أغلق سوق الأسهم السعودية على ارتفاع بنحو 122 نقطة أي بنسبة 1.8% وذلك بفعل الارتفاعات الجيدة على أسعار النفط، ويبدو من تحركات بعض القطاعات أن الشركات بدأت تتأثر بالتوقعات الإيجابية لبيوت الخبرة ولذلك كانت هناك تحركات ملفتة على المصارف وشركات البتروكيماويات وشركات الاسمنت، ولا شك أن استمرار دعم تلك القطاعات للسوق سيساعد بشكل مؤكد على اختراق القمة الأهم خلال المرحلة الحالية عند 7200 نقطة. أما من حيث السيولة فقد بلغت للأسبوع المنصرم حوالي 14.3 مليار ريال مقارنة بنحو 15.1 مليار ريال للأسبوع الذي قبله، واعتقد أن ضعف السيولة ناتج عن استمرار عدم يقين المستثمرين بشأن النتائج وتحركات أسعار النفط، لكن مع استمرار تحسن أسعار النفط - كما حصل خلال تداولات الأسبوع الماضي- سيدفع السوق لتحقيق المزيد من المكاسب هذا الأسبوع ومن المرجح أن تبدأ السيولة بالتحسن خلال الأيام المقبلة. التحليل الفني بعد احترام دعم 6800 نقطة خلال الأسبوعين الماضيين أعطى السوق إشارة فنية على أنه بصدد الدخول في مسار صاعد وهذا ما حدث بالفعل وأعطى إشارة أخرى بالإغلاق فوق مستوى 7000 نقطة لكن حتى يتأكد ذلك المسار الصاعد لا بد من اختراق مقاومة 7200 نقطة أو أن كل ما حدث ليس له معنى، لكن في نفس الوقت لا نغفل استمرار البقاء فوق الدعم الأبرز عند 6800 نقطة حتى تستمر الحركة في النطاق الإيجابي. وبالنظر إلى أداء القطاعات أجد أن هناك بداية تكوّن نماذج إيجابية على قطاع المواد الأساسية والبنوك والاتصالات والطاقة وهذا الأمر يجعل الجهود تتضافر في دعم السوق خلال المرحلة المقبلة، واتوقع أن تكون إيجابية النتائج المتوقعة للربع الأول هي الداعم الفعلي لتلك القطاعات. أسواق السلع الدولية ظهرت تصريحات مسؤولي الدول المنتجة للنفط والمجتمعين في الكويت الأسبوع الماضي متفائلة بشأن التزام الدول باتفاق فيينا وأيضاً بشأن توصل الدول إلى تمديد لذلك الاتفاق لستة أشهر أخرى، وهذا الأمر انعكس إيجابا على أسعار النفط وجعلها تتوقف عن سلسلة التراجعات التي ضربت الخام خلال الأسابيع الأخيرة، بل وبدأت الأسعار بإعطاء إشارات إيجابية على عودتها إلى مستوياتها السابقة. فنيًا أجد أن خام برنت اخترق مقاومة 53 دولار وأغلق فوقها وهذا بلا شك أمر إيجابي سيحفز الخام على استهداف قمة 58 دولار من جديد واعتقد أنه لو وصل إلى هذه المنطقة من جديد سيتم اختراقها وسيواصل صعوده إلى ما فوق مستوى 60 دولارًا للمرة الأولى هذا العام لكن لا يمنع ذلك الأمر من وجود موجة تصحيحية صغيرة خلال تلك المسيرة. أسواق الأسهم الدولية بعد الارتفاعات القوية على أسواق الأسهم العالمية وخاصة الأسواق الأمريكية يخشى كثير من المستثمرين أن تبدأ مسارات هابطة على تلك الأسواق وهو ما سيؤثر سلباً على السوق السعودي، لكن في رأيي أن بقاء مؤشر داو جونز الصناعي - وهو أهم مؤشر عالمي- فوق مستوى 19700 نقطة سيبقي المؤشر في نطاق الإيجابية مع بعض التذبذبات المتفرقة لذا من المهم مراقبة النقطة الآنفة الذكر.