تتقدم جماعة الفنون التشكيلية بمركز الخدمة الاجتماعية بالقطيف ومن خلال معرضها السنوي الثامن الذي شهدته قاعة نادي الفنون بالقطيف بمقر المركز خطوة، وفنانو الجماعة يتقدمون بمستوى متصاعد مع تأكيد حضور اسماء شابة تحرص على مواكبة المعارض السنوية، أو الحضور في بعض المعارض المحلية، ورشة فنية تلت اقامة المعرض بأيام وهي بمثابة تواصل مع انشطة سابقة كانت اكثر تخصصا وتركيزا كما هي ورشة الحفر او ورشة الخزف او تلك التي مارس فيها عدد من الفنانين مثل علي الصفار وعبدالعظيم شلي وزمان محمد جاسم ومنير الحجي ومحمد المصلي، وآخرون فنهم امام جمهور لم ينقطع خلال الأسابيع الاولى من شهر رمضان، ومع ان ورشة هذا العام اكثر تعميما الا انها تحسب كتنشيط استقطاب لبعض الهواة او من لديهم الرغبة في مزيد من الاحتكاك مع هذه الورشة يستمر العرض الثامن، وبالتالي فانه من الاهمية ان يكون بمثابة مرجعية لدى البعض للاطلاع عن قرب على اعمال الفنانين اعضاء الجماعة. مع بعض الاختلاف في الاهتمامات والتوجهات وان غلبت الاعمال الاكثر تجريدية، وبحثا في التقنيات في هذا المعرض يفسح المجال لبعض المتقدمين للمشاركة وبحسب انظمته ان لكل الاعضاء الحق في المشاركة في انشطة الجماعة فقد شاهدنا محاولات أولية لحسن المصطفى ووصال العياشى وأمل درويش ونبيل اليوسف وغادة الحسن وعيسى الملادي، كما شاهدنا اعمال رجاء الشافعي وليالي صليل وهويد الجشي ومريم الحجيرات وخاتون الجشي وعواطف صفوان ومؤيد الزيد وحسين المصوف وذكريات الزوري ومحمد الحمران، ومع الاختلاف في الامكانات، والقدرات بين هذه الفئة من المشاركين الا ان مؤيد الزيد وحسين المصوف يشتركان في الرسم بأقلام الفحم، ومع مهارة كل منهما في محاكاة الشكل الانساني (الرأس) على الخصوص الا انها كما يبدو مرجعية (كاميرا) خاصة لدى الزيد، ومع هذا فانهما يهتمان باسقاطات الضوء والظلال.. لكن المصوت اكثر اهتماما بحالة التعبير عن مظهر انساني هنا محاولة لتجاوز الفوتوغرافية، والمحاكاة مع شيء من الحذر، ذكريات الزوري تلتقي والاثنان في اهتمام بالوجه الانساني ولكن لدى ذكريات وجه امرأة تؤكد حالة التعبير من خلال ملامحه وان سعت الى ان تؤدي المعالجة اللونية شيئا من حالة التعبير الا انها أقرب الى حالة من المحاكاة، هذه المحاكاة تظهر اكثر عند وصال العياشي التي تعود رسومها الى لقطة فوتوغرافية تتعامل معها بشىء من الأمانة. هويدا الجشي في محاولتها توظيف خامات واستغلال الفراغ لابراز عناصرها وخامتها فان حلولها اللونية وحالة المعالجة تبشر بنتائج اكثر نجاحا مع مزيد من الممارسة والحلول الجديدة الاكثر جرأة، ومع هذا فان مساحاتها اللونية بدت صافية اهتمت بالملمس وبتراكمات اللون وبتدرجات محدودة منه. ليالي صليل التي يتصاعد مستوى اعمالها من معرض لآخر تواصل نفس الحلول التي شاهدناها في اعمال سابقة لكنها في عمليها في هذا المعرض كانت اكثر اهتماما بالتفاصيل مع رمزيتها التي ارتبطت ببعض اعمالها السابقة، ليالي تنطلق من فكرة محددة - كما يبدو - تعالجها وفق ما يحققها وهو ما تبدأ به ايضا رجاء الشافعي التي قدمت عملا واحدا اكثر أناة وصفاء ووضوحا، وتحرص خاتون الجشي مع امانة النقل على مهارة التلوين المائي والاهتمام بمساقط الظل والنور. عواطف آل صفوان هي الأخرى تواصل نفس الاهتمام بمعالجة وتأليف الخامات لكنها لم تزل في حرصها على التفاصيل والنمنمة مع بدائية الرسم وتناول الفكرة، وهو ما يجعل لاعمالها مع صغرها، اختلافها، وتتجه غادة آل حسن في مشاركتها الى نوع من الرمزية على خلفية صيغ خيالية لشخوص ولأشباه أجنة، تبسط غادة في تعاملها اللوني الى حد الاكتفاء بالأسود والارزق او درجاتها، وبعض الومضات اللونية الخفيفة والمتوازية، وكأنها حذرة كثيرا من التعامل مع اللون. حسن المصطفى: قدم رسما بسيطا لأدوات شعبية لم تزل لوحته بحاجة الى مزيد من العناية وان وصل الى نتيجة المحاكاة اما نبيل اليوسف فيسعى للتعبير عن بعض الاحداث الراهنة، يتجلى ذلك في لوحته التي تظهر فيها قبة الصخرة. تجارب اخرى لافتة اجدها في مساحات او فضاءات الفنان علي الصفار او تكوينات زمان محمد جاسم او مشهدية منير الحجي او عفوية حسين المحسن او حلمية عبدالعزيز شلي او تكوينات عباس رقية وفاضل ابو شومي وجدية مهدية آل طالب او بنائية محمد الحمران او تقنيات وتأليفات بشار الشواف وهاني الحمران اللذين كانا اكثر المشاركين لفتا في هذا المعرض بين ابناء جيلهما او فضاءات محمد السيهاتي. المعرض خطوة هامة في ايجاد مزيد من التنافس وتقديم ما هو احدث لدى اعضاء الجماعة، وتمنيت في المقابل حضورا اكبر للتشكيليات اللاتي غاب عدد منهن نظير المشاركات او الحضور في العروض السابقة للجماعة، خاصة منها الاولى من عمر الجماعة. من اعمال حسين المصوف