في ليل بهيم وغموض مريب، تعرضت الامة السورية المناضلة ومعها الأمة العربية والمجتمع الانساني الدولي لجولات شريرة من الغطرسة لوزير خارجية روسيا.. بل انها اصبحت غطرسة مقيتة، حتى بات يطلق عليه في نظر المحللين السياسيين ورجال القانون، وفي قاعات مجلس الامن والجمعية العامة للأمم المتحدة وفي مجلس حقوق الانسان (مستر تعنت). لذلك دأب وزير خارجية روسيا في الفترة الاخيرة في التعامل مع الأزمة السورية على الا يدع اي مناسبة تمر من ان يخرج الوزير الروسي ليتباهى بالموقف الروسي الذي سيساعد الشعب السوري ودفع سوريا عامة نحو الاستقرار والامان. ان فحصاً دقيقاً ومتعمقاً لما تم انجازه للدور الروسي في تلبية طموحات الشعب السوري المناضل ومنع ارتكاب جرائم ضده يؤكد حقيقة مباهاة الادارة الروسية بالخداع والتضليل في اسلوب تعاملها مع الأزمة السورية.. انها غطرسة وزير خارجية روسيا تحت استخدام الخداع على الشعب السوري والامة العربية والمجتمع الانساني الدولي بمكوناته الشعبية والمؤسسات الدولية. ان الخداع لغطرسة وزير خارحية روسيا يأتي بمعنى المخادعة والنفاق والذبذبة، كما في قوله تعالى : (ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم كلما ردوا الى الفتنة أركسوا فيها فإن لم يعتزلوكم ويلقوا اليكم السلم ويكفوا أيديهم فخذوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأولئكم جعلنا لكم عليهم سلطانا مبينا) (سورة النساء : 90). ولعل الخداع الذي تميز به وعكسته غطرسة وزير خارجية روسيا قد جاء الرد على (مستر تعنت) ضمن مجموعة من الايات التي فضحت المنافقين، وكشفت عن مسالكهم الذميمة، وأخبرت عن حكم الله فيهم، وافتتحت هذه الآيات بقوله سبحانه : (فمالكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا أتريدون أن تهدوا من أضل الله ومن يُضلل الله فلن تجد له سبيلا) (سورة النساء الاية : 88). والمعنى للآيات الكريمة ان غطرسة وزير خارجية روسيا ذات مذاق الخداع والكذب، هي صورة شديدة للمنافقين فكشفت عن خبثهم ومكرهم، وبينت لنا من صفاتهم ما يدعو الى الحذر منهم وسوء الظن بهم، فهم أي المنافقين المخادعين لا يضمرون للمؤمنين الا شراً، ولا يمدون ايديهم الى اهل الحق الا بالسوء. لذلك أقول ان الوزير الروسي المتغطرس يريد اغتيال عقول البشرية الانسانية لانه يريد رجالاً مثل طاغية الشام ومجرمهم يصفقون له ويرقصون على كل كلماته ذات طابع المخادعة لانه يهدف الى أن يترك السوريون الاحرار ومعهم الأمة العربية والمجتمع الدولي بكل مؤسساته له مهمة التفكير واتخاذ القرارات خارج مجلس الأمن الدولي، لكن الله سبحانه وتعالى ناصر الشعب السوري الأبي، بسبب عدوان روسيا لهم، وانكشاف غدرها، وتذبذبها تبعاً لشهوات قادة الكرملين المريضة.. فكان الوزير المتغطرس. صحيح ان القلب لينزف دماً وكمداً جراء ما ترتكبه روسيا من سياسات لاغتيال طموحات الشعب السوري المناضل، وحتى لا يتمادى المجتمع الانساني البشري الدعم للمناضلين السوريين الاحرار في حالة البكاء على اللبن المسكوب أو الحق المسلوب على ايدي سفاح دمشق المدعم روسياً فإن الاجدى ان نفكر في رد موجع يسترد معه الشعب السوري الابي كرامته وعزته.. ولعل ما فعلته غرفة التجارة والصناعة في الرياض من رفض استقبال تجار روسيين لموقف بلادهم من تطلعات الشعب السوري الحر. ان الرقص مع شيطان الغطرسة الذي يمارسه وزير خارجية روسيا في كل المؤتمرات يعكس تصور الوزير المتغطرس ان الشيطان يرقص مع الجميع، لذلك فان الشيطان القابع في فكر غطرسة وزير أحكم قبضته وسوف ينجز تقريباً ما تسعى اليه موسكو.. يقضي على البنية الاساسية لسوريا وتفريغ سويا من سكانها ليصبحوا لاجئين في ديار صديقة وتشجع سفاح دمشق بارتكاب جرائم ضد الانسانية في شعب سوريا يقتل أطفالها ونساءها وشيوخها وشبابها. ان صورة الخداع الذي نلمسه في تصريحات غطرسة وزير خارجية روسيا نلمس فيها الكذب حيث نجد انه يتلو في حركاته على نحو كبير، ويحرك رأسه وبطنه يمنة ويسرى، كما لو كان غير مرتاح بشكل كبير مما يفعله، او ربما كان راغباً من الهروب من غطرسته برمتها بالمزيد من الكذب، لذلك نرى وزير خارجية روسيا في لقاءاته مع المجموعة العربية في القاهرة انه كان بطيئاً في بدء حديثه وتحاشى