يقول الله عز وجل {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} الجن، والعبادة التي هي غاية الله التي من أجلها خلق عباده لافراده بالعبادة والتي تتلخص في أقسام التوحيد الثلاثة وهي توحيد ألوهية الله أي افراد الله بالعبادة جملة وتفصيلاً من نية وقول وعمل وتوحيد الربوبية أي الإيمان بأن الله هو الملك والخالق والمدبر لهذا الكون لا يملك هذه القوى غيره تعالى، وتوحيد أسمائه وصفاته تعالى أي أن الله لا شبيه ولا مثيل له في أسمائه وصفاته من غير تعطيل أو تشبيه أو تمثيل يقول الله عز وجل في كتابه الكريم {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين}، آل عمران أي إن حياة الإنسان لا بد أن تكون مرتبطة كلياً بعبادته تعالى التي فرضها تعالى على عباده وفي جميع حركاته وسكناته وفي مأكله ومشربه وملبسه وفي فرحة وترحه وفي جميع ضروب الحياة. لذلك رأيت من حكمة القول لإخراج ما عصف في صدري من تلك الظاهرة المتفشية التي تتعفن في كثير من صدور العباد إلا من رحم ربي، أن أجلس مع نفسي مستخيراً الله في تحليل بعض من نماذج تلك الظاهرة وأسباب تعشعشها في قلوب العباد المتخلخلة ونتوئها على اللألسنة السوداء، ألا وهي ظاهرة الكذب التي تأباها الفطر السليمة، أخذت ألملم أطراف صدري وعقلي من قول الرسول صلى الله عليه وسلم حينما سُئل عن الكذب (أيكون المؤمن جباناً؟ قال: نعم، قيل: أيكون المؤمن بخيلاً؟ قال: نعم، قيل: أيكون المؤمن كذابا؟ قال: لا) استوقفتني كلمة مؤمن!! والرسول صلى الله عليه وسلم أوتي مجامع الكلم وما ينطق عن الهوى، ففي كلمتي نعم أو لا لهما أصداؤهما العميقة ولست أنا هنا بصدد شرح هذا الحديث الشريف ولست أهلاً لذلك، ولكنني على يقين بأن كلمة مؤمن هنا حينما استفسر صلى الله عليه وسلم عن تلك الصفات الثلاث التي قد تتعلق بالعبد فإنه وبلا شك قد فهم صلى الله عليه وسلم مقصد السائل بمعنى كلمة المؤمن، فهي تعني المؤمن الموحد الذي يعبد الله بإيمان خالص لله وحده لا شريك له، إيماناً لا تشوبه شائبة شرك، مؤمناً بقوله تعالى {ليس البر بأن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين...) البقرة، وبقول رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما سأله جبريل عليه السلام عن الإيمان فقال صلى الله عليه وسلم «الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره» مسلم، ففي قول الله عز وجل وقول رسوله الكريم تتلخص الأصول الستة التي تتفرع عنها جميع واجبات ما يعتقده العبد في حق الله سبحانه وتعالى، لذلك حينما كان رده الشريف صلى الله عليه وسلم مقتضباً في لفظه عميقاً في معناه وددت أن أتحدث عن إحدى تلك الرذائل الثلاث وأبغضها إلى الله ورسوله بعد الكفر بالله، لذلك رأينا واجب الربط بين عقيدة التوحيد المحمدية الحنفية النقية وما بين تلك الرذيلة القبيحة ألا وهي الكذب. لذلك حينما نوهنا عاليه بعقيدة التوحيد وددنا أن نوصل لأنفسنا وللقارئ بأن حسن سلوكيات وخلق المسلم لا يتأتى إلا بالإيمان العميق لمفهوم عبادة العبد لرب السماوات والأرض وحده لا شريك له وما بعد توحيد عبادة الله إلا الشرك تتلخص في الآيات الكريمات {فاعبد الله خالصاً له الدين، ألا لله الدين الخالص} الزمر وفي قوله تعالى {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه} الإسراء. وحينما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه أعلاه عندما نفى الكذب عن خلق المؤمن، نجد بأنه ما من مسلم يحمل بين جنباته هذه الصفة السيئة الذميمة وإلا في إيمانه نظر وانتقاص وهذا هو مغزى قول الصادق الأمين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في