قالت عضو «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة فرح الأتاسي إن وزارة الخارجية الأميركية والبيت الأبيض يبعثان برسائل متناقضة في شأن سورية، وقالت إن على واشنطن أن تبدأ بالاضطلاع بدور القيادة وألا تركز فقط على قتال تنظيم «داعش». وأبلغت الأتاسي الصحفيين في جنيف أن الولاياتالمتحدة يجب عليها أن تضغط على روسيا وأن تنظر إلى المعارضة السورية كشريك يمكن الاعتماد عليه في مكافحة «الإرهاب» الذي لا يشمل «داعش» فقط، بل أيضاً فصائل مسلحة مدعومة من إيران مثل «حزب الله» والحرس الثوري الإيراني. وكان وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون قال إن مصير الرئيس بشار الأسد يجب أن يحدده الشعب السوري. وقالت سفيرة أميركا لدى الأممالمتحدة نيكي هيلي إن الأولوية لم تعد «إبعاد الأسد». وتصر المعارضة على أن الأسد لا يمكن أن يكون له أي دور في ترتيبات انتقالية يجري التفاوض عليها في الأممالمتحدة ولا يجب أن يترشح مجدداً في انتخابات مستقبلية بعدما رأس البلاد على مدى السنوات الست للصراع الذي أودى بحياة مئات الآلاف من السوريين. لكن قبضة الأسد على الحكم أصبحت أكثر قوة بعد عام من انتصارات عسكرية بدعم من روسياوإيران على رغم اتهامات بأن قواته ارتكبت جرائم حرب باستخدام غاز الكلور وقصف مدارس ومستشفيات وقوافل إغاثة. وقالت الأتاسي إن المعارضة السورية عقدت اجتماعاً جيداً جداً الخميس مع مايكل راتني مبعوث الولاياتالمتحدة إلى الشرق الأوسط على هامش محادثات السلام في جنيف وإنها تقدر الولاياتالمتحدة كشريك وحليف على مدى السنوات الست الماضية، لكنها قالت إن التصريحات الأميركية في الآونة الأخيرة متناقضة. وأضافت: «سمعنا الناطق باسم البيت الأبيض يناقض ما أعلنه السيد تيلرسون للتو اليوم (أول أمس) في تركيا. هم قالوا بوضوح إن الأسد ليس له دور في الفترة الانتقالية. ولهذا فإنه شيء يؤسف له أننا نسمع مثل هذه الرسائل المتناقضة من الإدارة الأميركية». وأضافت أن المعارضة السورية تود أن ترى دوراً أميركياً أكثر حسماً وقيادة حيال الملف السوري وألا ينظر إلى الملف السوري فقط من منظور محاربة تنظيم «داعش». وكانت هيلي قالت إن سياسة الولاياتالمتحدة في سورية لم تعد تركز على إزاحة الرئيس بشار الأسد عن السلطة، وهو ما يمثل تخلياً عن الموقف الأولي المعلن لإدارة الرئيس السابق باراك أوباما. كما أن موقف إدارة دونالد ترامب يختلف عن موقف القوى الأوروبية التي تصر على رحيل الأسد. وقالت هيلي أمام مجموعة صغيرة من الصحفيين الخميس: «أنت تنتقي معاركك وتختارها. وعندما ننظر إلى هذا نجد الأمر يتعلق بتغيير الأولويات. وأولويتنا لم تعد الجلوس والتركيز على إزاحة الأسد عن السلطة». وأضافت: «هل نعتقد أنه عائق؟ نعم. هل سنجلس هناك ونركز على إزاحته؟ لا». وتابعت: «ما سنركز عليه هو ممارسة الضغوط هناك حتى يمكننا بدء إحداث تغيير في سورية». وركزت إدارة أوباما في سنواتها الأخيرة على التوصل لاتفاق مع روسيا يؤدي في النهاية إلى رحيل الأسد وإن كان تركيزها قد تحول لاحقاً إلى قتال تنظيم «داعش». وقال ترامب حينما كان مرشحاً للرئاسة إن إلحاق الهزيمة ب «داعش» أولوية تتقدم على إقناع الأسد بالرحيل. وقالت هيلي التي تولت من قبل منصب حاكمة ولاية ساوث كارولاينا: «ليس لزاماً علينا أن نركز على الأسد بطريقة الإدارة السابقة ذاتها». وأضافت: «أولويتنا هي أن ننظر فعلياً إلى كيفية إنجاز الأمور ومن نحتاج للعمل معه لإحداث اختلاف حقيقي لشعب سورية». واتهمت هيلي الأربعاء روسياوإيران و «نظام الأسد» بارتكاب جرائم حرب. وقالت أيضاً إن الولاياتالمتحدة تؤيد محادثات السلام التي ترعاها الأممالمتحدة في شأن سورية وإن سورية لا يمكن أن تبقى «ملاذاً آمناً للإرهابيين» وإن من الضروري «أن نخرج إيران ومن يحاربون بالوكالة عنها من البلاد». وقال مسؤول كبير بإدارة ترامب لرويترز إن