بانسجام عالمي.. السعودية ملتقىً حيويًا لكل المقيمين فيها    محافظ الأحساء يستقبل الرئيس التنفيذي المعين لشركة مطارات القابضة    إيلون ماسك يحصل على "مفتاح البيت الأبيض" كيف سيستفيد من نفوذه؟    "ماونتن ڤيو " المصرية تدخل السوق العقاري السعودي بالشراكة مع "مايا العقارية ".. وتستعد لإطلاق أول مشاريعها في الرياض    "البحر الأحمر السينمائي الدولي" يكشف عن أفلام "روائع عربية" للعام 2024    أمانة الشرقية: إغلاق طريق الملك فهد الرئيسي بالاتجاهين وتحويل الحركة المرورية إلى الطريق المحلي    الطائرة الإغاثية السعودية ال 20 تصل إلى لبنان    مبادرة لتشجير مراكز إسعاف هيئة الهلال الأحمر السعودي بمحافظة حفر الباطن    نائب أمير الشرقية يطلع على جهود اللجنة اللوجستية بغرفة الشرقية    مشاريع تنموية تنفذها بلدية شري لتعزيز العمل البلدي لعام 2024م    أمير الباحة يستقبل مساعد مدير الجوازات للموارد البشرية و عدد من القيادات    محافظ جدة يشرف أفراح آل بابلغوم وآل ناصر    «الإحصاء»: ارتفاع عدد ركاب السكك الحديدية 33% والنقل العام 176%    السعودية بصدد إطلاق مبادرة للذكاء الاصطناعي ب 100 مليار دولار    أمطار رعدية متوسطة إلى غزيرة على عدد من المناطق    هاريس تلقي خطاب هزيمتها وتحض على قبول النتائج    الذهب يقترب من أدنى مستوى في أكثر من 3 أسابيع    إصابة فلسطيني برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحام بلدة اليامون    منتخب الطائرة يواجه تونس في ربع نهائي "عربي 23"    العام الثقافي السعودي الصيني 2025    الإعلام السعودي.. أدوار متقدمة    المريد ماذا يريد؟    هل يظهر سعود للمرة الثالثة في «الدوري الأوروبي» ؟    الإصابات تضرب مفاصل «الفرسان» قبل مواجهة ضمك    أمير تبوك يبحث الموضوعات المشتركة مع السفير الإندونيسي    «البيئة» تحذّر من بيع مخططات على الأراضي الزراعية    ترمب.. صيّاد الفرص الضائعة!    القبض على مخالفين ومقيم روجوا 8.6 كيلو كوكايين في جدة    أربعينية قطّعت أمها أوصالاً ووضعتها على الشواية    ترمب.. ولاية ثانية مختلفة    صمت وحزن في معسكر هاريس.. وتبخر حلم الديمقراطيين    «الزكاة»: تنفيذ أكثر من 14 ألف زيارة تفتيش في 30 يوماً    «بنان».. سفير ثقافي لحِرف الأجداد    اللسان العربي في خطر    بقعة صحافة من تلك الأيام    الاتحاد يصطدم بالعروبة.. والشباب يتحدى الخلود    ربَّ ضارة نافعة.. الألم والإجهاد مفيدان لهذا السبب    الجلوس المطوّل.. خطر جديد على صحة جيل الألفية    ليل عروس الشمال    ولي العهد يستقبل قائد الجيش الباكستاني وفريق عملية زراعة القلب بالروبوت    رينارد يعلن قائمة الأخضر لمواجهتي أستراليا وإندونيسيا في تصفيات مونديال 2026    الإصابة تغيب نيمار شهرين    التعاون يتغلب على ألتين أسير    الدراما والواقع    يتحدث بطلاقة    سيادة القانون ركيزة أساسية لازدهار الدول    التعاطي مع الواقع    درّاجات إسعافية تُنقذ حياة سبعيني    العين الإماراتي يقيل كريسبو    التكامل الصحي وفوضى منصات التواصل    تقاعد وأنت بصحة جيدة    الأنشطة الرياضية «مضاد حيوي» ضد الجريمة    الداخلية: انخفاض وفيات حوادث الطرق بنسبة 50%    ولي العهد يستقبل قائد الجيش الباكستاني    تطوير الشرقية تشارك في المنتدى الحضري العالمي    فلسفة الألم (2)    سلام مزيف    همسات في آذان بعض الأزواج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مثقفون من المملكة والعالم العربي يشيدون بأحداث 2016 الثقافية
