أكد الناقد الدكتورأحمد بن علي ال مريع رئيس نادي أبها الثقافي الأدبي أن هذه الدراسة تتجه الى مقاربة أوليات الممارسة الشفهية لخطاب السيرة الذاتية وتلقيها في التراث العربي، من خلال تناول ما تصفه الدراسة بالكُنتِية، وهي صيغة لممارسة شفاهية من صيغ خطاب السيرة الذاتية في الأدب العربي اقترن بحالة الفقد، ويتم لأول مرة الكشف عنها وتناولها في الدراسات النقدية والأدبية، وتغتبط الدراسة بأن يكون لها السبق في كشف هذه الممارسة التراثية الواعية.. جاء ذلك في حديثه خلال جلسة الحلقة النقدية بنادي جدة الأدبي، تحت عنوان (خطاب الكنتية -المصطلح والتأويل دراسة في أوليات خطاب السيرة الذاتية في التراث العربي). وقال مريع: تنحو الدراسة ناحية تفكيك مدونة (كنتُ – كنتي – كنتِية- كنتُني) في المعاجم اللغوية العربية، وإعادة تركيبها لاستنجاز المضمر من دلالاتها وإيحاءاتها، ومن ثم: استجلاء الوعي الاصطلاحي من جهة، وطبيعة الممارسة من جهة ثانية، وكيفية تلقيها على مستوى المعرفة والقيمة والممارسة، وعلى مستوى منتج الخطاب ومستقبله من جهة ثالثة. وذلك من خلال محاور أساسية تقترحها المدونة نفسها على الدراسة، وسوف تستخدم الدِراسة عند الإشارة إلى هذه الظاهرة في عمومها مصطلح (الكُنتِية)، وذلك على طريقة المصدر الصناعي، والمصدر الصناعي في اللغة العربية -كما هو متقرر- يدل على حقيقة الشيء وعلى ما يحيط به من الهيئات والأحوال، وينطوي على خاصيتي التسمية والوصف معا. وأشار «مريع» الى إن هناك فرقا دقيقا وعميقا بين التأويل والتحليل، فالتحليل مرتبط في العرف العلمي بالعمل تحت مظلة المنهج المتوسل به في الدراسة، وهو من ثم عاجز عن أن يحفل بالجدة والابتكار، وربما لا يقوى على ذلك. وكثيرا ما يدعي التحليل ما ليس يملك، وما ليس في حوزته. وقال: تنتهي الدراسة إلى الكشف عن بعض نتائج مهمة، تصلح للتأمل والبحث، ومنها الكشف (لأول مرة) عن ممارسات حكائية شفاهية في التراث العربي، تقترن بسن الشيخوخة. إذ يقوم خطاب الكُنتُنِية باستعادة ماضوية للذات من خلال سياقات تركز على الذات في حالة الموجدة والغنى والقوة والشباب. هذا وقد شهدت الحلقة التي أدارها الناقد الدكتور محمد ربيع الغامدي مداخلات عدة من الحضور.