تتوفر للمعرض السادس عشر الذي نظمته جماعة الفنون التشكيلية بنادي الفنون بالقطيف، إمكانات حققها شباب قائمون على النادي، والجماعة (حسين حبيل وسعيد الجيراني) وزملاؤهما، وبالتالي كان لهم المعرض ببرنامجه الذي سعوا فيه إلى الاستضافة والتكريم وإقامة الورش، رعى المعرض رجل الأعمال فؤاد الدهان، وافتتحه نيابة عنه السيد علوي الخباز أكثر المتحمسين والداعمين لجهود النادي والجماعة. افتتح المعرض وسط حضور من الفنانين والمهتمين، وتضمن عددا كبيرا من الأعمال، أراد منظمو المعرض أن تمثل أحدث نتاج الأعضاء، ساعين إلى تعزيز المشاركة بأسماء معرفة من فناني المنطقة الشرقية أبرزهم: عبدالله الشيخ، وعبدالله المرزوق، استضاف المعرض ركنا خاصا للفنان سامي الحسين قدم فيه عشرة أعمال من جديده، كما تمت استضافة الفنان البحريني عمر الراشد في ورشة فنية وقدم زمان محمد جاسم عملا بمشاركة أربعة فنانين في الخط والتصوير والإخراج. يمثل المعرض في مجمله صورة لمستوى الجماعة العام، وتنوع إنتاج أعضائها، ولعل تعدد الاهتمامات بدا واضحا بين تيارات المحاكاة أو التأثر أو محاولة البحث، فصورة المشهد المحلي ومحاكاة الصورة تبدت في عمل منير الحجي، الذي وظف خبراته لرسم يتناول سوقا قديمة مبعثها صورة فوتوغرافية، تظهر في الخلف نخيل تطاول الأبنية، وتظهر الجمال حاطّة رحالها، كما الناس في حركتهم، الكتابة العربية والحروف تبدت في عدد من الأعمال التي تراوحت مستوياتها، لعل أبرز توظيف كان في عمل عبدالله المرزوق الذي اتجه مجردا وساعيا إلى منح علاقة بالموروث من خلال الزخرفة وتقنية الكولاج، الذي وظفه على نحو متقن قصي العوامي في عمل مثّل مدخل منزل قديم، عالج أطرافه بما لا يضعنا في حالة التمثيل، فقد سعى إلى إخراج صورته من إطارها المحاكي إلى حالة من التعبير. الحروف ظهرت في لوحات لرجاء الشافعي ورسمتها بإتقان وتكوين فني جميل، وفرحة السالم ورقية السنان وجاسم الضامن والثلاثة هم الأبرز بين البقية، على أن الفنانتين ترسمان كمن اقتطع جزئية من عمل لزمان جاسم وأعاده للعرض، ويتواصل الضامن في كتاباته للحب على خلفية معالجاته اللونية الشاعرية، يبدي عمل سوسن الحمالي تواصلا بتجربتها التي تتناول فيها المرأة وفق حالتها الشاعرية الحالمة، في هذا العرض أضافت حروفا ذهبية على الصورة التي تحولت ألوانها الى السماوي ولون كريمي وشرائط من الوردي، تتداعى صور ووجوه نساء في لوحة ليلى مال الله وهي التي تسعى إلى تقنية تسهم في التعبير عن حالاتها الإنسانية، تقشير وشكل من الطباعة تسعى من خلالها تحقيق فكرتها، الطباعة أيضا وشكل من الاختلاف تحققه زينب الماحوزي وهي الشابة الطموحة التي تسعى الى حضور ونتيجة تفتح لتجاربها أفقا ومساحة للانطلاق، في نفس الخط غدير احمد. تبدي بعض الاعمال محاولة للمحاكاة على خلفية رسم علاقة بعناصر أو معالجات وتقنيات هي محاولات للوصول إلى نتيجة ما وبتأثير مشاهدات قريبة أو بعيدة، لعلنا نلمس ذلك في أعمال ندى العوامي ورهام شعبان، يلتقي عملا عبدالعظيم شلي وتوفيق الحميدي في حالتهما التعبيرية عن الوجع الإنساني، وان اختلفت المعالجة، فالصيغة التي يقدم بها شلي عمله هي اثر اهتماماته المبكرة واثر السريالية، ولعل ذلك هو ما سعى الحميدي الى التأثير به وهو يفصل في جسده الإنساني ليحمل إلينا موقفه من العنف تجاه الإنسان، تتميز منحوتة أزهار المدلوح الرخامية، وتبرز أعمال عبدالله الشيخ وسامي الحسين وحسين المصوف وسيما عبدالحي وغادة الحسن وصفية طلاق، كما تمنحنا أعمال عدد من المشاركين تفاؤلا بمستويات مبشرة واعدة.