المفارقة الكبيرة التي تعيشها كرة القدم في الساحل الشرقي.. هي أن جماهيرها ما زالت تحفر في الصخر للبحث عن أصل المشكلة في عزوف محبي أنديتهم عن حضور المدرجات.. والحقيقة التي لم تعِها تلك الجماهير.. أنها تمثل الجزء الأكبر من هذه المعضلة التي حلت بالكرة الشرقاوية..!! وتجتر تلك المعادلة.. سؤال هام للأزمة القائمة.. من هو المسئول.. ومن الضحية.. ومن الجاني ومن المجني عليه؟! الجماهير تصر على أن حالة الابتعاد والجفاء والمقاطعة عوامل جاءت بتلقائية مع مر الزمن لسوء نتائج فرقها.. وابتعادها عن دائرة المنافسة وحصد الألقاب بعد أن كانت تتقاسم ألقاب المنافسات المحلية والخارجية مع الآخرين.. وعلى أقل تقدير تكون ضمن دائرة المنافسة !! ولكن هذا التبرير مردود عليه .. فالاتفاق في الموسمين الماضيين كان منافسا .. والفتح كان مميزا .. وهجر الذي كان يحضر له الآلاف في الدرجة الأولى قبل عدة مواسم .. غابت تلك الجماهير عن دعمه في الأضواء ..!! عودوا كما كنتم في ثمانينات القرن الماضي.. ترقصون على الهول واليامال من على المدرجات.. وتزفون فرقكم على كورنيش الدمام والخبر والاحساء بأبواق السيارات.. قربوا شبابكم للكرة التي تبعدهم عن أي «جسر» يرمي بهم في المجهول.. فكل الأندية تزيد قوتها الجماهيرية.. إلا أنتم في تراجع مستمر!!. مسئولو أندية الساحل الشرقي.. وبالأخص الكبيرة منها.. يرون أن التفاعل الجماهيري مع فرقهم تقلص وقل وجفا وانمحى.. وكانت النتيجة ليس فقط تراجعا في المستويات والمراكز.. بل تدحرج أندية الشرقية الكبيرة.. إلى أندية عاجزة لا حول لها ولا قوة.. تسبقها أندية كثيرة في القوة الجماهيرية ، ومعظمها لا تملك تاريخا حافلا بالإنجازات كالاتفاق والقادسية.. وهذه النظرية صحيحة والدليل جماهيرية الرائد والتعاون ونجران في ملاعبها!! وبعيدا عن تواضع نتائج فرق كرة القدم الشرقاوية أو تفوقها .. فان التقصير الجماهيري أمر غير مبرر.. ولا يمكن قبوله.. خصوصا أنه وصل لدرجة يحمر فيها الخد من كثرة الخجل عندما تواجه الأندية الكبيرة كالهلال والاتحاد والأهلي والنصر باستاد الأمير محمد بن فهد بالدمام أو في الاحساء .. حتى بتنا نقتنع أن اندية الاتفاق والقادسية والفتح وهجر هم الضيوف.. وأولئك أصحاب الأرض لكثرة التواجد الجماهيري في المدرجات المخصصة لهم.. وقلة الحضور في مدرجات أبناء الدمام والخبر والإحساء ..!! لقد آن الأوان لرفع الصوت عاليا تجاه سلبية جماهير أندية الساحل الشرقي تجاه فرقها في دوري المحترفين الاتفاق وهجر والفتح.. ولا ضير أن نقول لهم تعلموا من جماهير أندية صغيرة في منطقتكم تعشق كرة اليد.. كجماهير الخليج والنور ومضر التي تملأ مدرجات الصالة الخضراء. عودوا كما كنتم في ثمانينات القرن الماضي.. ترقصون على الهول واليامال من على المدرجات.. وتزفون فرقكم على كورنيش الدمام والخبر والاحساء بأبواق السيارات.. قربوا شبابكم للكرة التي تبعدهم عن أي «جسر» يرمي بهم في المجهول.. فكل الأندية تزيد قوتها الجماهيرية.. إلا أنتم في تراجع مستمر!!. لا أبالغ إذا قلت إن جماهير القادسية في مواجهة النصر أعادت بصيصا من الأمل لعودة الجماهير الشرقاوية لعادتها القديمة بالحضور المتميز.. ولكن جماهير فارس الدهناء ما زالت في سبات عميق.. تثرثر في المجالس والمواقع العنكبوتية.. وتغيب عن المدرجات ..!! أعجبني كلام الزياني الذي قال فيه " من لا يحضر في المدرجات لا يحق له المحاسبة " .. وأعجبني تحرك إدارة هجر لإقامة ندوة خاصة حول عزوف جماهيرها عن حضور المباريات .. وهذه المبادرات والتصريحات ستأتي أكلها في القريب العاجل .. لكن الجماهير الشرقاوية بحاجة ماسة لصدمات كهربائية حتى تفيق من النوم على وسادة الاستراحات والمجالس والديوانيات والمزارع .. وتذهب للملاعب لمساندة فرقها خصوصا أن الفتح يقدم نتائج مبهرة .. وهجر بدأ يسير على نهجه .. والاتفاق وأن تعثر في البداية .. فالمأمول منه العودة لإبداعاته التي بدأها قبل ثلاث سنوات ..!! يا جماهير الشرقية .. حرام ما تفعلونه بأنديتكم .. ووصمة عار عليكم أن يكون جماهير الضيوف على ملاعبكم أكثر منكم عددا وبمراحل .. متى تنتفضون .. متى تعودون لزمنكم الجميل على الهول واليامال .. ومتى نرى ونسمع أهازيجكم الخاصة عن البحر والنخل .. فالجمال لكم .. لكنكم مازلتم في نوم عميق حتى وفريق مكافح مثل الفتح يتصدر الدوري ..!! تويتر: @essaaljokm