أؤمن كامل الإيمان بأهمية تعرية العيوب للوصول إلى درجة متقدمة من العمل الاحترافي المميز، على اعتبار أن الرياضة السعودية بحاجة ماسة إلى جرعة إضافية من الصراحة والمكاشفة والنقد ومحاكمة الأخطاء حتى تتبوأ مقعدا متقدما في سلم النجاح أو على الأقل تستعيد مكانتها المعهودة أيام فترة «الهواة» على اعتبار أن زمن «الاحتراف» لم يجلب لنا إلا مزيدا من النكسات وخيبة الأمل.. فإذا كنا عاجزين عن التعايش مع الاحتراف الحقيقي بأنظمته ولوائحه وروتينه اليومي.. فعلينا أن نعترف بهذا العجز ولا نكابر على حساب مصلحتنا.. فالمسألة يبدو أنها أكبر وأعمق مما نحن ذاهبون إليه.. فعندما يوجد لدينا اثنان أو ثلاثة أسماء نتغنى باطلاعهم على نظام الاحتراف.. ونطالبهم بشكل مستمر بتطبيقه على رياضة دولة ممتدة لها ظروفها الاجتماعية المختلفة عن الشعوب كافة.. فهذا من سابع المستحيلات أن يحدث.. فهذه الأسماء التي أمضت مدة زمنية طويلة تتجاوز أعمار الشريحة المستهدفة والمعنية بالنظام الاحترافي.. ما زالت غير قادرة على الوصول إلى نظام خاص برياضتنا والخروج بتصور من شأنه تصحيح الأوضاع ويرسم لنا «خريطة الطريق» نحو النجاح.. ويجب أن نعترف صراحة بأن سمعة رياضتنا القوية خلقها زمن الاجتهادات والهواة.. وما زلنا نعتقد أننا محافظون على هذه السمعة التي بدأت تتقهقر في زمن الاحتراف والتنظيمات الدقيقة.. بدليل أننا في كرة القدم وهي اللعبة التي تعد واجهة التقدم الرياضي في أي بلد.. نتلقى الصفعات من دول كنا قد تجاوزناها سابقا.. ولعل خروج فريقي الهلال والشباب من دوري أبطال آسيا هو دليل حقيقي على أن ثمة مشكلات وعوائق تعترض مسيرة الرياضة السعودية.. ومهما حاول البعض التعامل مع هذا الخروج كل على حدة.. في محاولة للالتفاف على الحقيقة.. من أجل عدم تحميل الاتحاد السعودي لكرة القدم جزءا من المشكلة إلا أننا نرى بأم أعيننا السبب يتضح جليا موسما بعد آخر.. فرياضتنا غير مستقرة وتنظيماتها تترنح يمنة ويسرة.. وخططنا التطويرية كلها وقتية غير بعيدة الأمد.. ومشكلاتنا الاحترافية حلولها عائمة.. ومواهبنا بدأت بالنضوب.. وأنديتنا لا تزال تؤمل على أعضاء الشرف.. فهذا الشتات كفيل بتحقيق التأرجح ومن ثم السقوط..!