ظل فريق القادسية ومنذ عدة سنوات خلت وهو يراوح مكانه بين معمعة الهبوط لدوري الدرجة الاولى وبين البقاء بين اندية الدرجة الممتازة واصبحت كل طموحات القدساويين تتمثل في تحقيق حلم البقاء بين اندية الممتاز دون التفكير في تحقيق البطولات او البحث عن مركز متقدم في روليت المسابقة يقود الفريق الى دوري ابطال اسيا او حتى منافسات كاس دول مجلس التعاون . وفي خضم هذه الطموحات المتواضعة كان من الطبيعي ان يتقهقر الفريق ويتراجع مستواه وتتواضع معه الطموحات ليعود ادراجه الى دوري الدرجة الاولى بين اندية المفقودين لتبدأ من جديد رحلة البحث عن العودة الى مرافئ الدوري الممتاز وسط تنافس قوي ومثير بين ستة عشر فريقا تتباين طموحاتهم في الوصول الى الدوري الممتاز المسابقة الام بين المسابقات السعودية . فكيف وصل القادسية الى هذا الخضم ومن المسئول عن كلما يحدث لهذا الفريق الذي وصل يوما الى قمة الكرة الاسيوية بتحقيقه للقب بطل كاس الكئوس الاسيوية كاول ناد سعودي يحقق ذلك اللقب القاري الكبير. رجال القادسية والدروس المستفادة من الاشياء الغريبة التي استرعت انتباه المراقبين ورجل الشارع العادي وكل اهل البيت القدساوي هو ان ادارات القادسية المتعاقبة ولن نقول ادارة الهزاع وحدها لم يستفيدوا من دروس الهبوط المتعددة التي مر بها هذا النادي العريق فكلما تقع الفاس في الراس ويتعرض الفريق الى الهبوط ويجد نفسه بين اندية الدرجة الاولى تجد التصريحات البراقة والتحديات المختلفة تملأ اعمدة الصحف الورقية والمطبوعات الاليكترونية ويظهر اكثر من عضو مجلس او رئيس ناد او مدير كرة ويستعرض عضلاته امام الناس ويعلن وعلى رؤوس الاشهاد بانهم عائدون الى دوري الاضواء وان هبوطهم الى دوري الدرجة الاولى عبارة عن استراحة محارب وان الفريق سيعود اقوى عودا واصلب شكيمة ولكن الذي يحدث على ارض الواقع يكون مغايرا تماما لما نراه امام اعيننا حيث نرى الفريق حتى وان عاد الى دوري الاضواء تجده قد عاد هشا ضعيفا لايمتلك ادوات البقاء بين الكبار فنراه يتعرض للهزائم الواحدة تلو الاخرى ويبقى وطوال مباريات الجولة الثانية يبحث عن طوق النجاة التي ستبقيه بين اندية الممتاز بلا جدوى فيكون مصير الفريق الهبوط والعودة الى دوري الظل على نحو ماحدث خلال السنوات الثلاث الماضية لان ادارته ومنسوبيه لم يستفيدوا من الدروس البليغة التي تعرضوا لها وابرزها واهمها بل اكثرها اهمية درس البقاء بالمعجزة التي سلبت فريق الوحدة نقاط مباراته امام التعاون واهدت البقاء بين اندية الاضواء لفريق القادسية وهو لايستحقه ولكنه رغم ذلك لم يستفد من الدرس المجاني فكان مصيره الهبوط الى دوري الاولى وهو لايلوي على شئ . حراج بن قاسم مشكلة القادسية المزمنة منذ عهد الرئيس الراحل الحوطي ومروراً بعهد الرئيس جاسم الياقوت وانتهاء بعهد الرئيس عبد الله الهزاع تتمثل في اعتماد تلك الادارات على حراج بن قاسم لبيع ابرز نجوم الفريق وافراغه من النجوم المميزين الذين يمكن ان يخدموه ويقودونه الى النجاحات المرجوة ففي عهد الياقوت تم بيع اللاعبين بالجملة سعود كريري وسعيد الودعاني للاتحاد وفوزي الشهري للاهلي ومن ثم ياسر القحطاني للهلال في اشهر صفقة انتقال شهدتها الملاعب السعودية برقم خرافي وصل الى 23 مليون ريال ذهبت معظمها في صناديق الاسهم لكي تكبر وتنمو وتزدهر على حسب رؤية الرئيس الياقوت ولكن بورصة الاسهم اكلت الاخضر واليابس من فلوس القادسية فكان ان تعرض النادي للضياع والاهمال ليجبر الياقوت على الرحيل وياتي من بعده الرئيس عبد الله الهزاع الذي تتلمذ في مدرسة الياقوت فكان حراج بن قاسم هو سلاحه الاهم لتسيير امور النادي فكان التفريط في النجم محمد السهلاوي لفريق النصر بالملايين الثلاثين والتي ذهبت هي الاخرى في خبر كان ومن ثم بيع عقد النجم الجزائري بوقاش في منتصف معمعة الموسم والفريق احوج مايكون لجهوده وخبراته وكذلك اعارة النجم الشاب ياسر الشهراني لفريق الهلال وجاء الرئيس المكلف داود القصيبي ليكمل السيناريو ويتنازل عن صفوان المولد وعلي الشهري والحارس المخضرم منصور النجعي ليبقى الفريق بلا نجوم خبرة معتمدا على الدماء الفوارة ولاعبي الفريق الاولمبي وفريق الشباب . اعضاء الشرف لاحس