قالت المعارضة السورية، الجمعة: إنها لن تقبل أي دور لبشار الأسد في مستقبل البلاد التي مزقتها الحرب، وجاء ذلك ردا على تحولات أخيرة في الموقف الأمريكي أشارت إلى أن الإطاحة بالأسد لم تعد من أولويات واشنطن. وأكدت المعارضة السورية امس ان «النظام الإرهابي» لبشار الأسد رفض مناقشة الانتقال السياسي خلال جولة محادثات بقيادة الأممالمتحدة، وأكدت مجددا أن الأسد مجرم حرب ينبغي أن يتنحى باسم السلام. وقال رئيس وفد المعارضة نصر الحريري للصحفيين: «النظام حتى هذه اللحظة يرفض مناقشة أي شيء ما عدا التمسك بخطابه الفارغ حول محاربة الإرهاب، وهو أول من نسق وجذب الإرهاب إلى المنطقة، في حين يستمر في استخدام الأسلحة واستهداف المدنيين والحصار والتجويع والأسلحة الكيماوية». كان الحريري يتحدث بعد اجتماع مع مبعوث الأممالمتحدة ستافان دي ميستورا للمرة الأخيرة خلال جولة مفاوضات على مدى ثمانية أيام بوساطة الأممالمتحدة في جنيف. لا مستقبل للأسد بدوره قال يحيى العريضي، وهو مستشار الهيئة العليا للمفاوضات السورية: إن «الأسد غير مقبول مطلقا كرئيس بالمرة». وقال العريضي، في بيان نقلته وكالة الأنباء الألمانية: «لا يمكن لأي بلد حر أن يكون قائده ارتكب جرائم حرب». وجاء تعليق العريضي ردا على تصريحات السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة نيكي هيلي، التي قالت إن الأولوية في واشنطن «لم تعد الانتظار والتركيز على إخراج الأسد». وصرحت هيلي للصحفيين أمس الخميس بأن واشنطن ستركز على العمل مع قوى مثل تركياوروسيا، من أجل التوصل إلى تسوية سياسية للصراع السوري الذى دخل عامه السابع. رسائل متناقضة من جانبها، قالت فرح الأتاسي عضو الهيئة العليا للمفاوضات بالمعارضة السورية: إن وزارة الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض يبعثان رسائل متناقضة بشأن سوريا، وقالت إن على واشنطن أن تبدأ بالاضطلاع بدور القيادة وألا تركز فقط على قتال تنظيم داعش. وأبلغت الأتاسي الصحفيين في جنيف أن الولاياتالمتحدة يجب عليها أن تضغط على روسيا وأن تنظر إلى المعارضة السورية كشريك يمكن الاعتماد عليه في مكافحة «الإرهاب»، الذي لا يشمل فقط داعش بل أيضا فصائل مسلحة مدعومة من إيران مثل حزب الله والحرس الثوري الإيراني. وكان وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون قد قال إن مصير بشار الأسد يجب أن يحدده الشعب السوري وقالت سفيرة أمريكا لدى الأممالمتحدة نيكي هيلي إن الأولوية لم تعد «إبعاد الأسد». وتصر المعارضة على أن الأسد لا يمكن أن يكون له أي دور في ترتيبات انتقالية يجري التفاوض عليها في الأممالمتحدة ولا يجب أن يترشح مجددا في انتخابات مستقبلية بعد أن رأس البلاد على مدى السنوات الست للصراع، الذي أودى بحياة مئات الآلاف من السوريين. تجويع وتهجير الى ذلك قالت البعثة الأمريكية لدى الأممالمتحدة إن استعمال نظام بشار الأسد للتجويع كسلاح من أسلحة الحرب أمر لا يمكن تبريره، داعية مجلس الأمن الدولي إلى إدانته. في وقت فرضت فيه قوات سوريا الديمقراطية (قسد) حصاراً كاملاً على مدينة الطبقة وسد الفرات في ريف الرقة الغربي بعد سيطرتها صباح الجمعة على قرية الصفصاف الواقعة على بعد ستة كيلو مترات شرق مدينة الطبقة. وأضافت البعثة في بيان إن على مجلس الأمن أن يدين النظام وحلفاءه بشدة بسبب حرمان السوريين بطريقة غير أخلاقية من الحصول على السلع الأساسية والأدوية، واستعمالها أداة لإجبارهم على الاستسلام. وأكدت أن على المجلس العمل لوضع حد لهذه الجرائم فورا، مشيرة إلى أن النظام وداعميه يواصلون منع وصول المساعدات الإنسانية رغم النداءات المتعددة للسماح بوصولها دون عراقيل. وكان وكيل الأمين العام الأممي للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين قال -الخميس أمام جلسة لمجلس الأمن بشأن أوضاع سوريا الإنسانية- إن الشهر الماضي كان الاسوأ بالنسبة للمدنيين هناك، وحذر من موجات نزوح وتهجير قسري جديدة. وأضاف أوبراين إن مئات آلاف السوريين المحاصرين يواجهون «تهديدات شديدة ومروعة»، وأشار إلى استخدام الأسلحة التفجيرية في كثير من المناطق مثل حماة ودمشق ودرعا وغيرها، مما أدى إلى قتل المئات وتشريد الآلاف، فضلا عن استهداف البنى التحتية والمرافق الطبية والمدارس. كما حمّل المسؤول الأممي النظام مسؤولية تأخير دخول المساعدات إلى المناطق المحاصرة، واتهم مجموعات معارضة بعدم التعاون مع عمال الإغاثة الإنسانية، وأشار إلى أن وصول المساعدات للمناطق المحاصرة لم يكن أحسن من الوقت نفسه العام الماضي. حصار الطبقة من جهة أخرى، فرضت قوات سوريا الديمقراطية حصاراً كاملاً على مدينة الطبقة وسد الفرات في ريف الرقة الغربي بعد سيطرتها صباح الجمعة على قرية الصفصاف الواقعة على بعد ستة كيلو مترات شرق مدينة الطبقة. وقال قائد عسكري في قوات سوريا الديمقراطية لوكالة الأنباء الألمانية: «سيطرت قوات سوريا الديمقراطية بشكل كامل على قرية الصفصاف صباح الجمعة بعد معارك مع تنظيم داعش، الذي انسحب باتجاه بلدة المنصورة ومزرعة الصفصاف». وأكد القائد العسكري أن «مدينة الطبقة أصبحت محاصرة بشكل كامل وبقي أمام عناصر داعش طريق موازٍ لنهر الفرات وهو مرصود نارياً من قواتنا».