قال عدد من الخبراء الاستراتيجيين وأساتذة القانون الدولي المصريين «إن محاولة قطر تدويل أزمتها الحالية بتقديم شكوى للأمم المتحدة ضد جامعة الدول العربية يؤكد أن الدوحة تسعى للاستقواء بالخارج في إطار تنفيذ مخططات ومؤامرات أجنبية لشق الصف العربي». تعنت قطري حذر وزير الخارجية السابق ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان المصري محمد العرابي القيادة السياسية القطرية من الاستمرار في تعنتها، لافتا إلى أن الدوحة لن تتحمل الضغوط المتزايدة بعد قرار عدد من الدول مقاطعتها على الصعيد الدبلوماسي، متوقعا رضوخها في النهاية للمطالب العربية بوقف التدخل في شؤون عدد من الدول العربية وتجفيف منابع تمويل الجماعات الإرهابية، وأشاد العرابي بقوة مواقف الدول المشاركة في المقاطعة ورهن المصالحة بتغير الموقف القطري، كما انتقد محاولات بعض الدول مثل إيران في الالتفاف على الأزمة ولعب دور الوسيط وهي في الأصل من الدول التي تسير على خطى الدوحة في رعاية الإرهاب. وأشار إلى أن قطر تتحرك بسرعة لحشد موقف دولي متعاطف معها عن طريق تقديم شكوى للأمم المتحدة ضد جامعة الدول العربية، لافتا إلى أنها تعول على مساندة طهران في مواجهة الموقف العربي الموحد ضد سياستها الداعمة للإرهاب وإثارة القلاقل وزرع الفتن في الوطن العربي، وتطرق العرابي إلى موقف روسيا من الأزمة، مشددا على أن موسكو ستكون من الدول المدافعة عن قطر خلال الفترة القادمة لسياستها «البراغماتية» التي تعتمد على تحقيق مصالحها المنطقة العربية بكافة الأساليب. ترنح وتخبط وعن رؤيته في تطورات الأحداث، يقول الخبير الاستراتيجي ومساعد رئيس حزب حماة الوطن اللواء محمد الغباشي «إن تصعيد قطر الأزمة إلى المستوى الدولي يؤكد ترنحها وتخبطها في قراراتها»، لافتا إلى أن قطع عدد من الدول علاقاتها مع قطر كان بمثابة نقطة فارقة بالمنطقة العربية إذ يعد قرارا قويا وضربة قاصمة للإرهاب خصوصا بعد إصرار الدوحة على تعميق هوة الخلافات بينها وجاراتها بانتهاج سياسية داعمة للتدخل في شؤون عدد من الدول وتمويل الجماعات الإرهابية وتخصيص منابر إعلامية وأهمها قنوات «الجزيرة» للتطاول على مسؤولين في دول شقيقة وتوزيع الاتهامات من دون أسانيد، فيما لم تجرؤ هذه القنوات التي تزعم الحيادية والمهنية على التطرق لأية أزمة أو مشكلة في قطر. وأشاد الغباشي بتطابق مواقف ورؤى مصر والسعودية على وجه الخصوص في هذه الأزمة، مشددا على أن قوتهما هي صمام الأمان للعرب، معربا عن أمله في استمرار التنسيق بين الدولتين لمكافحة الارهاب. دول المقاطعة يتوقع الخبير في القانون الدولي أحمد العناني رفض الأممالمتحدة شكوى قطر؛ إذ لم تخالف دول الخليج المقاطعة أية قوانين دولية وإجراءاتها فيما يخص الملاحة البحرية في إطار حقوقها في السيادة على حدودها، لافتا إلى أن الدوحة تسعى إلى توصيل رسالة مغلوطة إلى المجتمع الدولي بأنها هي المجني عليها في هذه الأزمة لتشويه الدول التي تتصدى لرعايتها للإرهاب والعبث بالأمن القومي العربي. ويرى أستاذ القانون الدولى نبيل حلمي أن الدوحة تسعى إلى «تدويل» أزمتها لوقف حملة المقاطعة ضدها والتي لم تقتصر على الدول العربية وشملت دولا أخرى، فضلا عن أن قرار المقاطعة أصابها بما يمكن تشبيهه بالعزلة إذ ضرب كافة قطاعاتها بالشلل، مشددا على أن الأممالمتحدة تلقت وثائق وتقارير تؤكد ضلوع قطر في تمويل عدد كبير من الجماعات الإرهابية وأن الموقف العربي كان رد فعل لتصرفات الأخيرة لذا فإن الشكوى لن تأتي بأية ثمار إيجابية للنظام القطري الذي يجب عليه أن ينتبه سريعا لخطورة موقف بلاده الذي قد يتصاعد لعقوبات دولية كبيرة ما سيزيد هوة الخلافات مع الدول العربية. دون سيادة يشير رئيس حزب صوت الشعب المستشار أحمد البراوي إلى أن قطر دولة لا تملك أية سيادة في اتخاذ قراراتها لذا فإن قرارها الأخير بالتصعيد الدولي وتقديم شكوى للأمم المتحدة كان بضوء أخضر من أجهزة المخابرات البريطانية والأمريكية التي توجه السياسة الخارجية للدوحة، لافتا إلى أن ما تنفذه قطر يندرج ضمن المخططات والمؤامرات الدولية لتفتيت وحدة الوطن العربي وتعميق التشرذم والفوضى والدمار لإسقاط أنظمة عربية، مؤكدا أن أمير قطر تميم بن حمد لا يدرك خطورة قراراته التي قد تضع المنطقة العربية كافة على حافة بركان من الأزمات والمشكلات العصيبة. كانت الأزمة اشتعلت بإرسال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وزير خارجية قطر رسالتين للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس والمفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين حول تداعيات الأزمة الحالية على الدوحة، وسلم الرسالتين المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأممالمتحدة السفيرة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني خلال لقائها الأمين العام والمفوض السامي.