يجد الكثير من الباحثين عن العمل وطلاب الجامعات وأصحاب الدخل البسيط في مهنة «الكدادة» وسيلة مثاليّة ومضمونة لكسب العيش على الرغم من المنع والمخاطر التي تواجههم في السفر لمسافات بعيدة لتوصيل الركاب ومن ثم العودة إلى منازلهم في نفس الليلة، فمن أمام مواقف النقل الجماعي بالجبيل تنسج كثير من الحكايات والقصص أبطالها عدد من السائقين الذين يعملون على نقل الركاب بشكل يومي. «اليوم» تجولت في احد شوارع الجبيل والتقت بعدد منهم لتنقل لكم هذا الحوار.. رزق حلال في البداية أوضح العم صالح بن محمد (55 عاما) أن صعوبة الحياة دفعته للعمل على سيارته، مشيرا إلى أنه متقاعد براتب لا يزيد على 2500 ريال، في ظل ارتفاع الأسعار والالتزامات الأخرى كفواتير الكهرباء وإيجار المنزل وغيرها من الاحتياجات، مشيرا الى أنه لجأ للعمل في الكدادة متحملا مصاعبها وتعبها لتوفير رزق حلال يسد حاجة أسرته، مؤكدا رضاه بما قسمه الله له. أما خالد الحربي (25 عاما) فقال: أعمل في مهنة الكدادة بعد تخرجي من الثانوية قبل عامين، عقب أن فشلت في العثور على وظيفة مناسبة على الرغم من طرق ابواب عدة، وبين أنه يتخذ من نقل الركاب عملا مؤقتا ريثما يرزقه الله بوظيفة حكومية. مسافات بعيدة وشارك سالم بن صالح (45 عاما) قائلا: بدأت في الكدادة منذ أكثر من خمس سنوات وكانت البداية من خلال مشاوير بسيطة داخل الجبيل، وبعد ذلك أصبحت أوصل الركاب إلى أماكن أبعد. موضحا أن من أبرز المشكلات التي يعانيها أن بعض الركاب لا يحملون هويات وأوراقا ثبوتية، والبعض الآخر لا يدفع قيمة التوصيل. مخاطر دائمة واعترف شاب بمخاطرة مهنته التي لجأ إليها لكسب لقمة عيشه، حيث عبر محمد الوادعي العامل في نقل الركاب بسيارته الخاصة عن مخاوفه من السفر، وقال إنه بحث جاهدا عن وظيفة ولكنه لم يجد سبيلا للرزق إلا «الكد» على سيارته ولمسافات طويلة وعلى مدار الأسبوع. وعدد آخرون أسبابا أخرى، وهي أنهم يُوفرون على المسافرين الوقت والمال؛ مقابل الوقت الطويل الذي يستغرقه السفر بالحافلة، وغلاء سيارات الإيجار، وصعوبة الحصول على حجز للسفر جوا في الحالات الطارئة.