التحديق بالعين في عيون وزراء خارجية الدول العربية، كما لاحظنا التوقفات المؤقتة غير المكتملة في الكلام، الابتسام المختزل أو السريع، مما يجعل الاشارة الى الذات الروسية أو الشخصية لوزير خارجيتها، والاكثار من القول نحن سنقوم بدور كبير في الازمة السورية واحلال السلام على أرض سوريا بينما الانباء عن الاحداث المفجعة للنظام السوري تسير بسرعة على طريق الابادة الجماعية للمناضلين السوريين، قد واجهه الوزراء العرب بابتسامة العارفين ببواطن الموقف الروسي الذي اعطى الضوء الاخضر لسفاح دمشق بالاستمرار في ارتكاب جرائمه. لقد كشفت تحليلات جرائم سفاح دمشق للصور الفوتوغرافية الخاصة بدور روسيا المفعم بالكذب والنفاق عن وجود تعبيرات قلق صغيرة سريعة التلاشي والزوال لدى الوزير الروسي المتغطرس وهو يخرج من الاجتماع مع وزراء الخارجية العرب في القاهرة حيث ظهرت على ملامح وجهه التكشيرات لاسئلة الصحفيين والمحللين السياسيين، حتى ان هؤلاء المحللين والمراسلين لاحظوا ان المتغطرس وزير خارجية روسيا ينظر اليهم بعينين طارقتين نصف مفتوحتين وتحاشى التحديق في أعينهم، بل انه يرتد بعينه الى اعلى كما لو كان ينظر بها الى السماء يناشدهم ان تنقذه من روايات وصور المحللين السياسيين ومراسلي الفضائيات الدولية من المأزق الذي أدفع نفسه فيه وهو الغطرسة الكاذبة. وفي هذا الاطار قال الفيلسوف الالماني (نيتشه) ذات مرة لأحد اصدقائه (أنا لا اشعر بالضيق لانك كذبت عليَّ، بل انني اشعر بالضيق لانني لن أصدقك بعد الآن)، كما قال الفيلسوف اليوناني (ارسطو) مكرراً ما قاله سقراط قبله (الموت مع الصديق خير من الحياة مع الكذب). لعلي أكون اكثر وضوحاً وشفافية واقول ان بعض الغمز واللمز على أن الدول العربية المجاورة لسوريا للاشتراك في اجتماع موسكو مع مشاركة ايران في طبخة جديدة لدعم النظام الاسدي باستخدام القوة المفرطة مع المعارضة السورية لان سوريا ذات سيادة وعضو في الاممالمتحدة ليس مجرد اكاذيب ظالمة تصدر من الكرملين وانما هي افتراءات وقحة سواء كانت على لسان وزير خارجية روسيا في لقاءاته المكوكية حول العالم أو كما يقولون (هلفطة) مؤسفة على ألسنة قادة الكرملين. ان الدول العربية الداعمة للنضال منذ الشرارة الاولى للثورة المباركة لا تعرف منهج «الطبخة» ولا تؤمن في استراتيجيتها بصيغة (سيادة الدولة) وانما هي تعرف الوضوح وسياسة الخط المستقيم ولا تريد بديلاً من ازاحة سفاح سوريا حتى ولو ادى ذلك الى استخدام القوة العسكرية طبقاً للفصل السابع من الميثاق الاممي. وفي حدود علمي استطيع ان اقول ان المجموعة العربية في بيانها امام الجمعية العامة للأمم المتحدة كانت ولاتزال ترفض كل ما يترتب على سيادة الدول ورفض روسيا والصين من اصدار قرار أممي يدين سفاح دمشق، بل انني استطيع ان اؤكد وعن يقين كما قال سمو وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل ان العرب جميعاً لن يشاركوا في اي اتفاق يعقد في موسكو وتشارك فيه ايران ولن تبارك اي حل لا يستند الى تطبيق اتفاقية حقوق الانسان الدولية التي تنص بنودها على احالة سفاح دمشق الى المحكمة الجنائية لما ارتكبه من جرائم ضد الانسانية في شعبه. ان مباهاة وزير خارجية روسيا بدور روسيا الداعم لسفاح دمشق انما هو انحياز للسياسة الروسية في الشرق الأوسط بأكمله، وبعد عنتريات وغطرسة الوزير الروسي بان روسيا تسعى الى حل الازمة السورية في لقاء موسكو الذي يجمع اعضاء مجلس الامن الدائمين زائداً الدول العربية المجاورة زائداً مشاركة ايران يعني منح سفاح دمشق الوقت الكافي للقضاء على الشعب السوري المناضل وتفريغهم من ارضهم وبذلك فقد باعت موسكو ارواح الشعب السوري المناضل من أطفال ونساء وشيوخ وشباب في كل مشاركاتها في المؤسسات الدولية لدعمها لسفاح دمشق انطلاقاً من تمسكها المرفوض لمبدأ «سيادة الدولة». خلاصة القول انه بالافعال والأعمال لا بالكلام والأقوال يكون الرد الحقيقي على غطرسة الوزير الروسي، بل على القرصنة الروسية لخطف واطفاء روح الثورة السورية لتبقى سوريا ومعها الأمة العربية بل والمجتمع البشري الانساني دوماً مرفوعة الهامة محققة تطلعات سوريا في الحرية.. لا ولن يضرها إن شاء الله كيد الكائدين أو حقد الحاقدين أو قرصنة الوزير المتغطرس .