أقر المسرحي والكاتب الكويتي عبدالعزيز بن محمد السريع بوجود أزمة في المسرح كويتياً وخليجياً وعربياً وقال في ليلة تكريمه في ختام أمسيات اثنينية عبدالمقصود خوجة في جدة إن المسرح منذ عام 1990 يعاني من أزمة تمويل إلى جانب أزمات أخرى، لكنه أبدى تفاؤله بعودة المسرح ونهوضه مجدداً، مشيراً إلى أهمية دور المسرح المدرسي الذي يرى أنه يشهد انحساراً كبيراً، مطالباً الحكومات الخليجية ممثلة في وزارات التربية والتعليم بالاهتمام به بشكل أكبر "لأن أساس الحركة المسرحية قائم على المسرح المدرسي الذي يصقل المواهب ويربي الجمهور ويهيىء الكوادر". وأعاد السريّع نشاط الحركة المسرحية في الكويت إلى الاهتمام بالنشاط غير التعليمي الذي عزز من نجاح المسرح، كاشفاً عن مشاركة الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد كممثل في أحد العروض المسرحية حين كان طالباً. ومؤكداً أن المسرح الكويتي أنشئ على يد رجل دين هو الشيخ عبدالعزيز الرشيد الذي يعد أول من أسهم في قيام المسرح الكويتي. وتناول السريّع في كلمته ظروف تأسيسه لفرقة مسرح الخليج العربي والتي صادف يوم تكريمه مرور 50 عاماً على قيامها، وجهود الراحل صقر الرشود معه في الفرقة، كما تحدث عن دور الراحل زكي طليمات وأفضاله الممتدة على الحركة المسرحية في كذا قطر عربي وليس الكويت فقط، مثمناً جهود الراحل في التطور اللافت للحركة المسرحية في الكويت "خاصة في دخول المرأة للحركة المسرحية" موضحاً أن طليمات اضطر لإحضار مجموعة من الممثلات المصريات لتأدية الأدوار النسائية، وكانت له اليد الطولى في استقطاب الممثلات الكويتيات بعد فتح المجال لهن في المسرح "حيث انضمت وقتها الممثلة مريم الغضبان ومريم الصالح للحركة المسرحية بعد أن كان بعض الممثلين يؤدون دور العنصر النسائي". مشيراً إلى الدور الكبير الذي قام به حمد الرجيب بدعم كبير من سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الذي كان وزيراً للشؤون حينها واصفاً إياهما بالداعمين الحقيقيين للمسرح في الكويت. عبدالعزيز السريع وأشاد السريع بأعمال المسرحيين السعوديين محمد العثيم وملحة عبدالله وراشد الشمراني والجهد المتميز الذي قدمه في مسرحية "عويس السادس عشر" وعامر الحمود وفهد ردة الحارثي، وقال إن الخليج زاخر بالكفاءات ففي الإمارات إسماعيل عبدالله وحمد الرميحي وعبدالرحمن المناعي في قطر. أما واقع المسرح العربي الذي يعاني انحساراً كبيراً قال السريع إن المسرح السياحي هو المنتعش حالياً في الدول العربية. وكانت الأمسية قد ابتدأت بمداخلة لعدد من الحضور حيث استعاد الدكتور عبدالله مناع حقبة الستينات التي كانت سنوات الألق والريادة في حياة الكويت والكويتيين، ومن جهته أشاد الشيخ عبدالمقصود خوجة في كلمته بمسيرة الضيف التي تخطت نصف قرن محققاً فيها فتوحات مهمة مهدت الطريق للآداب والفنون الخليجية، واعتبره أحد أبرز رجال الحركة المسرحية في الخليج.