** اختلفنا طوال الموسم وتناكفنا وخرجت كلمات هنا وهناك عن النص، وزارت الضغينة قلوبنا غير مرة على بعضنا، ومكثنا في جزيرة الغيبة تارة والنميمة تارة أخرى، ورسى قاربنا على سواحل الحسد والحقد في بعض أسفارنا مع الآخرين. ** كل ذلك وأكثر يحدث لنا في بعض محطات أشهر السنة، ليأتي شهر رمضان المبارك، وينبت في صحراء نفوسنا القاحلة بذرة خير، وثمرة ورع، وزرع من بستان الروح التواقة للتسامح والعفو والبذل والعطاء في أجواء رحمانية تغسل كل ما مضى في رحلة (الأنا). ** في رمضان يحلو لقاربنا الذي تقاذفته أمواج الحياة في زحمة النسيان أن يرسو على شواطئ المحبة لينازع كل كراهية، ويقربنا أكثر للآخر الذي يبعد (الأنا) ويذوب في المجموع في ملحمة إنسانية كبرى. ** رمضان قمر الأشهر الذي يسطع في النفوس ويحول كل ألم لأمل، وكل خلاف لمحبة، وكل عراك لتسامح، وكل بخل لكرم، وكل حقد لمودة، فكل البساتين فيه تنبت الورد والزهر من الأعمال الخيّرة والصالحة. ** وفي مجتمعنا الرياضي الغارق في العراك الدامي حرفا وكلمة طوال الأشهر يغزوه العقل في هذا الشهر الكريم لتتحول الدورات الرمضانية والمناسبات الرياضية لساحة تسامح تُمسح بين جنباتها كل الخلافات والاختلافات. ** في هذا الشهر الفضيل يبرز دور إدارات الأندية في تحقيق هذه المعادلة الخيّرة التي تجمع ولا تفرق، وتسامح ولا تصعد، وتقرب ولا تبعد كل مَنْ اختلف معها من أبناء أنديتها. ** تعالوا نسبح في هذا الشهر في بحيرة التسامح لكل مَنْ اختلف معنا أو اختلفنا معه، والمبادر هو الكريم الذي استجاب لنداء الرحمن في هذه الأيام المباركة. ** نحن بحاجة في مجتمعنا الرياضي أن ننتفض على خلافتنا التي زرعها منطق (الأنا) ونزرع بدلا عنها (المجموع) الذي يزيل المطبات المصنوعة في طريقنا. ** مبروك عليكم شهر الرحمة.. وكل عام وأنتم بخير.