لا أدري لماذا يتضايق البعض أن دعم المملكة لأسعار المحروقات في السوق المحلي بشكل كبير ؟ ولماذا يحذرون من تأثير ذلك على كميات النفط التي تصدره البلاد للأسواق العالمية، وتجلب به عملة صعبة، خاصة أن وزير النفط المهندس علي النعيمي يؤكد على الدوام أن المملكة قادرة على زيادة إنتاجها من 10.5 إلى 12.5 مليون برميل يومياً، لتلبية الاحتياجات العالمية، فما بالنا بالاحتياجات المحلية، التي يستهلكها أبناء المملكة؟ أقولها صراحة : إن دعوات رفع الدعم عن أسعار البنزين في الداخل، لا أجد ما يبررها، خاصة إذا علمنا أن الملك عبد الله يحفظه الله عندما أعلن عن هذا الدعم قبل سنوات، كان بقصد مساعدة المواطنين والتخفيف عن كاهلهم في معيشتهم، والآن المعيشة تزداد غلاءً فاحشاً يشكو منه الأغنياء قبل الفقراء، فما الداعي إذن لرفع الدعم، والتضييق أكثر على عباد الله في الأرض، في سلعة يحتاج إليها الجميع، وتخفف عنهم بعضاً من الجشع والاستغلال الذي يصطدمون دعوات رفع الدعم عن أسعار البنزين في الداخل، لا أجد ما يبررها، خاصة إذا علمنا أن الملك عبد الله يحفظه الله عندما أعلن عن هذا الدعم قبل سنوات، كان بقصد مساعدة المواطنين والتخفيف عن كاهلهم في معيشتهم. به في الأسواق المحلية بسبب الغلاء. ودعونا ننظر إلى دعم المحروقات في الأسواق المحلية نظرة مختلفة، إذ أنه يصل مباشرة في التو واللحظة إلى جيوب المواطنين كافة، دون واسطة، أو تأجيل، أو بيروقراطية، قد نشهدها في أروقة بعض الوزارات الخدماتية، التي ترعى الفقراء ومحدودي الدخل، فلا تصل بخدماتها إلى المستهدفين كافة، ويطال عملها بعض القصور أحيانا والبيروقراطية أحياناً أخرى، فلا أعتقد أن رفع الدعم سيحل كما يعتقد مروجو الفكرة ومؤيدوها أزمة السكن، أو يوفر المزيد من الوظائف الشاغرة للشباب السعودي، أو يحل مشكلة العنوسة، أو يخفض أسعار السلع، أو يوفر أماكن للشباب في الجامعات والكليات، فكل هذه المشاكل سببها إشكالية في تطبيق التشريعات والأنظمة، وليس رفع الدعم عن سلعة اعتاد المواطن أن يحصل عليها بأسعار مخفضة، ومن الخطأ أن نحرمه منها لأي سبب كان، على الأقل في موجة الغلاء الحالية، وأهمس في أذن مروجي فكرة رفع الدعم أن عليهم ابتكار أفكار جديدة تصب في دعم معيشة المواطن، وليس العكس. [email protected]