أغلق سوق الأسهم السعودية على تراجع بنحو 85 نقطة أي بنسبة 1.2% ومن خلال النظر إلى الحركة التي يسير فيها المؤشر العام للسوق منذ بداية العام الحالي أجد أن المسار العرضي مازال يسيطر على الأداء وأنه ليس هناك حتى الآن تأكيد على بداية مسار صاعد أو حتى مسار هابط، ومنذ أن انتهت الإعلانات السنوية لا يجد السوق أي مؤثر يتحرك من خلاله سوى حركة أسعار النفط والتي تشابه إلى درجة كبيرة حركة السوق السعودي لذا من الواضح أن مراقبة حركة السوق النفطية مهمة خلال هذه الفترة لأنها هي من ستقود السوق السعودي للخروج من النطاق الأفقي الحالي والذي يوضح أيضًا مدى حيرة المتداولين بين متشائم ومتفائل. أما من حيث السيولة فقد بلغت للأسبوع الماضي نحو 18.2 مليار ريال مقارنة بنحو 18 مليارًا للأسبوع الذي قبله، وهذا الأمر يوضح أن السيولة الحالية ضعيفة نظرًا لنطاق الحيرة الذي يسير فيه السوق وأن العديد من المستثمرين لم يحسموا أمرهم بفتح مراكز استثمارية جديدة أو تصفية مراكزهم الحالية وما دامت الحركة الفنية تسير بهذا الشكل اتوقع أن تبقى السيولة على ذلك المنوال حتى يخرج السوق من ذلك المسار المحيّر. التحليل الفني كما ذكر خلال مقال الأسبوع الماضي فإن السوق سيظل في مساره الأفقي حتى يخترق قمة 7290 نقطة وبذلك يتأكد مسار الصاعد والذي سيصطدم بمقاومة عنيفة على مشارف 7500 نقطة أو حتى يقوم بكسر دعم 6800 نقطة وحينها سيواصل السوق تراجعاته حتى دعمه الأول عند 6500 نقطة، ولا شك أن تضافر جهود القطاعات القيادية مطلوب لقيادة السوق نحو الصعود وذلك الأمر أراه ممكنًا على قطاعات المواد الأساسية والاتصالات والمرافق العامة لكن يبقى الحذر مطلوبا من قطاع البنوك عند كسر دعم 4800 نقطة لكن احترام ذلك الدعم لا شك أنه سيضفي مزيدًا من الدعم للسوق خلال هذا الأسبوع. أسواق السلع العالمية بدأت التقارير الدولية تظهر تراجع الفرق بين العرض والطلب العالمييَن على النفط وهذه الأخبار لا شك أنها تدفع الأسعار للصعود وبالفعل هذا ما بدأ يظهر خلال الأسبوع الماضي حيث سجل خام برنت وخام نايمكس قممًا جديدة مقارنة بالأسبوعين الماضيين لكن ذلك لا يكفي للجزم ببدء المسار الصاعد فلابد لخام برنت من اختراق مقاومة 58 دولارا وخام نايمكس لقمة 55 دولارا حتى يتأكد الصعود نحو مستويات 68 دولارا لبرنت و65 دولارا لنايمكس. من جهة أخرى أجد أن أسعار الذهب استغلت تراجع مؤشر الدولار وارتفعت بقوة خلال الأسبوع الماضي لتقترب من مقاومة 1280 دولارا والذي اتوقع أن يشهد عندها مقاومة عنيفة. أسواق الأسهم العالمية اقترب مؤشر داو جونز الصناعي كثيرًا من مستوى 21000 نقطة ومن المرجح أن يشهد من المستويات الحالية بعض التصحيح لكن لا يمكن الجزم حتى الآن بأن المسار الهابط الرئيسي المتوقع على المؤشر الأمريكي الأشهر قد بدأ بالفعل ما دام فوق دعم 19700 نقطة وهي النقطة التي اتوقع أنه بمجرد فقدانها سيشهد المؤشر انهيارا سعريا سيؤثر على بقية الأسواق الأمريكية بل ومعظم الأسواق العالمية.