أكدوا على دور الثقافة والمعرفة في إثراء الفكر محليا وعربيا

انصرم العام الميلادي السادس عشر بعد الألفين وانطوت لياليه وأيامه، وفر من أعمارنا إلى الأفق البعيد. الفكر والعلم والقراءة هي الذخيرة الحقيقية والادخار الثمين الذي يبقى رصيده مع تسرب الأيام من سجل العمر. لذا تدور وقفتنا هنا في «الجسر الثقافي» مع المثقفين حول الإصدارات التي طالعوها خلال العام المنصرم وحول أهم الأحداث الثقافية خلاله فكانت تلك الرؤي والإجابات.
مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي
دعم القراءة
يقول الدكتور هيثم الحاج رئيس الهيئة العامة المصرية للكتاب والقائم بأعمال أمين عام المجلس الأعلى للثقافة «أهم حدث ثقافي على المستوى العربي هو مبادرة دعم القراءة التي أطلقتها مؤسسة مبادرة محمد بن راشد آل مكتوم العالمية حيث قدمت دعما كبيرا لمشروع تحدي القراءة العربية ولترسيخ عادة القراءة لدى النشء، لانها مهمة جدا وساعدت في تحريك إيجابي وتماسك بين الكيانات الثقافية العربية، مبادرة ساهمت في التعاون بين الهيئات والمؤسسات الحكومية مع المؤسسات الخاصة العربية، وهذا الاندماج ممكن أن يكون إيجابيا جدا في الاعوام القادمة لو تم تمكينه بشكل داعم للثقافة».
وعن أهم حدث على المستوى المحلي قال «معرض القاهرة الدولي للكتاب أوائل عام 2016، حيث أحدث رواجا للكتاب العربي ليس فقط في مصر ولكنه جذب نخبة من الأدباء والمفكرين على مستوى العالم العربي، كما شهد زيارة علماء الدين ورجال العلم، حيث زار المعرض أكثر من ثلاثة ملايين زائر طوال أيامه منهم مليون شاب تحت خمسة وثلاثين عاما، وقدمت فيه ملايين الكتب في كافة المجالات لذا قررت اللجنة العليا لمعرض القاهرة الدولي للكتاب عام 2017 اقامته تحت عنوان «عام شباب وثقافة المستقبل»، واختيار الشاعر الراحل صلاح عبدالصبور شخصية العام لدوره في تغير مسار الشعر العربي ودوره الفعال ككاتب ومترجم لعديد من الاعمال الشعرية والادبية».
وعن أفضل كتاب قال هو كتاب «جدل الدين والحداثة» الصادر عن هيئة الكتاب المصرية، والذي وصل للقائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد العلمية للكتاب في فرع التنمية وبناء الدولة،، كما أن هناك العديد من الكتب في العالم العربي على مستوى جيد تستحق إلقاء الضوء عليها.
أوبرا الكويت
ويرى الدكتور خالد عزب مدير المشروعات الخاصة بمكتبة الإسكندرية أنه حدث تغير نوعي في العمل الثقافي العربي لوجود زيادة شبه متصاعدة لدور المؤسسات الاهلية وشبه الرسمية على حساب المؤسسات الرسمية وبتحول لسواعد ثقافية أقوى من الفاعل الثقافي الرسمي، وقد أحدث افتتاح دار أوبرا الكويت عام 2016 ضجة ثقافية على المستوى الخليجي أولا والعربي ثانيا.
