بعض الظواهر الطبيعية من رعد وغيث وعواصف تكشف لك خبايا كثيرة، وتسفر عن مكنونات دفينة في الأرض لم تكن لتراها من قبل لولا حدوثها، فعندما تفشل المشاريع البيئية نلقي كل اللوم على الأمطار، وعندما يطير سقف كراج سيارتك فإنك تغضب لتلك العاصفة التي هبت بلا استئذان، وعليها قس باقي الظواهر! أحبابك ومن حولك إذا كانوا «وَرَقاً» فلا تلم ظروف الحياة العاتية التي كشفت حقائقهم وعرت سويداء قلوبهم، بل أشكر الله - عز وجل- ولا تلم هذه الريح التي طار معها شبه الصديق والرفيق والعزيز مع أول هبوبها، وتمسك بمن هم بقيمة الأصفرين وثقل الجبال!! وردد شعر الإمام الشافعي: جزى الله الشدائد كل خير ** وإن كانت تغصّصني بريقي وما شكري لها حمداً ولكن ** عرفتُ بها عدوي من صديقي واعتبر بما قاله الشاعر «معن بن أوس» حين قال: فيا عجباً لمن ربيتُ طفلاً ** اُلقمه بأطراف البنان أُعلمه الرماية كل يومٍ ** فلما اشتد ساعده رماني وكم علَّمتُه نظم القوافي ** فلما قال قافيةً هجاني فماذا بعد: يبقى كتاب الله هو دليلنا إلى «الحكمة»، حيث يأمرنا المولى عز وجل: «ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذي صبروا وما يلقاها إلا ذو حظٍ عظيم».