ما زالت قطر، بخروجها الواضح عن الإجماع العربي والإسلامي والدولي بارتمائها في أحضان النظام الإيراني الإرهابي، تلعب بالنار وتسعى لتأجيج الأزمات في المنطقة، خاصة بعد تأكيد القمم العربية الإسلامية الأمريكية التي عقدت مؤخرًا بالرياض أن إيران تشكل بؤرة إرهاب في المنطقة بارتكابها وتأييدها ودعمها لكل العمليات الإرهابية التي حدثت ومازالت تحدث في عدة أقطار وأمصار. الاتصال القطري بالنظام الإيراني وتهنئته بفوز روحاني بولاية رئاسية ثانية في إيران ينم عن رغبة الدوحة بمضاعفة تحديها للإجماع الذي التفت حوله الدول الخليجية والعربية والإسلامية بمساندة من الولاياتالمتحدة أيضا باعتبار إيران حاضنة للإرهاب وممولة للتنظيمات الإرهابية في العالم، ومخالفة هذا الاجماع والخروج عن مساره لا يشكلان إلا خيانة واضحة وطعنة في ظهر البلدان الخليجية والاجماع العربي والإسلامي والدولي. وتعزيز علاقات الدوحةبطهران في الظروف الحالية الصعبة التي تمر بها المنطقة حيث تتوالى الجرائم الإيرانية الإرهابية المكشوفة في البحرين واليمن والعراق وسوريا، يثير الكثير من الأسئلة عن مدى إخلاص الدوحة لمواثيق مجلس التعاون ومدى تبنيها لآمال وتطلعات مواطني دول مجلس التعاون الذين صدموا من عودة قطر مرة أخرى إلى مواقفها الضالة المضلة التي تقسم الصف الخليجي والعربي في وقت أحوج ما يكون فيه العرب إلى التكاتف والتلاحم في مواجهة العدوانية الإيرانية التي لا تفرق بين خليجي وآخر، وإنما تنال الأضعف فالأضعف. وما ادعته الدوحة بأن طهران تتعرض لحملة ظالمة من العرب والمسلمين ومن الادارة الأمريكية هو ادعاء غاشم يصب في روافد دعم الإرهاب وتشويه الحقائق واستمرارية العمل على زعزعة أمن واستقرار المنطقة، فالعالم بأسره يعلم يقينا أن طهران تمثل إرهابًا في المنطقة، بل انها راعية الإرهاب في العالم استنادا الى كل العمليات الاجرامية التي حدثت في دول المنطقة والتي مازالت تحدث في بعض دوله. لقد أجمعت دول العالم دون استثناء على أن طهران حاضنة للإرهاب ومغذية له بالأموال والأسلحة والعناصر المدربة غير أن الدوحة استنكرت هذا الاجماع ورفضته بكل تفاصيله وجزئياته، وتلك سياسة خاطئة تعرض قطر للعزلة وتعرضها لمغبة الخروج عن إجماع عربي وإسلامي ودولي لا يصب إلا في قنوات تأييد الإرهاب ودعمه والوقوف إلى جانب الإرهابيين في وقت يتنادى العالم فيه لمكافحة الإرهاب والإرهابيين. انه أسلوب قطري موغل في الخطأ لا يفسر إلا بارتماء الدوحة في أحضان الملالي وارتمائها في أحضان المنظمات الإرهابية التي سيبدأ المجتمع الدولي في اجتثاث شرورها، والموقف القطري لا يحظى سوى بالاستهجان والسخرية من زعماء الأمتين العربية والإسلامية ومن مواطنيها.