ذلك الحديث وكذلك الآية في قول الله عز وجل {إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون} النحل، تبين مدى خطورة الكذب فهو ناف للإيمان عن قلب المؤمن وفي آية أخرى استوجبت لعنة الله على الكاذب عافاني الله وإياكم في قول الله تعالى {لعنة الله على الكاذبين} آل عمران، وماذا بعد لعنة الله على العبد والعياذ بالله!! ما هو إلا الخروج الكلي من رحمة الله فما لعن الله إنسياً أو جنياً وإلا كان مصيره في النار خالداً مخلداً فيها عافانا الله وإياكم من نار جهنم. فالكذب نقيض الصدق، فهو آفة التهمت قلوب ضعاف النفوس، ونخرت عظامهم نخراً وجعلت ألسنتهم مسودة، فأصبح وكأنه مرض عضال كالسرطان يستخف مريضه بشدة وخطورة عواقبه، لا يبالي من أصبح ديدنه الكذب بأنه سيهلك نفسه والآخرين، لا يحب لهم الخير، حقير الشأن، تغلبه الأنانية، جشع اليدين، يفترسه الجبن، يكذب دون حاجة للكذب، يختلق الأكاذيب، يسبغ ظهور الآخرين بسواد لسانه حتى يفرز سمومه لتكن فريسة سائغة لنهش لحومها بأنياب الزور والبهتان نهشاً، لا يتورع في زرع الفتن نجده يبهت وينمم ويسيء بالخفاء على من أحسنوا إليه ولا يستمع لنصح وإرشاد من يحبون له الخير فالكبر سلطانه والعناد سلجانه، لا يبالي بأن كذبه هذا قد يهلكه ويدمره عاجلاً أم آجلاً ولا يضع في حسبانه ما إن كان سيكشف أمره أم لا، بل قد يهلك أقرب وأحب الناس إليه، فتتمزق أواصر الرحم شر ممزق، لذلك نجده قد قذفته قلوب الأحرار من قلاع ثقتها فتصبح شهادته مردودة وأحاديثه متروكة ومجالسته النفوس النقية الصافية فيستشري الحقد والعداء والظلم، يتهم به البريء الصادق ويطعن في دينه وخلقه كما قال القائل: لا يكذب المرء إلا من مهانته أو من فعلة السوء أو من قلة الأدب سأحاول التطرق إلى بعض النماذج لهذه الآفة السامة: ٭ الكذب على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم: لا شك بأن هذا الباب من أخطر أنواع الكذب فهو الافتراء على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم الكذب، فهناك من يفتي في أي أمر من أمور الشريعة بغير علم أو حسن نقل بل منهم من يتعمد ذلك وينسب ما أفتى به لصحابي جليل أو عالم رباني فذبل والعياذ بالله من ينسب كلامه هذا تفسيراً للقرآن أو لحديث شريف ربما يكون مكذوباً وواهياً وكل ذلك من أجل أن يتباهى وسط الجهال أو من هم أقل منه علماً في نظره أو ليثبت بأي شكل من الأشكال نصرته بما يدعيه وربما يكون من هؤلاء المبتدعة والمشعوذين والدجالين وأصحاب الفكر المنحرف الذين يفسدون خلق المسلم وعقيدته الحنفية التي فطره الله عليها وهم يعلمون بأن الله قد توعدهم بهذا الاثم العظيم ولكن لما فيهم من كبر وهوى وضلال لا يثنون أنفسهم إلى جادة الحق والصراط المستقيم فأنى يفلحون، يقول الله عز وجل لهؤلاء الأراذل {ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون} النحل، ويقول تعالى متوعداً هؤلاء الضلال المضلين {ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين} الزمر، وقول الصادق الأمين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم «من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار» متفق عليه، فأسال الله أن يجعلني والقراء وجميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه. ٭ الكذب في التجارة: فهناك من يكون ديدنه في البيع والشراء الحلف باليمين للغش وللتدليس وللنجش وقد توعد الرسول صلى الله عليه وسلم صاحب اليمين الكاذبة في حديثه الشريف «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم - وذكر منهم المنفق سلعته بالحلف الفاجر» مسلم، ومن التجار ما نجده