إذا كانت الأزمات الاقتصادية العالمية، مثل «أزمة الإئتمان»، ومشكلات «منطقة اليورو»، و»الديون الأمريكية» وغيرها، قد نالت من هيبة دول كبرى، وهزّت عرشها الاقتصادي، فإن الحسنة الوحيدة لها أنها زادت من لمعان الذهب الأصفر، وأثبتت أنه الملاذ الآمن للاستثمار بلا منازع، ومن بعده وبمراحل، تأتي مجالات استثمارية أخرى، مثل العقار وسوق الأسهم وغيرهما. خاصية الذهب الأصفر، باعتباره أهم ما في قائمة «ما خف وزنه، وغلا سعره»، صعدت به إلى آفاق لم يتصوّرها أكثر المتفائلين بمستقبل هذا المعدن، فتضاعف سعره أكثر من مرتين، في أقل من ثلاثة أعوام فقط، وما زال يواصل مسيرته المظفرة، متسلحاً بحزمة الاضطرابات السياسية، والأزمات الاقتصادية العالمية، التي يشهدها العالم تباعاً، والله وحده، يعلم متى ستتوقف هذه الأزمات والاضطرابات. كلنا يتذكر، أو بمعنى أدق، «يترحّم» على سعر الذهب، الذي كان متوسطه 700 دولار للأونصة، في 2007، قبل أن يحقق طفرة ويقترب من 900 دولار في 2008، ثم يلامس ال1000 دولار في بداية 2009، وحل 2010 ووصل السعر إلى 1300 دولار، وفي العام الجاري يلامس الذهب 1900 دولار، وهناك من يتوقع أن يصل إلى 3000 دولار بحلول العام المقبل. المعدن الأصفر، شئنا أن أبينا، سيكون اللاعب رقم واحد في قطاع الاستثمار، لسنوات وربما لعقود قادمة، ليس للمستثمرين الأفراد فحسب، وإنما للعديد من الدول، التي رأت أن تستبدل مدخراتها المالية، بذهب يقاوم المتغيرات والأزمات الاقتصادية، محتفظاً بقيمته. المعدن الأصفر، شئنا أم أبينا، سيكون اللاعب رقم واحد في قطاع الاستثمار، لسنوات، وربما لعقود قادمة، ليس للمستثمرين الأفراد فحسب، وإنما للعديد من الدول، التي رأت أن تستبدل مدخراتها المالية، بذهب يقاوم المتغيّرات والأزمات الاقتصادية، محتفظاً بقيمته. ونتيجة ارتفاع أسعار الذهب، أغلق نحو60 بالمائة من شركاته في المملكة، أبوابها، وسرّحت عمالها، وأصاب الكساد الأسواق، وانتعشت مبيعات الذهب القديم والكسر منه، وأمسكت النساء بما في حوزتهن من مشغولات ذهبية، رافضات التفريط فيها، ولو بعد حين. ما نخشاه أن يؤثر لمعان المعدن الأصفر في سوق الاستثمار السعودي، ويخطف الأنظار ومعها الاستثمارات من سوق «الأسهم»، وكذلك سوق «العقار»، فالأول مريض ويعاني أزمة قلبية، والثاني واعد ويترقب المواطنون كافة انطلاقته، وإذا لم نبادر في حماية سوق العقار تحديداً، فسنفقد الكثير، وسنتحمّل تبعات هذا في معيشتنا اليومية، وسيتأجل حلم ملايين المواطنين في امتلاك منازل.. هذا ما لا نرجوه أبداً.. مع احترامي وتقديري للذهب وللمستثمرين فيه. [email protected]