¿ ثمة حقائق دامغة كانت تشير وتؤكد في فترات ماضية إلى أننا لم نستفد البتة من الاحتراف منذ إقراره في أزمنة سالفة، ومع ذلك كنا نكابر ونغالط الحقائق حبا وغيرة لكرة القدم السعودية، بيد أن المصائب التي أبت أن تأتي فرادى أكدت وبما لا يدع مجالا للشك أن الاحتراف الذي كنا نظنه أعرج أضحى مبتور القدمين تماما. ¿ لم تهدأ قضية المحترف البرازيلي إلتون حتى ظهرت لنا قضية العويس التي شغلت الوسط الرياضي بأسره، ولم يتم البت فيهما بشكل قاطع، لتأتي ثالثة الأثافي بتوقيع الصملة خميس عقدين اثنين في ذات الوقت مع الغريمين التقليديين الهلال والنصر. ¿ أتذكر جيدا في سلسلة مقالات سابقة وفي مرات عدة كنت أركز وأكرر على أن كرتنا تركل خارج الملعب، وأن الإثارة لدينا خارج المستطيل الأخضر، الأمر الذي أخرنا كثيرا وجعل منتخباتنا وأنديتنا تتقهقر وتتأخر، وكان البعض يقلل مما كنت أذهب إليه ويهون الموقف بأن ما يحدث في دورينا أشبه بالملح الذي لو خلا منه لأصبح باهتا لا طعم له. ¿ اليوم لا يهمني مصير إلتون ولا مستقبل العويس ولا ما سيؤول إليه مصير الصملة، ولكنني سأتساءل بحرقة، متى ستنتهي هذه المهازل؟ وبأي وقت ستتوقف هذه القضايا التي آلمتنا و«فشلتنا» وجعلتنا أضحوكة أمام الآخرين؟ ¿ أخيرا دعونا من قضية الصملة ومخرجات الاحتراف المبتور، واتركونا من غياب الأنظمة والقوانين، ولنتوقف في عجالة عند فكر «أخذ حقه بدق خشوم» ومصطلحات أجل وأكرم القارئ الكريم عنها، خرجت في الأيام الماضية وتسيدت المشهد في مواقع التواصل الاجتماعي، لتعرفوا جميعا أين وصلت رياضتنا وكيف هو حال احترافنا!! قبل الطباعة يقول الفيلسوف الفرنسي مونتسكيو: القانون يجب أن يكون مثل الموت الذي لا يستثني أحدا. وعلى دروب الخير ألتقيكم بحول الله في الأسبوع القادم ولكم تحياتي.