يقال: عندما ترغب في قتل موضوع ما، فشكل له لجنة. والواقع الرياضي يقول: عندما تخشى مواجهة جمهور ما، ورئيس ما، وردة فعل قد تلسعك نيرانها، فشكل لكل هؤلاء لجنة، وهذا ما يفعله اتحاد القدم قولا وعملا. قضية الحارس العويس، التي كدنا أن ننساها، ظهرت على السطح من جديد لتطل برأسها الكبير على واجهة الإعلام، ولكن هذه المرة بعيدا عن اللوائح والأنظمة واستقلالية اللجان المعنية، بل جاءت وفق المدرسة «التنظيرية» العشوائية التي قدمها الرئيس عزت للمجتمع الرياضي بشكل لم يسبقه فيه أحد. هذا السيناريو المتردد لم يكن هو الأول للاتحاد الحالي، فسبق أن مارس هذا العمل العشوائي في قضية التون البرازيلي مع الفتح والقادسية، وفي النهاية تبخرت القضية، فكسب القادسية، وأذاب الاتحاد هيبة اللوائح بدواعي اللجان، وما أضعف تلك اللجان. وبالأمس ، فاجأ اتحاد القدم المجتمع الرياضي بعقوبات « خنفشارية « لا علاقة لها بالانظمة واللوائح ، فعقوبة نجم الهلال نواف العابد - على سبيل المثال - لم تكن لتأتي لولا وجود اتحاد يؤمن بالفوضى والظنون ، إنها قرارات ولجان الوهم . ليس من المقبول أن يضع مجلس ادارة اتحاد القدم جل اهتمامه على الشكليات والمبادرات «البرستيجية»، ولا أظن أن المرحلة تتطلب هذا النوع من العمل، ولذلك فإن الدخول في صميم «اللعبة» هو الأهم، والقرارات المبنية على اللوائح هو ما ينتظره الناس. الخطوات المترددة، والتصريحات المتناقضة، والاتهامات المستعجلة، وفوضى المناصب والصلاحيات، لن تصنع اتحادا قويا. بل ان تبني الأفعال، والتأني في الدخول المباشر والسليم للقضايا هو ما ينبغي للاتحاد القيام به، بشرط أن تهدأ حرب المنافسة على الفلاشات، وينتهي معها سباق «العنتريات المزيفة»، هذا إن أراد اتحاد الكرة أن ينجح، وتنجو معه «كرة القدم» من لسعات اللاسعين. القادسية تستحق شعور جيد ينتابني وأنا أشاهد التطور المذهل الذي طرأ على أداء القادسية في الموسم الجاري، فالانتقال من دائرة صراع الهبوط إلى مرحلة الاستقرار والتميز أمر مثير للإعجاب، وهو تحول جديد وفعال، يحسب لرئيس النادي معدي الهاجري ونائبه عبدالله بادغيش ولكل من عمل ويعمل معهم، فهؤلاء الأذكياء لم يكابروا، ولم يكونوا أداة في يد الآخرين، بل نجحوا في الاستفادة من كل الامكانيات حولهم، ولذلك ظهر بنو قادس بهذا الكم من الجمال، والقادسية تستحق.