأمصار العالم ويمد التنظيمات الإرهابية في كل مكان بأسباب العمليات التخريبية والتدميرية. ويبدو بوضوح أن الدوحة لن تستجيب لمطالب دول المقاطعة وصولا إلى حل الأزمة داخل البيت الخليجي وأنها مصممة على ممارسة مراوغاتها المعهودة بدعم الكيانات الطائفية وعدم الخروج من الحضن الايراني، وهذه السياسة الخاطئة سوف تكلف الدوحة المزيد من المعاناة، فممارسة تلك المراوغات هي عملية مستهجنة وممقوتة ليس من دول مجلس التعاون الخليجي فحسب ولكنها مستهجنة وممقوتة ومرفوضة من كافة دول العالم دون استثناء. وعدم الاستجابة لمطالب دول المقاطعة سوف يؤدي إلى عزلة لا نهائية ستبقى مضروبة حول الدوحة ولن يبقى أمامها الا الخيار بين العودة الى الرشد والصواب وبين استمرارية النهج الخاطئ بدعم الارهاب والارتماء في أحضان حكام طهران، واذا مالت الى الاختيار الخاطئ فان طردها من مجلس التعاون الخليجي هو العقوبة المحتملة والعقلانية التي سوف تنتهج لارغام الدوحة بالخروج من دائرة عصيانها لكل المواثيق والأعراف. التفاوض حول الشروط المقدمة للدوحة لا يبدو منطقيا وصائبا فليس هناك ما يمكن التحاور بشأنه، فاما الرضوخ لصوت العقل وإما التغريد خارج السرب الخليجي والعربي والإسلامي والدولي، وسوف تدفع الدوحة ثمن التغريد بتجميد عضويتها في العديد من المؤسسات الدولية وطردها من مجلس التعاون الخليجي وازدياد عزلتها عن العالم، وهو ثمن سوف يؤدي بالضرورة الى الحاق أفدح الأضرار بدولة قطر وحكامها. وأكبر الأخطاء التي تدور في عقول حكام الدوحة خطأ يتمحور في أن ممارسة المراوغات السياسية المكشوفة موجه في أساسه الى دول المقاطعة في حين أن تلك المراوغات موجهة في واقع الأمر الى كافة دول العالم التي مازالت تدافع بقوة عن مبادئ نشر الأمن والسلم الدوليين، وتعمل جاهدة لكبح جماح الارهابيين أينما وجدوا والعمل بشكل جماعي لا فردي لاحتواء ظاهرة الارهاب واجتثاثها من جذورها. الدوحة بممارستها تلك المراوغات تحاول أن تتحدى العالم بأسره ولا تتحدى دولا بعينها، وتلك ممارسة سوف تؤدي الى عواقب وخيمة تلحق بالدوحة وحكامها أبلغ الأضرار والأخطار.