تصريحات هيلي تعكس «مقداراً من الواقعية. قبول الحقائق على الأرض. الأسد لن يملك أبداً القوة الكافية لإعادة بسط سيطرته على البلد بأكمله. تركيزنا ينصبّ على إلحاق الهزيمة بداعش والقاعدة والحيلولة دون استخدام سورية كملاذ آمن للإرهابيين». ... وتتهم الوفد الحكومي برفض مناقشة الانتقال السياسي لندن، جنيف - «الحياة»، رويترز - أعلن رئيس وفد «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة نصر الحريري، أن وفد الحكومة السورية رفض مناقشة الانتقال السياسي وأي شيء باستثناء موضوع محاربة الإرهاب، في وقت أفيد بتعليق المجلس الوطني الكردي عضويته في «الهيئة». وقال الحريري في مؤتمر صحافي في ختام الجولة التفاوضية في جنيف أمس، إن «النظام الإرهابي» للرئيس بشار الأسد رفض مناقشة الانتقال السياسي خلال جولة محادثات بقيادة الأممالمتحدة. وأكد مجدداً أن «الأسد مجرم حرب ينبغي أن يتنحى باسم السلام... النظام حتى هذه اللحظة يرفض مناقشة أي شيء ما عدا التمسك بخطابه الفارغ حول محاربة الإرهاب، وهو أول من نسق وجذب الإرهاب إلى المنطقة في حين يستمر في استخدام الأسلحة واستهداف المدنيين والحصار والتجويع والأسلحة الكيماوية». وحمّل الحريري في مؤتمر صحافي عقده في جنيف في ختام الجولة الحالية من المفاوضات السورية دمشق المسؤولية عن «جذب الإرهاب» إلى المنطقة. وأكد أن هدف المعارضة يتمثل في تشكيل هيئة حكم انتقالي، مضيفاً: «لم نجد شريكاً في المفاوضات... وسنعمل على تقديم المسؤولين عن الجرائم بحق السوريين إلى العدالة»، داعيا إلى إخراج «إيران والمتحالفين معها» من سورية. وأضاف الحريري أن وفد المعارضة ناقش في جنيف الإجراءات الدستورية المنظمة للعملية السياسية «بما يضمن حقوق الشعب السوري». وأفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة أمس، بأن المجلس الوطني الكردي «علق مشاركته في اجتماعات الهيئة العليا للمفاوضات في جنيف نتيجة عدم قبول الهيئة التعديلات التي قدمها المجلس على وثيقة الإطار التنفيذي للملف الكردي»، بحسب بيانٍ صادرٍ صادر من المجلس. وذكر المجلس في بيانه والذي وقَّع عليه كل من عبد الحكيم بشار وفؤاد عليكو وحواس سعدون، أن المجلس «علَّق حضوره لاجتماعات الهيئة العليا لعدم قبولها التعديلات التي قُدمت على وثيقة الإطار التنفيذي والقضية الكردية». وأضاف البيان: أن «ممثلي المجلس في الهيئة وفي وفد التفاوض طرحوا تقديم مذكرة باسم الهيئة إلى المبعوث الأممي دي ميستورا تؤكد تمثيل الكرد في المفاوضات، على عكس ما يشاع، وتتناول القضية الكردية وقضايا المكونات، وتطالب بإدراجها في جدول الأعمال، لكن ذلك لم يحظَ بموافقة الهيئة بسبب رفض ممثلي هيئة التنسيق وقلة أخرى لها، وإصرارهم على تجاهل القضية الكردية؛ الأمر الذي يثير تساؤلات حول مصداقية الهيئة والتزامها بوثائقها وبضمان الحقوق القومية للكرد دستوريًّا، وكذلك بقية المكونات من التركمان والسريان/ آشوريين». وأبدى المجلس رفضه «سياسة الإقصاء والإلغاء» واعتبر أن «لا جدوى من استكماله مشاركته في اجتماعات الهيئة في جولة جنيف الحالية»، مؤكدًا التزامه بالوثائق التي سيتم تقديمها. وكان رئيس المجلس الوطني الكردي، إبراهيم برو، أعلن أن «ممثلي المجلس في الهيئة لن يوقعوا على أي وثيقة لا تضمن حقوق الشعب الكردي، من دون توضيح ما هي الحقوق التي يطالبون بها». وبحسب وكالة «الأناضول»، فإن الحريري قال إن «المجلس الوطني الكردي طالب بإدراج بند خاص عن القضية الكردية ضمن ورقة المبادئ المطروحة إلى دي ميستورا التي تتحدث عن مجموعة من المبادئ العامة التي تنظم المرحلة الانتقالية لكن الهيئة أرجأت النقاش في هذا الموضوع حتى يتم اجتماعها في الرياض غير محدد موعده». وأضاف الحريري أن «الهيئة تحترم رأي المجلس الوطني الكردي والأكراد، كما أنها تحترم بقية مكونات الشعب السوري من تركمان وسريان وآشوريين وشركس وأرمن».