وعن أفضل كتاب قال لا يوجد كتاب بعينه. ان مشروع الترجمة الذي يصدر عن مؤسسة «كلمة» قدم هذا العام كتبا مهمة تستحق القراءة وتعمل نقلة نوعية في نقل المعرفة من لغات مختلفة إلى اللغة العربية، بالتوازي مع مشروع المركز القومي للترجمة والاثنان يكملان بعضهما دون تخطيط أو تنسيق، والان عندنا حصيلة من الكتب المترجمة للغة العربية، يغلب عليها الكيف وليس الكم من حيث اختيار العناوين والموضوعات والمؤلفين.
ومستوى الترجمة على المستوى المحلي أرى ان هناك دورا مهما لمؤلفات الدكتور جابر عصفور من خلال كتابين منهما «القاص هذا الزمان»، كما تم تسجيل لعبة التحطيب في سجل التراث العالمي اللاشفهي، والذي يشكل أهمية على الصعيد الدولي والمصري نظرا لوجودها من العصر الفرعوني بالإضافة الى مكتبة الاسكندرية التي اخرجت عدة إصدرات أهمها 12 عدد من سلسلة «مراصد» في علم الاجتماع الديني، وتعتبر أول دراسات معمقة باللغتين العربية والإنجليزية، وعدد 12 من سلسلة «أوراق في الدراسات المستقبلية». وأهم حدث بمكتبة الإسكندرية كمؤتمر هو مستقبل المجتمعات العربية بمشاركة المتخصصين المناخية وانعكاستها الاقتصادية والاجتماعية.
بيوت الشعر
تقول الروائية الفلسطينية بشرى أبوشرار «من أبرز معطيات 2016 معارض الكتاب في أنحاء وطننا العربي، فمنها نقيس الاهتمام بالكتاب وتواجد المبدعين والمهتمين، في حراك جمعي يجمع بين القراء والباحثين والمهتمين عبر ندوات ولقاءات واحتفاء بكتب تستحق أن يشار اليها وتأخذ حقها تحت الضوء، وهذا بين زخم اعلامي يواكب هذا الحراك وينقله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، نضرب مثلا بمعرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الخامسة والثلاثين، من خلال هذه المعارض نؤسس عشقا فريدا للكتاب والذي هو بوابة التواصل المعرفي في فتح الجسور في جميع المناحي، معارض الكتب الدولية هي نواة لغرس سنستظل بظلال المعرفة، ومن زخم الحراك الأدبي افتتاح عدد من بيوت الشعر في عدد من البلدان العربية، امتدت في ست عواصم عربية لتستمر البرامج الثقافية ونشاطاتها الشعرية والثقافية والابداعية، ومن هذه البلاد بيت الشعر في تونس، الخرطوم، مصر، هذه كلها براعم لبدايات مبشرة في رعاية كوادر ابداعية في بلدهم الأم».
رعاية الكتاب والنظر للخيار الثقافي نظرة بناء ونماء في الذات الخلاقة حين يحضرني الحديث عن أفضل كتاب يحط على قلبي السهوم، فكل كتاب مررت به وعشت وقتي بين صفحاته كان الأفضل والأجمل، حيث نقل وجداني ودون ان أدري أمضي محملة بعبق كتب قرأتها، ولكن دوما ما تشير الذاكرة لأسماء كتب ولا تسقط منها ولا تتوارى صفحاتها، وهناك كتاب لا تفارقني صورة غلافه ولا تبعد عني مواجع أحداثه الكتاب «هيباتيا والحب الذي كان» لداود روفائيل خشبة صادر من القاهرة المشروع القومي للترجمة، يروي الكتاب في قالب روائي الأيام الأخيرة من حياة هيباتيا الفيلسوفة السكندرية التي اغتيلت بطريقة وحشية في عام 415م بعد قصة حب تخيلية، يعالجها المؤلف في ايماءات، يرسمها بلمسات خفيفة من خلال ومضات من الذكرى تستثيرها أحداث قصتي حب حزينتين لاثنتين من تلميذات هيباتيا، وما تم من جرائم وحشية لهذه المرأة هو بمثابة جرح غائر في ضمير الانسانية، يجب أن نظل نحسه نابضا بالألم، هذا بعض مما يسكنني من رواية لا تغادرني.. ودوما نحن معا مع كتب أفضل وليس كتابا وحيدا وأخيرا..
