انشغل لبنان بمقتل 6 كوادر عسكرية ل"حزب الله" بغارة إسرائيلية في منطقة القنيطرة السورية، في حين كشف الحرس الثوري الإيراني عن مقتل العميد الإيراني محمد علي الله الدادي الذي كان في عداد الدّورية.وفي حين استنفرت الحدود اللبنانيةالجنوبية مع إسرائيل خشية ردّ قيل إنه "حتمي" ل"حزب الله" على عملية أودت بقادة عسكريين أساسيين لديه بالإضافة إلى مقتل الشاب جهاد عماد مغنية نجل القائد الحربي الذي اغتيل عام 2008 بسيارة مفخخة في سورية والذي يقول "حزب الله" إنه كان سببا رئيسيا لنجاحه إبان حرب 2006، فإن القراءات لهذه الحادثة الأمنية الخطرة تشي بارتدادات على لبنان أيضا مع أنها حصلت ضمن الأراضي السورية.وفي قراءة أولية لما حدث يعيد المحللون اللبنانيون الضربة الإسرائيلية ل"حزب الله" إلى التصعيد الكلامي الذي شنّه أمينه العام حسن نصر الله منذ أيام في مقابلة تلفزيونية" وتلويحه مرارا بالقوة العسكرية المتصاعدة لحزبه والتي قدّر بإمكانية وصولها إلى الجليل، فضلا عن جهره بأنّ "حزب الله" حصل أخيرا على صواريخ "فتح 110" الإيرانية الصنع. وبحسب القراءات اللبنانية فإنّ إسرائيل ردّت بضربة موجعة للحزب لكي تضع نصر الله عند حدّه.وفي القراءات اللبنانية لما جرى أنّ إسرائيل ترفض قطعا المعادلة التي أرساها نصر الله من أن الحدود الشمالية الممتدّة من الناقورة في جنوبلبنان إلى القنيطرة في الجولان باتت في قبضة "حزب الله"، وهي قطعت هذا الطموح ل"حزب الله" لتضعه داخل الأراضي اللبنانية فحسب. ويربط العديد من المحللين بين الانتخابات الإسرائيلية الوشيكة وبين حماسة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لتوجيه ضربة إلى "حزب الله" تزيد من شعبيته المتدهورة، ويقول أحد المحللين العسكريين بأنّ " نتنياهو استثمر وجوده في تظاهرة باريس( في 11 الجاري) المناهضة للهجوم الإرهابي على صحيفة "شارلي إيبدو" الأسبوعيّة لكي ينفّذ عملية ضدّ "حزب الله" وهو بحسب التصنيف الأوروبي حزب إرهابي متطرّف وذلك كي يتجنّب أيّة ردّة فعل أوروبية أو أميركية". ويضيف المحلل بأن "إسرائيل لا تؤيد البتّة إمكانية توصّل إيران ومجموعة الخمسة زائد واحد إلى اتفاق حول الملفّ النووي، وهي بالتالي تعيد تذكير الغرب بأنها لن تقبل باتفاق مماثل وبأنها قادرة على إيذاء إيران عبر حلفائها وهم على مرمى حجر منها". لكن ماذا عن ردّ "حزب الله"؟ يقول الخبير العسكري بأنّ "حزب الله" سيتريّث حاليا بالرّد، فهو سيردّ حتما لكن بهدوء وبالتوقيت المناسب، فالحزب منغمس في حرب سورية، ولديه مشاكل في لبنان، وهو يخوض حوارا مع "تيار المستقبل" لكي يخفّف عن ذاته وطأة الضغوط في الداخل، وهو بالتالي لن يبادر إلى تحقيق رغبة نتنياهو بفتح جبهة حرب مع إسرائيل من جنوبلبنان راهنا لأنها ستكون صعبة جدّا عليه".