تفاوت المستوى الفني للأعمال المعروضة في صالة «تراث الصحراء» في الخبر، من الأعمال الجيدة إلى الأعمال المنسوخة عن صور فوتوجرافية. ولا شك أن أعمال معرض (التلاقي 2) كانت أفضل مستوى من المعرض الجماعي الموسوم بأنه «معرض فناني وفنانات الشرقية» الذي كرر نفس الأخطاء في عروض سابقة بعرض أعمال لا تستحق مجرد التعليق على جدار. احتوى المعرض أعمالاً لثمانية عشر فناناً وفنانة، ويمكن تقسيم المعرض إلى لوحات أصيلة هي من إبداع الفنان وتمثل رؤيته الخاصة، وأعمال منسوخة عن صور فوتوجرافية في الأغلب والتي لا يمكن تصنيفها كلوحات لأصحابها بل هي منسوخة عن عمل فني آخر هو الصورة الفوتوجرافية! وتأتي أعمال الفنانين والفنانات توفيق الحميدي وقصي العوامي وهويدا الجشي وعباس ال رقية وحسين المصوف وديانا عصام ومحمد الزهراني كأعمال أصيلة لأنها من إبداع ورؤية الفنان. وتتميز أعمال الفنان المخضرم توفيق الحميدي وهي أعمال تنم عن ملّون قوي يستخدم الألوان الأساسية مما يخلق نعما لونياً شجيا. وتتميز كذلك أعمال الفنان قصي العوامي الذي تميل أعماله أكثر فأكثر للتجريد. وهو يسيطر على باليت ألوانه القوية ويقدم أعمالا ممتعة بصريا.. لكنني وددت أن يتخلى عن الكتابة بالخط العربي على ما يبدع كتجريد. وتأتي أعمال الفنانة هويدا الجشي لتؤكد مقدرة هذه الفنانة وتميزها كمصورة تشكيلية. فهي تصور المرأة بألوان قوية وتبدع في التكوين واللمسة القوية والتجاور اللوني. وأما أعمال الفنان حسين المصوف المعروف كملون جريء فنراه تخلى عن ألوانه القوية وراح يضيف مواد نافرة إلى سطح اللوحة ويستخدم المحو بالأبيض وهي تقنية معروفة ومكررة.. أعتقد أنه بأعماله هذه تراجع عن انجازه السابق كملون قوي يشتغل بالألوان الرئيسية! وتتميز كذلك أعمال الفنان الملّون الجريء عباس ال رقية الذي يصور البيئة المحلية بألوان غاية في الانسجام والقوة.. وربما يؤخذ على أعماله ميله للنمنمة والزخرفة في بعض الأحيان وهذا ما يمكن أن يضعف مقدرته الممتازة على التصوير. أما أعمال ديانا عصام فهي أقرب لفن الجرافيك أو الأنيميشن أو فن الزخرفة منها إلى فن التصوير التشكيلي.. اعتقد لأنها لو اهتمت بدراسة الجرافيك ربما قدمت أعمالاً أكثر إبداعاً. وتبدو لي تجربة محمد الزهراني التي تتبع التجربة الحروفية واستعمال الخط العربي لا تقدم جديدا في هذا الاتجاه. أما الأعمال المنسوخة عن صور فوتوجرافية فتدلي فقط بشهادة عن مقدرة الرسام ومهارته.