مختبر السرديات
يقول منير عتيبة قاص ومشرف مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية «متفائل جدا فعدد الكتب والإصدرات يزيد عاما بعد عام في السرد والرواية والنقد سواء الورقي أو الإلكتروني، مما جعلنا نكتشف مواهب جديدة تمتلك القدرة على المنافسة الدولية، وأن حركة السرد نقدا وابداعا تسير بخطى سريعة على المستوى العربي، إطلاق جائزة ملتقى الكويت للقصة القصيرة يعد تحفيزا لكتاب القصة القصيرة التي ظلت سنوات طويلة خلف الستار تنتظر القارئ في زمن الرواية.
كما أن مختبر السرديات متابع جيد للحركة الثقافية، والدليل على هذا وصول اربعة كتاب من مختبر السرديات إلى القائمة القصيرة في القصة والرواية وانه متابع للحركة الثقافية وعينه على الكتاب المتميزين يعرف كيف يقدمهم من خلال مختبر السرديات، وقمنا بتجربة جديدة من نوعها في التعامل مع المبدعين من كتاب القصة حيث جذبنا الشباب الذين يمارسون الكتابة على مواقع التواصل الاجتماعي ليقرأوا قصصهم أمام الجمهور في مختبر السرديات، والفكرة جاءت عندما شعرت بوجود فجوة واسعة بين عالمين الأول افتراضي ويمارس كتاباته على الشبكة العنكبوتية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، والثاني واقعي، حيث يقرأون قصصهم ويتناولها النقاد بالنقد والتحليل». وأضاف «على مستوى شخصي سعدت جدا بحصولي على جائزة الدولة التشجيعية للقصة القصيرة جدا، لان الدولة اهتمت بالقصة القصيرة جدا بعد التركيز على الرواية، الفترة القادمة تعتبر زمن السرد مقابل الشعر، السرد سواء كان رواية أو قصة أو تجربة ذاتية لديها القدرة على الاشتباك مع قضايا العصر وتعقيداته».
حيرة فرح
وترى منى لملوم كاتبة قصص أطفال مصرية أن أهم حدث على المستوى العربي فوز أمل فرح بجائزة اتصالات الشارقة في أدب الطفل، وعلى المستوى المحلي وإقامة المؤتمر الأول لأداب الطفل بدار الكتب المصرية.. وأقرب الكتب لقلبي ولا استطيع منع نفسي أن أقول كتابي «حيرة فرح» والذي أتعرض فيه بأسلوب قصصي بسيط لأسئلة الطفل عن وجود الله، والكتاب اعتمد على إجابة أسئلة الطفل بضرب المثال والتجربة والقياس وأكثر من أسلوب مختلف، يدور في عشر قصص لعشرة أسئلة صعبة.
رؤية 2030
الشاعر د. أحمد الهلالي من جامعة الطائف يقول: 2016 من الأعوام الحافلة على المستوى الثقافي، فالتفات القيادة- أيدها الله- إلى اعتبار الثقافة ركنا أساسيا من أركان التنمية في رؤية 2030 وتأسيس الهيئة العامة للثقافة يعد أبرز الأحداث الثقافية في نظري، وهذا ما يجب استثماره من المؤسسات الثفافية والمثقفين بكل أطيافهم، لصناعة مشهد يحقق آمال الوطن في الريادة الثقافية عربيا وعالميا، كذلك كان مؤتمر الأدباء الخامس وتكريم الرموز الثقافية وطنيا من الأحداث المهمة ثقافيا، وسوق عكاظ في نسخته العاشرة المميزة، وانتقاله إلى الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وتنافس المؤسسات الثقافية الرسمية والخاصة على المناشط بأنواعها.
