يعتبر المعرض السنوي الذي تنظمه جماعة الفنون التشكيلية في القطيف مقياسا لمسيرة اعضاء الجماعة ومستواها واسمائها وامكانية التعبير عن جديد ومستحدث في تجارب الاعضاء. قبل اسابيع اقيم المعرض الخامس عشر بقاعة العروض الفنية بمشاركة متنوعة فبجانب اعضاء الجماعة الذين خضعت اعمالهم للانتقاء تمت استضافة بعض الاسماء الفنية من المنطقة الشرقية ابتداء بعبدالله الشيخ الذي افتتح المعرض وعبدالله المرزوق وميرزا الصالح وبعض الفنانين من الاحساء توفيق الحميدي وسامي الحسين، واحمد عنان ومحسن غريب من البحرين وغيرهم. هدفت هذه الاستضافة على ما يبدو الى تدعيم المستوى العام للمعرض الذي جرب تخصيصه للاعضاء المنتسبين فقط في دورات سابقة، ومقارنة بدورة هذا العام فسنجد مستوى مرتفعا بوجود تلك الاسماء وعدد من اعضاء الجماعة الذين يتنافسون كل دورة لتقديم ما هو جديد وما يعبر عن تنامي تجاربهم وتطورها. يمكن الملاحظة في التواصل الذي يبعثه الفنان عبدالعظيم شلي وهو احد الاعضاء الذين تستند عليهم الجماعة في كثير من توجهاتها ومشاريعها، يعبر شلي بمشاركته عن سعي للتواصل مع منجزات الساحة التشكيلية في المنطقة بشكل عام ومع الجماعة بشكل خاص، عمله هو اتصال بمشروعه الفني الذي يستلهم المحيط الاجتماعي في صورة فنية اقرب ما تكون الى تاثير الجانب التخيلي، فعناصره مع واقعيتها لا تركن الى شكل الواقع وهو ينشئ ابنيته واوابده، اما نساؤه فنوّع في اوضاعهن بما يحقق حيوية لوحته وديناميتها، بالمقابل فان فنانا مثل سامي الحسين وهو ينهل وشلي من ذات المصدر او التاثير فان تخييلاته تمنحنا شيئا من المشاركة في فكرة اللوحة او موضوعها الذي يستند الى عناصر حية واخرى ساكنة، خلاف متبقيات الاغصان او جذور الاشجار التي توحي بغرابة او رهبة مكان، يساعده في ذلك اختياراته اللونية الارضية الترابية، تنوعت اعمال المعرض بين اهتمامات فيها المدرسي الذي يدرس الوجه او المكان وبين من يحاكي مع سعي لاضفاء الشخصية وبين من يبحث ويسعى لمزيد من الاكتشاف فدراسة الوجوه يجيدها عدد من المشاركين مع فارق المعالجة او الخامة (رهام شعبان وباسل المطيلق وحكيمة الحبيب ورقية النطار وفاطمة ال مطر وزهراء القلاف وتهاني الشبيب وفاطمة التريكي ونرجس دعبل)، لكن وجوها اخرى ابدت نوعا من حال تعبير (زينب السادة ومنى الشيخ ومريم الجمعة وسعيد الجيراني وودى العوامي وحوراء المرهون) واخرون، يسعى عدد من المشاركين إلى بعث حيوية الفكرة وفق حركة العنصر مع المباشرة كما في عمل عبدالمجيد الجاروف ويجرد حسين المصوف فكرته لتحقيق معادلات بصرية، تتجرد على نحو اكثر في اعمال قصي العوامي ومحمد المصلي واميرة الموسى وشقير الدرازي ونسمه العلق وسلمى الشيخ مع قدر من الايحاء المعماري في اعمال الاخيرتين وتجريد اكثر غنائية في اعمال جاسم الضامن وصفية ال طلاق. لفت نظري عمل سكنة حسن في قدرتها على توزيع مساحات الفكرة ورسم علاقة العنصر الرئيس بفضائه، مهدية ال طالب تتجه الى النمنمة مهتمة بشيء من جماليات الحرف الذي تناغم وريش طيورها. اسماء اخرى شاركت على نحو يتواصل واشتغالاتها او بحثها في الخامة او الصيغة (ميرزا الصالح وعواطف ال صفوان وسيما عبدالحي وغادة الحسن) ويقدم توفيق الحميدي حالة انسانية تعبيرية توجز في اللون وتكثف المعالجة وتتجه زينب الماحوزي الى حالة تعبير انساني فيه التواتر والتسارع وتتأثر غدير فهد باعمال البوب مع السعي لاضافاتها الخاصة. المعرض فرصة للتنافس ما بين اعضاء الجماعة وربما يكون مقياسا لمستوى مسيرتها والتي يسعى رئيسها سعيد الجيراني ان تضيف الى الساحة برامج ونشاطات واسماء ترسخ مكانتها واهميتها في تنامي نشاطات الفن التشكيلي في القطيف، كما كانت المبادرة باقامة جناح خاص لاعمال الشاب الفلسطيني الراحل زياد الحسيني المطبوعة خطوة انسانية تستحق التقدير. من أعمال عبدالعظيم شلي