هناك عوامل عدة تكون صفات يتميز بها الإنسان الجوهري، الذي لا يتجزأ في مجتمعه وخارجه، من خلال نفوذه الفكري البناء إلى التغلغل في العقول، حيث يشخصون إليه لعبقة وهذا إيحاء بما تحسه به ألبابهم وتراه عيونهم فيه من تواضع وترحاب ولين جانب ومشاركة في الملمات وإلقاء السلام وإجابة دعوة، فتلك هي وسام على الجبين، كما قال سبحانه (سيماهم في وجوههم) الفتح آية 29، حيث إن الشخصية الجوهرية كما قيل (إنها تعني الخصائص التي تميز الفرد عن غيره من النواحي النفسية والعقلية والبيئية والثقافة والاجتماع) كل تلك وما سبق ذكرها أعمال جليلة قال تعالى: (تلك الدار الآخره نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين) القصص آية 83، وبغير ذلك من أراد الشخوص على غير هدى فإنه يحمل صفة الزهو في ذاته، أعاذنا الله منه وهو الاستعلاء على الآخرين للإعراض عن أي دعوة توجه إليه أو عدم المشاركة في أمر موجب عليه كان ترحاً أم فرحا إلا إذا كان من خاصته أو من هو في شاكلته أو حضور عقد اجتماعات تعود بالفائدة في أمور لصالح الحي أو المدينة أو القرية للتطور لماذا لأنه محجم يرى نفسه من طبقة والآخرين من طبقة متجاهلاً قول الله تعالى (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) الحجرات آية 49، حيث إن الشخصية البناءة الحقة هي استمالة لب من يراه لما يتميز به خلال المعرفة جعلته لما فيه من الاستقامة والنبل يقول شوبنهاور: (علينا أن نعتبر شؤوننا الشخصية أسرارا بحيث تظل حقيقية مجهولة) حيث عامل الهدوء هو الرئيسي في الشخصية في اتخاذ كل ما يصبو إليه من أعمال وأقوال تجعل ذلك نسيجا له ما بقي له من العمر نفوذاً إليها من خلال الحسنى والرفع من شأنه لوجه الله حيث ما كان في أي مجال لخدمة أي فرد حيث شعاره الصمت يرضي الذات وقديما ً قيل: (الصمت زين والسكوت سلامة) إذا، فإذا نطقت فلا تكن مهذاراً حيث إن تعدد الشخصيات التفاعلية العقلانية لها نسق ايجابية تفاؤلية جذابة قيادية وقوة في علو الهمة سعيدة مرنة في تعاملها منحة من الله، أما غير ذلك فهي سلبية مزاجية سريعة التغيير مهزوزة حساسة وهي ما يعنى بالضغوط النفسية والكل مصدرها الذات التي تتكيف حسب الأهواء والآراء بين الثبات والزهو النفسي اجتماعيا وفي هذا جاء قول الفيلسوف سقراط: (الذي أعرفه عن نفسي أنني لا أعرف عنها شيئا)... إذاً فإن الشخصية موضوع يتسم بالغموض، لذا فإن الشخصية الحقيقية التي لا مراء فيها هي الشخصية العقلانية، شعارها التقوى في الله، الماحية لكل الفروقات الذميمة، ولنا في شخصية رسول الله- صلى الله عليه وسلم- القدوة الحسنة التي اكتملت فيها صفات الكمال التي لا تضاهيها أي شخصية على وجه هذا البسيطة في قوله سبحانه وتعالى (وإنك لعلى خلق عظيم) القلم آية 4، وكفى.