لكل الذين تعثرت خطواتهم على قارعة الطريق في الشهر الفضيل .. ولكل الذين مارست ألسنتهم لغة النميمة .. وترجمت الغيبة .. وواصلت الثرثرة بمناسبة وبدون مناسبة .. ولكل الذين لم تخرج من قلوبهم صفات الحسد والحقد والغيرة والضغينة .. الفرصة مازالت مواتية لهم في عيد البشر ..!! دعونا نلبس ثوبا جديدا داخليا في يوم العيد .. يلمع ويزدهر .. ويتسع لمساحات واسعة من الحب .. ثوبا يهتم بالجوهر أكثر من المظهر .. لا يتسخ لا بالنميمة ولا بالغيبة .. ولا يضم بين جوانبه صفات الحقد والحسد .. ويخلو من بقع الفوقية والتعالي والغرور ..!! في العيد .. تتغير النفوس .. وتقترب من التسامح والألفة .. بل يسبح العقل في حوض العقلانية .. والقلب في جوف التراحم .. والابتسامة عنوان تلك الوجوه التي ترى الحياة بعنوان الفرح الذي يزيل الهم عن الآخرين ..!! أصبحنا كمجتمع رياضي دائرة من التعصب .. وعنوانا بارزا للثرثرة .. ومحطة للتشفي .. وجزيرة واسعة لتصفية الحسابات .. وسفينة كل منا ينخر مقعده .. لا نبالي بالآخر .. ولا نهتم بالضعيف .. كل منا همه الأول والأخير ** في العيد .. الخير مقدم .. والشر مؤخر .. والإنسان يتجلى بالسمات الطيبة .. والصفات النبيلة .. فنرى الابتسامة في وجه العابس الذي لم نر يوما ضحكته وابتسامته .. والصحة تتباهى في وجه المريض المقعد .. لأن الإنسان يشعر بطاقة فرح عجيبة تهل عليه يوم العيد ..!! في مجتمعنا الرياضي معارك داحس والغبراء .. سنوات تمضي ونحن نغوص في هذه الدائرة .. دون أن يحرك فينا رمضان والعيد ساكنا .. تبقى العداوات والافتراءات .. نغذيها من موسم لآخر .. ونهتم بسقي زرعها يوميا على صفحات الجرائد .. ونطعمها بكل اللغات في برامجنا الفضائية .. ونقدم المؤخر .. ونؤخر المقدم .. لتلبية غرائزنا .. والسير مع انفعالاتنا .. والاستسلام لعواطفنا .. !! أصبحنا كمجتمع رياضي دائرة من التعصب .. وعنوانا بارزا للثرثرة .. ومحطة للتشفي .. وجزيرة واسعة لتصفية الحسابات .. وسفينة كل منا ينخر مقعده .. لا نبالي بالآخر .. ولا نهتم بالضعيف .. كل منا همه الأول والأخير .. كيف نسجل أهدافا في شباك الآخرين ؟ وكيف نمارس طقوس القهر لمن هم أضعف منا .. والوشاية لمن هم أقوى منا ..!! يأتي رمضان ويذهب .. ويأتي العيد ويغادر .. ونحن مازلنا نمارس النفاق في الابتسامات .. والتجريح لمن تفوق علينا فكرا ومعرفة .. والافتراء لرؤساء أندية بذلوا الغالي والنفيس .. لا لشيء سوى أنهم من أولئك الرجال الذين لا يؤمنون «بالهرطقة» في عالم الرياضة والإعلام ..!! يمر رمضان ولا نستوعب الدرس .. ويأتي العيد ويزيد «النكوص» في حياتنا .. فنعود إلى الوراء .. نسترجع خلافاتنا الرياضية .. ونضع لها بهارات جديدة من أجل الشهرة الزائفة .. والتواجد المغلف بالمضرة في الكتابة والظهور الفضائي ..!! لقد تسارعت الأحداث .. واعتلت الأمواج .. في مجتمعنا الرياضي .. حتى بدأ الآخر ينظر إلينا بأننا وباء صارخ يضر بأبناء المجتمع ككل .. واتحد الجميع علينا .. فأصبحنا في خانة «اليك» .. دفاعنا ضعيف بسبب الكم الهائل من الأخطاء المتراكمة علينا ..!! نهرول تحت خدعة الإعلام المفتوح .. والحرية الممنوحة للصفحات والبرامج الرياضية .. نسقط في معارك كثيرة .. فتخوننا الثقافة وحرفية المهنة .. لذلك تعج المحاكم بقضايانا المضحكة .. حتى أصبح المجتمع الرياضي مسرحا كبيرا .. ممثلوه كثر .. وجمهوره الذي يضحك عليه أكثر .. أليس كذلك ؟! أما آن الوقت مع رحيل نفحات رمضان .. وقدوم العيد .. ان يعيد المجتمع الرياضي حساباته .. ويعيد برمجته .. ويواجه نفسه .. قبل أن تبتعد عنه المجتمعات الأخرى .. التي ظلت لسنوات طويلة متهمة بالغيرة منه.. حتى انكشفت هذه الكذبة التي ظلت تعشعش في عقولنا لعقود ..!! متى يعود المجتمع الرياضي لرشده .. ويبعد تعصبه .. ويكون الحياد شعار حملة القلم في مضماره .. والكلمة الصادقة نبراس البرامج الرياضية .. فهذه الصفات كانت عناوين بارزة للأجيال السابقة .. فوصلوا للقمة في كافة الميادين إعلاميا ورياضيا ونتائجيا وجماهيريا .. وعندما ابتعد عنها مجتمعنا الرياضي .. ضاع كل شيء منهم .. والنتيجة ماثلة أمام الجميع منذ عدة سنوات ..!! متى يعود شموخ الرياضة والرياضيين .. ويعودون من جديد للصدارة في مجتمعنا ككل .. فما يحدث حاليا هو أقرب إلى مسرحية «شاهد ما شفش حاجة» إلا ما ندر ..!!