من أول سطر أقولها بقناعة تامة: وسطنا الرياضي يقدم رسالة مشوهة للشباب الذي هو المسؤول عن رعايتهم والرقي بفكرهم! وهذه القناعة تترسخ مع كل قضية من قضايا هذا الوسط التي تظهر بين فترة وأخرى، وما يصحبها من ضجة وصراخ أصبحتا ميزة من ميزات هذا الوسط وكأن رجاله يتعمدون تشويه أنفسهم ومجتمعهم الذي يفخر بعقيدة راقية وقيم سامية ورثها كابراً عن كابر! لست معنياً بمن الحق معه في قضية العويس! مع مدير الاحتراف في نادي الشباب! أم مع إدارة النادي! أم مع النادي الأهلي! أم مع لجنة الاحتراف! أم مع الاتحاد السعودي الجديد! ولست معنياً بمن سيلعب معه التون، مع القادسية أم الفتح، مع أن الشرخ الذي حصل بين الناديين بسبب هذه القضية مؤلم، وكان الأمل أن يكون مسؤولو الناديين أكبر منه! ولكني معني بمجتمع! يقدم له وسطه الرياضي من خلال هذه القضايا التي تتكرر، وكأنها مجدولة، نماذج لصفات لا يرغب محب لهذا الوطن أن تكون فيه، فضلاً عن أن يكون من يقدمها شخصيات لها حضورها ومتابعوها! كنا نشتكي من التعصب الرياضي فقط، ثم أصبح العقلاء يشتكون من ظهور تعصب باسم التحليل الرياضي ممن يبحثون عن الشهرة، والآن أعتقد أن الوباء يستفحل وتطفح على السطح صفات لا يمكن أن يرضاها محب للمملكة العربية السعودية، التي أساس بنائها الإنسان، أن تكون في رجال وطنه! وإني لأتألم عندما أرى هذه القضايا وذيولها لحال عائلات أطرافها وأولادهم، ما هي نظرتهم لوالديهم؟! والمؤلم أيضاً عندما ترى جموع المؤججين والمدافعين بدون تأكد ولا تعقل، فأحد الجمعين - ولا شك - مناصر للكذب ، بعلم أو بغير علم! وكل واحد منهما أسوأ من الآخر! لا بد من حل لهذه القضايا، وللوضع في الوسط الرياضي بأكمله، فالآثار متعدية! وأعتقد أن التوعية وحدها لا تكفي، فقد تشبعنا توعية وما زال هناك جيوب للمتطاولين! ولذلك، لا بد من الحزم بالأخذ على يد كل متطاول أو متطاولة من خلال تطبيق الأنظمة واللوائح، وتفعيل دور الأندية الثقافي والاجتماعي، فقد أثبت الانشغال بكرة القدم فقط أن نتائجه وخيمة على الفرد والمجتمع!.