أخشى أن يكون الأمر هكذا فعلاً، ولكنه الواقع المعاش بعينه، فنحن نعيش حالياً عصر الأزمات الاقتصادية العالمية المتوالية، التي تطرق بابنا، وتدخل علينا دون استئذان، لتكون ضيفا ثقيلاً، ينبغي أن نتعامل معه بالحسنى واللين، حتى يرحل إلى حال سبيله، وسرعان ما يحل مكانه ضيف أثقل وهكذا. وفي المملكة، دفعت بالأمس البعيد سوق المال ثمن موجة الركود الاقتصادي العالمي الجديد، فتكبدت خسائر هي الأعلى منذ خمس سنوات، كما تراجع أداء بقية الأسواق، وبخاصة سوق العقار، متأثراً بحالة القلق والخوف من المستقبل، مما يتطلب أن نراجع حساباتنا، ونعمل من أجل المصلحة العامة، ولن أدعو مثل آخرين إلى فك ارتباط الريال بالدولار، أو عودة رؤوس الأموال المهاجرة، فمثل هذه الموضوعات لها رؤيتها وأسبابها الخاصة، ولكن أدعو إلى تعزيز مشاريع خدمة المجتمع، ونشر ثقافة الحب والولاء والتضحية لهذا الوطن، بين الشركات والأفراد، وتحفيزها على تسخير الإمكانات لخدمة البلاد والعباد. نحن نعيش أزمة سكن حقيقية، تحتاج إلى 4.5 مليون وحدة سكنية بحلول العام 2020، والدولة رعاها الله، فعلت ما عليها، عندما خصصت 25 مليار ريال، لإنشاء 500 ألف وحدة سكنية، بيد أن العائق الذي يقف في وجه هذا المشروع، شح الأراضي البيضاء، التي تحتكرها شركات وأفراد، رافضةً الإفراج عنها نحن نعيش أزمة سكن حقيقية، تحتاج إلى4.5 مليون وحدة سكنية بحلول العام 2020، والدولة رعاها الله، فعلت ما عليها، عندما خصصت 25 مليار ريال، لإنشاء 500 ألف وحدة سكنية، بيد أن العائق الذي يقف في وجه هذا المشروع، شح الأراضي البيضاء، التي تحتكرها شركات وأفراد، رافضةً الإفراج عنها، إلا بشروطها المادية المبالغ فيها، ولذا رأينا وزير الإسكان يقوم برحلات على المناطق السعودية، لبحث مشكلة توفير الأراضي البيضاء لمشاريع وزارته. «السكن»، ليس أزمة عادية، مثل غلاء أسعار السلع الغذائية، أو ندرة الشعير، والتهاون في حلها، يجلب الأضرار النفسية والاجتماعية والاقتصادية على من يعانون منها، والحل لن يكون في «ذمة الحكومة» وحدها، فلا غنى عن وقفة الشركات ورجال الأعمال الذين يملكون مساحات شاسعة من الأراضي البيضاء، فجميل جداً أن نسمع أن الشركة الفلانية، تعرض أراضيها بأسعار رمزية لوزارة الإسكان، تبني عليها مشاريعها الإسكانية، عندها فقط، يحق لنا أن نفخر ببلدنا، ومؤسساته وأفراده، ويحق لنا أن نتفاءل بأننا قادرون على مواجهة أي مشكلة تأتينا من الخارج، ولو كانت «عالمية» الطابع والتأثير. [email protected]