أغلق سوق الأسهم السعودية تداولات الأسبوع المنصرم على ارتفاعات جيدة بلغت 259 نقطة أي بنسبة 3.7%، وقد أتت تلك الارتفاعات بعد احترام الدعم الأول عند 6800 نقطة ليعاود السوق الاستقرار فوق المستوى النفسي 7000 نقطة. ويبدو أن لتحسن أسعار النفط وتراجع مؤشر الدولار بالإضافة إلى تحقيق أسواق الأسهم الأمريكية مستويات تاريخية جديدة بالغ الأثر في ارتداد سوق الأسهم السعودية وعودة الثقة للمستثمرين، وهذا يتضح من خلال ارتفاع الكميات المتداولة ما ينمّ عن استمرار الزخم الشرائي في السوق. أما من حيث السيولة المتداولة، فقد بلغت حوالي 24.8 مليار ريال مقارنة بنحو 20.4 مليار ريال للأسبوع الذي قبله، وبقراءة سريعة لحركة السيولة أجد أن ضعف السيولة مع التصحيح السابق يدل على احجام المستثمرين عن البيع لقناعتهم بعدالة الأسعار الحالية، ومعاودة السيولة للارتفاع مع الارتداد له دلالة على أن الرغبة بالشراء لدى المتداولين مازالت قائمة حتى الآن، وما دامت هذه الرغبة موجودة فسيظل السوق مستمرا بتحقيق المكاسب حتى تبدأ السيولة بالضعف وهو ما يدل على قرب تغيير المسار الحالي أو تظهر سيولة كبيرة جدا بالقرب من احدى المقاومات المهمة للمؤشر العام وهو ما يدل على التصريف. التحليل الفني بعد أن احترم المؤشر العام دعم 6800 نقطة وارتد بسيولة عالية وأغلق فوق مستوى 7000 نقطة أصبح من الصعب رؤية دعم 6500 نقطة خلال الفترة الحالية، ولم يبق أمام المؤشر لملامسة مقاومة 7500 نقطة سوى اختراق القمة السابقة عند 7290 نقطة وهو أمر يحتاج في رأيي أكثر من جلسة وسيولة عالية تزيد عما تم رؤيته خلال الفترة الماضية، واتوقع أن يتزامن ذلك مع رؤية أحد المحفزات المهمة كرؤية أسعار النفط تحقق قمة سنوية جديدة فوق مستوى 58 دولارًا على خام برنت. أما من حيث القطاعات، فأجد أن قطاع البنوك ما زال يحاول الوصول لقمة 5150 نقطة واختراقها، لكن يبدو أن عدم تضافر الجهود من قبل جميع المصارف يقف عائقًا حتى الآن من تحقيق تلك المهمة، لكن يبقى ذلك السيناريو قائمًا حتى الآن بسبب بعض المؤشرات الفنية الإيجابية خاصةً على أسهم البنك الأهلي ومصرف الراجحي بالإضافة إلى استمرار محافظة القطاع على دعم 4800 نقطة. كذلك الحال على قطاع المواد الأساسية والذي لم تتأكد إيجابيته حتى الآن بسبب بقائه دون مستوى 5100 نقطة، لكن في نفس الوقت لا يمكن الجزم بسلبية القطاع؛ وذلك لأنه حتى الآن لم يفقد دعم 4650 نقطة. ويبدو أن تحرك أسهم البتروكيماويات وشركات الإسمنت سيدفع القطاع نحو تحقيق قمة جديدة؛ وذلك بسبب بعض التحركات الإيجابية لها خلال الأيام القليلة الماضية. أسواق السلع العالمية لا يزال خام برنت يسير ضمن المسار التصحيحي الأفقي بين مستوييّ 53 دولارًا و 58 دولارًا، واعتقد من الناحية الفنية أن هذا المسار هو تهيئة لمسار صاعد يلوح في الأفق وذلك بدعم من اتفاق فيينا والذي من الواضح أن الدول المنتجة ملتزمة به حتى الآن ويتضح ذلك من الخفض في الانتاج الذي تنتهجه الدول خاصةً السعودية وروسيا. وإذا ما تم اختراق مقاومة 58 دولارًا فإنه من المتوقع ان يتجه الخام نحو مستوى 68 دولارًا للبرميل. أما أسعار الذهب فيبدو أن عملية التصحيح التي بدأت نهاية الأسبوع قبل الماضي ما زالت مستمرة وباحترام دعم 1180 دولارًا، واعتقد أن المعدن الأصفر سيعاود الصعود من جديد، وإذا ما تم اختراق مقاومة 1220 دولارًا فإنه من المتوقع أن تستقر الأسعار فوق مناطق 1300 دولار للأونصة.