شهد الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة انطلاقة مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي، الذي تنظمه إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة ويستمر حتى 15 من فبراير الجاري. وكانت اول عروض المهرجان المسرحية القطرية «هناك» من تأليف وإخراج عبدالرحمن المناعي، وتتناول مأساة المهاجرين العرب والمسلمين على حواجز العالم الغربي، الذي يرفضهم على الاسم والديانة. وكانت لحظات الصمت في العرض بليغة تدل على حالة الانتظار الكئيبة، حيث استعان مخرج العمل بممثلين قديرين استطاعوا أن يتقنوا أدوارهم. ويشهد المهرجان إقامة 6 عروض مسرحية هي: «هناك» من قطر تأليف وإخراج عبدالرحمن المناعي، ومسرحية «حرب السوس» من سلطنة عمان من تأليف حميد فارس وإخراج مرشد راقي، ومسرحية «تشابك» من السعودية كتبها فهد ردة الحارثي ويخرجها أحمد الأحمري، ومسرحية «الكراسي» من البحرين تأليف يوجين يونسكو وإخراج حسين العصفور، ومسرحية «غصة عبور» من الإمارات تأليف تغريد داوود وإخراج محمد العامري. فيما يختتم المهرجان بعرض مسرحية «انعكاسات» من الكويت من تأليف علي العنزي وإخراج الكويتي خالد أمين. وفي اطار البرنامج المصاحب لمهرجان الشارقة للمسرح الخليجي في دورته الثانية نظمت مساء أمس الأول في فندق رديسون بلو ندوة تحت عنوان «عين على المسرح الخليجي: الكويت» أدارها د. خليفة الهاجري، وتحدث فيها كل من د. نبيل سعيد الفيلكاوي، نائب رئيس نقابة المسرحيين الكويتيين، إلى جانب الكاتبة المسرحية انعام سعود والفنانة القديرة اسمهان توفيق. استهلت الندوة بكلمة لنبيل الفيلكاوي قدم من خلالها لمحة تاريخية عن المسيرة الممتدة للمسرح الكويتي منذ مرحلة مسرح المدارس مروراً بنشوء الفرق المسرحية، وحتى زيارة الفنان المصري زكي طليمات للكويت والدور الكبير، الذي لعبه في تحول الحركة المسرحية هناك إلى حركة احترافية، كما تناولت أسمهان توفيق تطور النص المسرحي في جميع هذه الفترات، وأشارت إلى أثر هذا التراكم على الراهن المسرحي، الذي ترى أنه يشكو قلة النصوص الجيدة. وتوقف الجميع لدى محطة المخرج والمؤلف والممثل الكويتي صقر الرشود «1941 -1978»، التي تمثل نقلة كبيرة في الحركة المسرحية، ليتم تصنيف تاريخ المسرح في الكويت إلى مرحلتين: مرحلة ما قبل صقر الرشود وما بعده، وكانت قضايا المرأة ودورها في المسرح حاضرة، حيث استعرضت انعام سعود دخول المرأة للمجال، والدعم الذي وجدته من الرجل في هذا الصدد، مشيرة إلى أن بداية مشاركة المرأة في المسرح كانت عبر فرقة المسرح العربي في أكتوبر من العام 1961 عبر ظهور الفنانتين مريم الصالح ومريم الغضبان، وخلصت إلى أنه ولكي تتوج كل هذه الجهود التي بذلها رواد المسرح لا بد من أن يتحول إلى صناعة. وأردفت: أتمنى أن يأتي اليوم الذي تتبنى الدولة فيه مهمة انتاج أعمال مسرحية لترفيه المجتمع وعندما نجد المهرجانات الناجحة يجب أن نشكر الله عليها، لأن المسرح في جميع أنحاء العالم صناعة، ونحن في الخليج العربي استثمرنا أموالنا في الدراما التليفزيونية لفترة طويلة في أعمال غير خليجية لدول عربية شقيقة وفي مختلف المجالات الفنية كذلك، لكن الآن اصبحت هذه الأموال موجهة لأعمال خليجية، لذلك نأمل أن توجه هذه الاستثمارات للمسرح في الكويت والخليج، وأن يتبنى منتج مهمة الترفيه عن المجتمع، لأننا ككتّاب نعاني من انعدام التمويل.