«هل من حرب مع إسرائيل؟»، سؤال شغل بال اللبنانيين ووتر الأجواء التفاؤلية بعودة الحياة الدستورية إلى طبيعتها بعد الشغور الرئاسي الطويل. ف«حزب الله» المشغول بحراسة مغانم إيران في سوريا، يعود الى واجهة الجنوب عبر تهديد إسرائيل باستهداف حاويات الأمونيا في خليج حيفا والمفاعل النووي في ديمونا، وربما في جعبته أسباب عديدة لتقديم هذه «البروباجندا البطولية»، أهمها بحسب مراقبين تحدثوا ل«اليوم» انه «يريد العودة الى الحدود اللبنانية بعد ما أنهى دوره في سوريا، ولهذا فهو يحتاج إلى حدث هام للعودة إن كان عبر افتعال حرب مع إسرائيل أو قد يكون هدفه إحداث بلبلة وتوتر بنفوس اللبنانيين في محاولة منه لتبييض صورته السوداء، ورسم صورة جديدة له على انه هو من يحمي أمن لبنان واستقراره»، الا انه بحسب عدد من الخبراء اللبنانيين فإن «هنالك أسبابا عديدة تجعل من إمكانية وقوع هكذا حرب مع إسرائيل أمرا مستبعدا، منها الكفالة وضمان أمن إسرائيل الذي يقوم به حزب الله في الجنوب والجولان، بالإضافة الى انه ليس من مصلحة أي من الأطراف المعنية أن يترجم هذا التصعيد إلى عمل عسكري تكون ساحته لبنان». المحلل والسياسي اللبناني الياس الزغبي، قال في تصريح ل«اليوم»: إن «حزب الله عودنا منذ انتهاء حرب 2006 على المزايدة الإعلامية الواضحة والسافرة في مسألة المواجهة مع إسرائيل، أما على أرض الواقع فإن الجنوب تحوّل إلى حالة جولانية ثانية، أي أن الحزب تحوّل إلى حالة ضمان وارتياح وأمن للحدود الشمالية الإسرائيلية، خلافا لما يعلنه من انه سيدمر الأمونيا في حيفا، ومفاعل ديمونا، بل وتدمير إسرائيل ذاتها، كما يقول بذلك نائب الحرس الثوري الإيراني. ورأى أن «المسألة تحت الطاولة كفالة أمنية وضمان أمني لإسرائيل وهذا ما يقوم به الحزب في الجنوب والجولان وسوريا، أما في العلن، فإن هناك مزايدة كبرى كي توجه ايران وحزب الله الاتهام للعرب بأنهم مقصرون وخصوصاً أنهم باتوا على عتبة انعقاد القمة العربية في عمان». حرب صغيرة من ناحيته، شكك المحلل السياسي والمعارض الشيعي ل«حزب الله» لقمان سليم في أن «تكون هناك حرب مع إسرائيل»، موضحاً انه «يجب التسليم بأن أي حرب سبق وجرت مع إسرائيل، كحرب تموز 2006، كانت لمصلحة وحساب إيران ولم تكن حربا بين لبنان وإسرائيل، حيث لم يكن حزب الله صاحب القرار فيها». وقال: اذا عدنا للتصريحات التي سبقت الحرب في عام 2006، سنجد أن معالم الحرب كانت واضحة جداً، مذكرا بحديث رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط حينما قال: إنها حرب الدفاع عن النووي الإيراني. لهذا، فإن أي تطور على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية هو تطور تتحكم به عوامل اقليمية. وجزم بأن «هنالك حربا صغيرة وبالتقسيط تحدث تحت أنظارنا من خلال الغارات الإسرائيلية على قوافل لحزب الله، أو من خلال محاولة ضبط منطقة الجولان السوري الذي أصبح واضحا أن يد إيران قد كفت هناك، ولهذا فإن اللاعبين يكتفون بهذا القدر من الحرب الآن».