بعد أن بلغت الخسائر السعرية للمؤشر العام لسوق الأسهم السعودية بداية الأسبوع المنصرم أكثر من 200 نقطة، عاد المؤشر العام نهاية جلسة الخميس الماضي ليغلق على ارتفاع بنحو 4 نقاط بعد أن تمكن من تعويض جميع خسائر الأسبوع، ويبدو أن لارتداد أسواق النفط بعد أن سجلت أدنى قاع لها نوفمبر الماضي أثرًا مباشرًا في ارتداد السوق السعودي، وقد تزامن ذلك مع وصول المؤشر إلى منطقة دعم مهمة تمكن من الثبات أعلى منها. أما من حيث السيولة المتداولة للأسبوع الماضي فقد بلغت حوالي 16.8 مليار ريال مقارنة بنحو 18 مليار ريال للأسبوع الذي قبله، ويمكن تفسير ذلك الانخفاض في القيمة على أنه لم تكن هناك سيولة شرائية عالية؛ نظراً لعدم يقين المتداولين من عودة السوق للارتفاع، لكن في نفس الوقت لم تكن هناك بيوع كبيرة وهذا ما جعل السوق يحترم دعمه الأهم 6800 نقطة، لكن من المهم مراقبة سيولة الأسابيع القليلة القادمة؛ لأن ارتفاع السيولة سيجعل الاتجاه الرئيسي يتضح شيئًا فشيئًا واتوقع أن تكون الوجهة المقبلة نحو الأعلى إذا تحققت الشروط الفنية. التحليل الفني كانت منطقة دعم 6800 نقطة منطقة ذات حساسية عالية؛ لأن كسرها يعني خروج السوق من مساره العرضي إلى اتجاه هابط واضح المعالم وبقاءه على هذا النحو عدة أشهر، لكن احترامه خلال الأسبوع الماضي أعطى إشارة على أن السوق سيبقى ضمن المسار العرضي، وهذا الأمر أعطى نوعا من الأمل على أن السيناريو الإيجابي للسوق مازال قائما، لكن يبقى اختراق 7200 نقطة هو الأهم؛ لأنه يؤكد المسار الصاعد. وقد كان هناك دعم لافت من بعض القطاعات القيادية وهذا ما جعل المؤشر يعود للمنحى الإيجابي، فقطاع المواد الأساسية كان له دور كبير وذلك بدفع من سهم سابك وبعض شركات الاسمنت. كذلك الحال في قطاع البنوك الذي تمكن من الثبات فوق دعم 4600 نقطة، وأيضا قطاع الاتصالات الذي بدأ يسجل إشارات فنية إيجابية ربما ستجعله على رأس الداعمين للسوق خلال الفترة القادمة. أسواق السلع الدولية بعد أن صرحت المملكة بأنها ربما ترفع إنتاجها النفطي بعد رصدها لإشارات عدم التزام من بعض دول أوبك باتفاق فيينا في نوفمبر الماضي، قامت أسعار النفط بالهبوط بقوة بداية الأسبوع الماضي وسجلت أدنى مستوى لها في 3 أشهر، لكن بعد ذلك بدأت الإشارات الإيجابية بالظهور بعد أن بدأ مؤشر الدولار بالهبوط بقوة ما سمح للنفط بالتعافي واحترام دعومه الرئيسية، ومن المهم خلال الأيام القليلة القادمة تجاوز خام برنت لمقاومة 53 دولارًا وخام نايمكس لمستوى 50.50 دولار وذلك حتى تعود الأسعار لمساراتها الإيجابية، لكن في رأيي أن ذلك الأمر مرهون بإبداء الدول المنتجة للنفط من داخل وخارج أوبك التزامها باتفاق فيينا، وذلك ما لمّحت به روسيا نهاية الأسبوع الماضي.