قليل الورع في التعامل مع الآخرين فمثلاً يريد أن يستثمر تجارة معينة وقد تقصر يداه لدعم هذه التجارة المعنية يلجأ إلى بعض المستثمرين أو الذين لديهم أموال وغير متفرغين للتجارة فيقوم بايحائهم بأن له تجارة مربحة وأرباحها كذا وينقصه الدعم المالي وفي نفس الوقت يضمر شيئاً آخر مخالفاً بما أوحى به إلى فريسته بأنه إن وافق سوف يستمر ذلك المال في شيء لا علاقة له بما تم طرحه لهذا الفريسة المسكينة فهذا بلا شك نصب واحتيال وربما يتفق معه بأرباح مسبقة كأن يقول له سأعطيك ربحاً وقدره كذا بتحديد مبلغ الربح مسبقاً فهذا مما لا شك فيه من الميسر وقد تضاعف الإثم غش وميسر فالله المستعان، فالشيطان يهيئ له إن لم يحتل وينصب لن يصدق أو لن يستطيع أن يقنع أحداً وفي رأيه بهذه الأساليب التي يأباها أصحاب الفطر السليمة يستطيع أن يكسب الناس ويجعلهم مقربين، وهو ربما لا يدرك بأن هناك من الحيوانات ما يفطن بما ينتويه صائده فانظروا على سبيل المثال إلى الغراب حينما نريد رشقه بحجر وقبل تناول الحجر نراه قد اطلق جناحيه وانظر إلى المعزة حينما نريد نداءها بقطعة طعام بأدينا لا تهرول إلينا وهي لا تعرفنا، فهذا هو الحيوان فكرم الله الإنسان وفضله على الحيوان!! فالمؤمن كيس فطن، ومنهم ما تجده يرفع من جودة سلعته كأن يقول هذه صناعة أصلية وفي حقيقتها غير ذلك أو أن خامتها كذا وهي ليس كذلك أو أن هذه السلعة ممتازة حالفاً مقسماً بالله العظيم وحقيقة أمرها فيها ما فيها من العيوب ما الله به عليم والرسول صلى الله عليه وسلم يقول «اليمين الكاذبة منفقة للسلعة ممحقة للكسب» متفق عليه، وكذلك هناك من المشترين ما يبخس سلعة البائع أو يخبره كذباً بأن سعره هذا مرتفع وقد وجدتها في السوق الآخر بسعر كذا وأجود وأفضل من بضاعتك هذه وهو يعلم في دواخله بأن هذه البضاعة التي بصدد التحدث عنها لا يعيبها سعر ولا جودة. ٭ الكذب لاستعطاف الآخرين: كالذي يوقع بين الناس ويفسد بذات البين ويفرق بين الأخ وأخيه والزوج وأهله، والصديق وصديقه بل ما بين أمة وأخرى كما نرى ونسمع بما يسمى بحرب النجوم والسياسات الداخلية أو الخارجية للبلدان على الصعيد الدولي أو المحلي والذي بما يسمى بالجاسوسية فهذا عين التجسس لا سيما بين البلدان المسلمة ونقل الأخبار المغلوطة أو الصحيحة والتي قد تعتبر من أسرار الدول والقبائل فتتهيج الجنود وينحر بعضها بعضاً وتهرق الدماء وتتوالد الشحناء والبغضاء وتشب نيران العداء وتهتك الأعراض فيكثر الهرج والمرج إلى غير ذلك ما يهلك ويفتك بأمم، وهناك شريحة من هؤلاء الكذابين وهم أخطر داء على المجتمع المتماسك في أصله، ألا وهم هؤلاء الذين يدسون السم في العسل والذين يصيدون في الماء العكر هم أصحاب الهمز واللمز والقيل والقال والنميمة والبهتان يستخدمون كثيراً من السبل المتعرجة ليرصدونها بمعاولهم المسمومة لزرع الفتن والضغائن بين أزهار وورود أفراد وجماعات المجتمع المحافظ المتماسك فتجعلها شوكاً مسموماً فمثلاً نجد الفرد منهم يخبر من هم أقرب إليه نسباً أو قرابة أو صداقة أو حتى معرفة وفي ظنه بأن هؤلاء أهل للثقة ولن يفكروا ولو ببصيص شك بخطأ كلامه ويعرف أنهم سيصدقونه في فهمه القاصر، بقوله بأن فلاناً من الناس رجل سيئ وكاذب حتى يجعل الآخرين ينفرون من هذا المسكين وهو الذي يحسن إليه ولقلة تقواه تراه يعلم بأن هذا الحبل طوله لا يتعدى مفرق عينيه ولكن لخبث نفسه لا يريد من أحد أن يتقرب لهذا المسكين والتعاون معه حتى تكون المصالح ترجع إليه دون أن ينتفع من ذلك صاحبه هذا والذي قد يكون قريباً له أو صديقاً أو صاحباً مقرباً إليه أو ربما شخصاً مخلصاً في عمله وهو الناصح الأمين له وقد يدرك مصلحته أكثر منه، فهو من ضعف شخصيته وضعة نفسه وعدم ثقته فيها وفي من حوله يستخدم هذا الأسلوب البغيض وقد تهاون بقول الله عز وجل {إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة..