* لا أعرف لماذا نسكن الماضي الجميل، كلما أردنا أن نكتب عن مواجهات الساحل الشرقي، فننسى الحاضر ونتغنى بالحقبة التي تراقصنا فيها فرحا وطربا وإنجازا ومستوى وجماهير تغطي المدرجات عن بكرة أبيها. * حالنا لا يختلف اليوم عن دغدغة مشاعر الماضي عندما نسرد الأحرف لمواجهة الاتفاق والقادسية، فلم نعد قادرين على النهوض من محطة الذكرى، لأن الحاضر لم يفرض علينا النسيان إلا ما ندر. ¿¿ وبإمكان لاعبي الفريقين في نزال هذا المساء أن يجبرونا على ترك بعض من ماضينا والالتفات لحاضرهم إذا قدموا لنا شيئا من تلك الذكرى المرسومة في مخيلة الجميع. * نعم بإمكانهم إذا نثروا الإبداع داخل المستطيل الأخضر شريطة أن يتحقق العامل الآخر الذي افتقده المدرج الشرقاوي وأصبح يئن من الوجع والهجران إلا في حالة واحدة فقط وهو قدوم زائر كبير للساحل الشرقي، وهذه القاعدة غير الموجودة في الماضي سيطرت على مدرج الساحل الشرقي في السنوات الأخيرة، حتى أصبحت مواجهات الاتفاق والقادسية في بعض المواسم كأنها شجرة في أشهر الخريف تساقطت أوراقها بفعل العوامل الجوية، لم تعد تحمل إلا اسمها، وبقي رسمها في الماضي فقط. * اليوم لا عذر لتلك الجماهير في مباراة مفترق طرق للفريقين، فالفارس لا يرغب في التنازل عن مطاردة سرب المقدمة، وبنو قادس لا يريدون أن يعودوا لركب المؤخرة، وما بين الطموحين قتالية داخل الملعب وجمهور في المدرج لحسم الموقعة. * مؤلم للكرة الشرقاوية إذا استمر العزوف الجماهيري، ومؤلم ايضا إذا خرج اللقاء بمستوى باهت يؤكد أن المساحات الإعلامية التي تعطى لمباريات الاتفاق والقادسية «فالصو» لذلك نتمنى أن يعود بنا الزمن للوراء لمشاهدة بعض من الماضي الجميل. * مؤلم أيضاً للاعبين الركض داخل البساط الأخضر وسط مدرجات صامتة لا يجلس فيها من يحفزهم على بذل الجهد والعرق لامتاعهم من هو جالس في المدرجات، فأكثر ما يحز في نفس اللاعبين أن تكون المدرجات خاوية على عروشها، وهذا الامر لا يصدم اللاعبين فحسب بل مؤلم لمسؤولي المنظومة بشكل كامل، فجمال جميل لا يكتمل الا بوجود الجماهير. * الكرة بالشرقية تحتاج لصدمة كهربائية في المدرج والملعب، ومواجهة الدمام والخبر قد توجد تلك الصدمة التي طالت وخسر الرهان عليها الكثير لأكثر من عقد رغم محطات التوقف بينهما لعامل الهبوط لدوري الدرجة الأولى. * نتمنى أن لا نخسر الرهان في هذه الليلة، وتظهر المباراة بالجودة التي يتمناها الجميع.