النمَّام والمغتاب تنفر القلوب منهما، وتكثر العيوب فيهما، والغيبة والنميمة من مفسدات القلوب، وتزرع الفتن والشرور وتجر إلى أمر عظيم من الموبقات والمهلكات، وتجلب العداوات بين الجيران والأقارب، وتسبب الحقد والحسد وسبب رئيس في العداوات وتنقص الحسنات وتزيد السيئات، قد نهى الله عن الغيبة في كتابه تبارك وتعالى بقوله:[يٰأَيُّهَا 0لَّذِينَ ءامَنُواْ 0جْتَنِبُواْ كَثِيراً مّنَ 0لظَّنّ إِنَّ بَعْضَ 0لظَّنّ إِثْمٌ وَلاَ تَجَسَّسُواْ وَلاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَ0تَّقُواْ 0للَّهَ إِنَّ 0للَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ] الحجرات. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال (أتدرون ما الغيبة؟) قالوا: الله ورسوله أعلم، قال (ذكرك أخاك بما يكره) قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال (إن كان في أخيك ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهتَّه) رواه مسلم، أي: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته بأن وقعت في الغيبة المنهي عنها، وإن كان بريئًا مما تقول فيه فقد افتريت عليه. وعن أبي بكرة – رضي الله عنه- أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال يوم النحر بمنى (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا هل بلغت) رواه البخاري ومسلم . وتعريف النَّميمَة: هي نقل الكلام بين الناس؛ لقصد الإفساد، وإيقاع العداوةِ والبغضاءِ بينهم. يقول صاحب كتاب «فتح المجيد شرح كتاب التوحيد»، «والنَّميمة من أنواع السحر؛ لأنها تشارك السِّحرَ في التفريق بين الناس، وتغيُّر قلوب المتحابين، وتلقيح الشرور». لذا معظم المصائب تأتي عن طريق النميمة ونقل الكلام والكذب والافتراء وقال البعض «إن الغيبة ما يكون بالقلب؛ بأن تظن السوء بأخيك وتصمم عليه بقلبك، أما النَّميمة فلا تكون إلا باللسان أو ما يحل محله من الكشف عن السوءات من كتابة أو غمز أو إيماء». والنَّمَّام أشد خطرًا من المغتاب حيث إن النَّميمة توقع بين الناس العداوة والبغضاء، وتقطع الأرحام، وتوغر الصدور، وتعكر صفو النفوس. أجارنا الله وإياكم من الغيبة والنميمة وزرع الفتن بين الناس.