النتاج الثقافي على المستوى الإبداعي والبحثي ترتفع وتيرته عاما بعد آخر، وفي هذا دليل قاطع على الوعي الذي بلغه المجتمع، ويمكن الرجوع للببلوغرافيا التي يعدها سنويا الأديب خالد اليوسف عن حركة الطباعة والتأليف الثقافي، أما على المستوى الشخصي فلكثرة مشاغلي البحثية والعملية لم يكن اطلاعي واسعا كالسابق، فكانت قراءاتي جزئية في بعض الكتب الإبداعية مثل رواية «أبواق الملائكة» لبراك البلوي، ونصوص مسرحية قصيرة جدا للدكتور سامي جريدي، و«نظرية العرف اللغوي» للدكتور خالد الغامدي، وأتممت قراءة رواية «لوعة الغاوية» لعبده خال، وقراءة لا تزال في بدايتها لرواية «يهودية مخلصة» لسالمة الموشي، وكتاب «أبعاد الطائف الشعرية» للناقد قليل الثبيتي، وفي كتاب «مضايق الشعر» للناقد حسين بافقيه، ودواوين شعراء عكاظ التي طبعت مؤخرا لروضة الحاج وحيدر العبدالله وحسن طواشي، وغيرها القليل، والمشاريع القرائية كثيرة، لكنها للأسف مؤجلة لضيق الوقت.
أهم الإصدارات
يقول عبدالله الرستم وهو كاتب ومثقف: من الصعب حصر إصدارات عام 2016م إحصاء أو قراءة، إلا أن هناك جولة عامة فيما صدر في هذا العام سواء في الساحة المحلية أو العربية، وكذلك جولة متنوعة في مختلف فنون المعرفة، ففي هذا العام تم اقتناء بعض الإصدارات ذات الاهتمام الشخصي، مثل: في باب التراجم يبرز كتاب «تتمة أمل الآمل في علماء جبل عامل» للمرحوم السيد ابن أبي شبانة البحراني بتحقيق السيد محمود الغريفي، وفي مجال الرحلات كتاب صدر عن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بعنوان «بيان مراحل الحج من تلوم» لمصطفى فقير الله العباسي بتحقيق الدكتور يحيى بن جنيد، أما في مجال الشعر فكانت إطلالة على ديوان «ما سأقوله قد قيل» للشاعر المبدع حسين الربيح. وعن أهم الأحداث الثقافية قال انها تتمثل في افتتاح مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي ومعرض الرياض الدولي للكتاب، وسوق عكاظ ومعارض الكتب في الكويت والبحرين وغيرها من الفعاليات المحلية.. حيث الحضور يعد مساهمة في تشجيع هذه الفعاليات والتعرف على ما فيها من إبداع في الشكل والمضمون.
الفكري والأدبي
وتقول رجاء بوعلي كاتبة: عند انتهاء العام نعاود النظر للمكتبة، نمُر على الكُتب التي قرأناها وتأثرنا بها، والأخرى التي عبرت عبورا سريعا وغابت، وفي 2016 قرأت مجموعة متفرقة من الإنتاج الفكري والأدبي، منها: «تاريخ الفلسفة في القرن العشرين» لكريستيان دولاكومبان، و«فكرة التاريخ عند العرب» لطريف الخالدي، و«الدين وأسئلة الحداثة» ل د. عبدالرحمن الرفاعي.