ولاخبر معظم اعضاء شرف القادسية من الاسماء المؤثرة والتي تمثل القوة العظمى بين رجالات الشرف كان لهم رأي معين برفضهم لتواجد الرئيس عبد الله الهزاع على سدة الحكم في نادي القادسية وقد جاهروا بآرائهم غير مرة وطالبوا الهزاع بالتنحي والابتعاد عن كرسي الرئاسة حتى يلتئم شمل القدساويين ولكن شيئا من ذلك لم يحدث فبرغم خروج الهزاع من الابواب الخلفية للنادي الا ان العزلة القسرية التي فرضها اعضاء الشرف على انفسهم واستمرار ابتعادهم عن اسوار النادي ترك اكثر من علامة استفهام حائرة في شفاه الجماهير القدساوية التي كانت تنتظر عودة قوية لرجالات الشرف المؤثرين لاسوار النادي بعد رحيل الهزاع امثال احمد الزامل وهاني الحوطي وعلي بادغيش وشقيقه عبد الله بادغيش ومعدي الهاجري وعادل المقبل وغيرهم من رجالات الشرف ولاندري متى ستكون العودة لهؤلاء الشرفيين لكي يقدموا الدعم والمشورة والراي السديد لكي تعود لقادسية الخبر عافيتها المفقودة بفعل جحود ابنائها . كأس ولي العهد وكأس الكئوس الآسيوية فريق القادسية حقق بطولة كاس ولي العهد في العام الميلادي 1992 من امام فريق الشباب في المباراة النهائية وتاهل لتمثيل المملكة في بطولة كاس الكئوس الاسيوية واستطاع ان يصل الى المباراة النهائية فيها ويواجه بطل جنوب الصين حيث اسقطه في مدينة الراكه على ملعب مدينة الامير سعود بن جلوي الرياضية بهدفين نظيفين ليحقق البطولة الغالية كحدث غير مسبوق لاى فريق سعودي وكان ذلك في العام الميلادي 1994 ومن يومها وفريق القادسية في جفاء مستفحل مع البطولات أى انه ظل بعيدا عن منصات التتويج لاكثر من 16 عاما على المستويين المحلي والخارجي وليس هذا فحسب بل انه ظل صديقاً حميماً لدوري المظاليم الذي بدات علاقته معه في العام الميلادي 1997على ايام الرئيس الراحل عبد العزيز الحوطي ومن ثم تلقى الهبوط على ايام الرئيس جاسم الياقوت وتلقى الهبوط اخيرا على عهد الرئيس عبد الله الهزاع ولاندري الى متى سيبقى هذا المسلسل مستمرا بصورته الرتيبة في اروقة بني قادس . اللجنة الاستشارية والمهمة المزدوجة الرئيس المكلف واعضاء ادارته رضخوا اخيرا لصوت العقل واقدموا على اختيار لجنة استشارية من قدماء الإداريين في القادسية تنحصر مهمتها في تقديم الراى والمشورة لادارة القدم والجهاز الفني وهي تضم بين طياتها اسماء لها وزنها وتاريخها بقيادة الهرمين الكبيرين هارون الصوفي ومحمد غلوم القطري وهما من كانا وراء الانجاز الاسيوي الكبير في بطولة كاس الكئوس الاسيوية والمطلوب هو ان يكون لهذه اللجنة التواجد المؤثر والتحرك الفعال بحيث تكون أراؤها ومقترحاتها مكان التقدير والاعتبار والعمل بها من قبل مجلس الادارة وادارة الكرة واعضاء الجهاز الفني لا ان تكون مجرد لجنة صورية معدومة الصلاحيات تذهب كل توصياتها وقراراتها هباء ادراج الرياح كما حدث مع لجنة الكابتن احمد البيشي التي شكلها الرئيس جاسم الياقوت في ذلك الوقت. من هو الرئيس القادم للقادسية يعيش الوسط القدساوي حالة من الترقب والامل في انتظار انعقاد الجمعية العمومية للنادي والتي كان من المقرر ان تنعقد في منتصف شهر رمضان المبارك الحالي ولكن تباطؤ المجلس المكلف اجبر القدساويين على الانتظار إلى مابعد عطلة عيد الفطر المبارك حيث ينتظر ان تنعقد الجمعية في الاسبوع الثاني من شهر شوال القادم . واهل البيت القدساوي مطالبون بالعمل على اختيار رئيس مثالي تتوفر فيه كل الصفات المطلوبة للرئاسة من حيث الخبرة والاستعداد البدني والفكري والمادي اضافة الى ان يكون مقبولا من كل الوان الطيف القدساوي حتى تختفي الشللية الضاربة باطنابها في دهاليز البيت القدساوي ولكي يعمل الرئيس الجديد وسط اجواء ومناخات صحية معبدة للعمل الاداري بتكاتف وتعاضد من كل اهل البيت القدساوي واهالي مدينة الخبر التي ينحدر نادي القادسية من بين براثنها وبالطبع لايهم من هو اسم الرئيس الجديد للقادسية الحوطي هاني او عادل المقبل او خالد الدوسري أو معدي الهاجري أو عبدالله جاسم بل الاهم والاكثر اهمية ان ياتي الرئيس الجديد باغلبية ساحقة وبرضاء كل القاعدة العريضة جماهيريا وشرفيا وبعدها ستبقى كل المخاوف اماناً وستعود قادسية زمان شامخة قوية تناطح الصخر كعهدها .