} النور، فيكون سبباً في أن يجعل هؤلاء الذين تعاطفوا معه أن يقعوا في براثن الإثم فيأخذون حصتهم من مأكلهم المر من ذاك الصاحب والذي لا يذكرهم إلا بالخير ولا يدركون لحظة ضعفهم معه نواهي الله عز وجل في الآية الكريمة {يا أيها الذين آمنوا أجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم} الحجرات، تاركين إرشاد العدل الحكم العزيز الجبار عز وجل في قوله الحق {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين} النور، ولربما الجبن يتملكه في حال ما انكشف فشله هذا، يرجع هذا الفشل لصاحبه هذا، والغريب والعجيب حتى إن كانت مصلحته بعد الله بيد هذا المسكين لا يريدها إلا بشرط أن يكون له النفوذ فيها فيكون سبباً في خسارة وفشل مصالحه ومصالح الآخرين والأعجب والأطم أن يتهم في نهاية الأمر الآخرين في سبب هذا الفشل الذريع فنجد ديدنه الغيبة والنميمة والبهتان والوشايا والنكال والحقد ولا سلاح له غير القيل والقال وافتراء الكذب، ومنهم ما نجده دائم الشكوى من حال فقره وفاقته وأن الديون قد أزهقت النوم من جفنيه وأنه لا يملك غير ثوبه ذاك أو بنطال وقميص وما يدري كيف يتصرف وفي نفس الوقت يملك ما يملك ليس فقط لقوت يومه عاماً كاملاً وكأنه والعياذ بالله يجحد نعمة ربه عليه حيث يقول سبحانه وتعالى {... وأما بنعمة ربك فحدث} الضحى، كل ذلك ليبين للناس بأن لا حول له ولا قوة فيما تتطلبه الحياة منه من حقوق وواجبات. من فحوى ما حاولنا التطرق إليه لبعض من صفات هذه الرذيلة قد نستشف بأن المؤمن الحق عليه تجنب الكذب لما بينه الرسول صلى الله عليه في قوله «يطبع المؤمن على الخلال كلها إلا الخيانة والكذب» أحمد، والكف عن تلك الآلة البشرية ذات الحدين والتي قد تجر صاحبها إلى قيعان جهنم أعاذنا الله من جحيمها ألا إنها نعمة اللسان الذي قال الرسول صلى الله عليه وسلم في سوء استخدامه في قوله حينما سأله معاذ بن جبل رضي الله عنه «وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟؟ فقال صلى الله عليه وسلم «وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم» أحمد وغيره وحاشا للمؤمن أن تعتليه صفات النفاق التي ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان» متفق عليه وقول الله عز وجل {إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب} غافر. فعلى المؤمن أن يحرص على تحري الصدق فيما له وما عليه ولنعلم ما أجاز الشرع الكذب إلا في مواطن محددة كالخداع في الحروب وكذب الزوج على الزوجة والعكس فيما يرضي الله وفي حالات إصلاح ذات البين ودليل ذلك قول أم كلثوم رضي الله عنها «ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس إلا في ثلاث: في الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته، والمرأة زوجها» مسلم، وقد توعد صلى الله عليه وسلم من يسرف في هذه الرذيلة المقيتة والحض على الصدق والبشرى لمن كان صادقاً في قوله الشريف «إياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً» متفق عليه، وفي قوله «عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً» متفق عليه، ولنعلم بأن درجة الصدق عند الله عظيمة وهي مرتقى لا تطأه إلا قلوب المؤمنين حقاً في قوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} التوبة. هذا والله أعلم، فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان وأصلي وأسلم على من لا نبي بعده.