والحقيقة أنني أميل أكثر لقراءة الكُتب فضلا عن الروايات، وما أقرؤه من الروايات أحاول اختياره بعناية فائقة حتى اتمكن من انهائه، هكذا أظن ذائقتي لا تميل لكل أنواع الرواية ولا يشدها إلا اشياء معينة، وأرى بعضها طبع ملامحه في ذاكرتي، مثل: «مذكرات أميرة عربية» الذي أعتبره من الأعمال الأدبية الموصى بها نظرا لقيمتها الأدبية وتوثيقها التاريخي لحياة اجتماعية حاكت مرحلة في المنطقة العربية.
المجمع الملكي
ويشير القاص والناقد كاظم الخليفة الى ان المشهد الثقافي والأدبي لعام 2016 يتصدره الخبر السار والمهم بإنشاء المجمع الملكي للفنون وما يندرج تحته من مشاريع فنية وثقافية ترتفع بمفهومها في وطننا إلى ذرى عالية تليق باسم المملكة. فأن تتضمن رؤية 2030 جزءا ثقافيا وفنيا يشي ذلك بأن الثقافة هي استراتيجية لدى صانع القرار ومخططه وليست هامشية. بالطبع تبقى هناك أحداث جميلة تحتفي بها الذاكرة كمؤتمر الأدباء السعودي في دورته الخامسة ومهرجان بيت الشعر الثاني الذي اقامته جمعية الثقافة والفنون بالدمام، وهذا الأخير نجح في تحقيق ما يمكن أن يحتويه عنوان «المهرجان» باستحضاره فنونا عديدة رفدت الشعر وأنجحت مناسبة المحتفى بها الدكتورة فوزية بوخالد.
أما أهم الإصدارات فتحتل النوادي الأدبية بمجهوداتها الكبيرة في تشجيع ودعم المؤلف ونشر أعماله الملمح الأبرز في عام 2016 مع همسة في أذن القائمين على اجازة الأعمال بأن يسعوا في التنويع على مواضيع الإبداع وأن لا تطغى الرواية أو الشعر على عناوين الإصدارات الأخرى.
حكايا مسك
وتعلق رباب النمر حول الاستطلاع بقولها: طالعت كثيرا من الإصدارات هذا العام فأثرت رفوف مكتبتي وأنارت فكري ومن الصعب حصر كل ما طالعته خلال عام، أو عمل ببلوجرافيا على ما ضخته دور النشر، لذلك أذكر منها: «معجم السرد في الأحساء.. أصوات قصصية أحسائية» لحسين العلي، ديوان «ما سأقوله قد قيل» للشاعر حسين الربيح. ديوان «رسل» للشاعر علي النمر، مجموعة «نساء خشبيات» لهاني الحجي،، مجموعة «أحبيني ليميل الكون» لمحمد الرويلي، رواية «بيجمان» لبلقيس الملحم، ديوان «أرق الظلال» لأحمد الهلالي، رواية «لا تقتلني مرتين» لأسماء الزرعوني، و«حصة بنت الجيران» لخالد الداموك، وديوان حسن الربيح للأطفال «أصدقاء مريم»، والكثير من قصص الأطفال مثل قصة «أنا أقرأ» لساجدة الموسوي، و«أجراس كبيرة وأجراس صغيرة» لأمل فرح، و«الأيادي البيضاء» لنورة الخوري، و«علاية» لعليا الشامسي، و«الزرافة التي لا تطير» لقاسم سعودي، و«نجم السعد» لفاطمة المزروعي، و«بيت القرد» للطفل عبدالله علي حسن، و«الحرباء الثرثارة» لمحمد فرح.
أما أهم الأحداث الثقافية التي عبرتني هذا العام فهي: فعاليات حكايا مسك الذي تميز بإقامة ورش عمل للكتابات المتنوعة، وللرسم بكافة فنونه ومعرض الكتاب الخيري بنادي الرياض الأدبي، ومعرض الرياض الدولي للكتاب، ومؤتمر الأدباء السعوديين الخامس بالرياض وملتقى الإمارات للإبداع الخليجي في دورته السابعة بالشارقة الذي شاركت فيه بورقة عمل حول القيم في الحكاية الشعبية. الحكاية الإحسائية أنموذجا، مسابقة الأفلام السينمائية القصيرة بمركز الملك فهد حيث كانت الأفلام السعودية الشبابية القصيرة جدا لافتة وقد حققت إنجازا جيدا من حيث الأفكار والمضامين ومن حيث الإخراج.
مسابقة «أقرأ»
ويعلق الشاعر إبراهيم بوشفيع على محور الاستطلاع بقوله: كان العام 2016م عاما حافلا بالأنشطة والإصدارات الثقافية والأدبية، وبالنسبة لي كقارئ وأكتب الشعر فقد استوقفتني بعض الأحداث الثقافية والإصدارات التي قرأتها خلال هذا العام الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة، فمن أهم الأنشطة مسابقة «أقرأ» التي تشرف عليها أرامكو السعودية ومهرجان «بيت الشعر» الذي أقامته جمعية الثقافة والفنون بالدمام.
وأما أهم ما قرأت خلال هذا العام فكانت الأعمال الشعرية للشاعر جاسم الصحيح وديوان «عثرات الكمان» للشاعر ناجي حرابة، وديواني «ترجل يا حصان» و«رملة تغسل الماء» للشاعر حيدر العبدالله، و«المؤمن الصادق» لإريك هوفر ترجمة غازي القصيبي و«ملحمة جلجامش» ترجمة عبدالله جمعة.
حدث ثقافي
وللقاص ناصر الحسن تعليق جاء فيه: ما تضخه مكائن النشر في كل عام لا يمكن متابعته كله، فدور النشر تبحث عن الربح على حساب المنتج. أما معارض الكتب فللأسف لا تقام في المنطقة الشرقية.
أغلب الكتب التي اطلعت عليها هذا العام كانت من إصدارات قديمة نوعا ما. فللكاتب عادل محمد العلى كتاب بعنوان «سطوة المصطلح»، وكتاب «في حقول القمح رجل يتقيأ الفودكا» لطاهر الزارعي.
أما أهم حدث ثقافي فقد كانت قصيدة الشاعر حيدر العبدالله «مخطوطة القرى والظلال» وتباينت الآراء حولها، وتصدرت العناوين والهاشتاق. فهي حدث ثقافي استفز المجتمع بأكمله، وليس الأدباء فقط.
ملتقى الإبداع
وعلق الكاتب إبراهيم شيخ بقوله: طالعت بعض الإصدارات من الأندية الأدبية وخاصة نادي جازان الأدبي الذي يصدر كل عام مجموعة لا بأس بها من الكتب المتنوعة بين الشعر والقصة والتاريخ والاداب المختلفة وبحكم تخصصي في ادب الاطفال لم أجد إلا كتابا للأخت رباب النمر في أدب الأطفال والحقيقة كان شاملا متكاملا، وكتابي الصادر عن نادي الباحة الادبي في قصص الاطفال من «اجل ابي».
وعن اهم احداث هذا العام اعني 2016 فانها كثيرة ومتنوعة، منها المؤتمرات والندوات والامسيات واللقاءات وأرى ان اهمها ملتقى الابداع الخليجي السابع المقام في الشارقة بدولة الامارات العربية المتحدة وكان عن الطفل وقد تشرفت بتمثيل بلادي الحبيبة فيه مع الاخت رباب النمر وفقها الله، ثم مؤتمر الادباء السعوديين لكني لم احضره حيث لم توجه لي الدعوة بالاضافة الى نشاطات بعض الاندية الادبية التي كانت خلال هذا العام وكذلك معارض الكتاب الدولية المتنقلة في بعض المدن العربية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.