على مدى يومَين شهدت الرياض الأسبوع الماضي ملتقى دوليًّا جمع أسماءً ورموزًا بارزة في عدة مجالات، وكانت جلسات وحوارات وورش العمل فرصة ثريَّة موجَّهة للشباب المتطلعين إلى بناء المشروعات الجديدة المبدعة، فقد التقى الشباب قادة شركات عملاقة في صناعة المعرفة، وتعرَّفوا على نجاحات أصحاب مشاريع ناجحة في داخل المملكة وخارجها. لقد رأى شبابنا أن الحياة واعدة وثريَّة بالفرص لمن يريد النجاح والتميُّز. (منتدى مسك العالمي) حقق عبر برنامجه الثري أحد أهداف مؤسسة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الخيرية، وهو دفع الشباب إلى استثمار اقتصاد المعرفة عبر بناء المشروعات الناجحة، ويبدو أن الجلسات وورش العمل والمبادرات التي أُطلقت، والشراكات العديدة التي تمّ توقيعها كلها تتجه إلى بناء مجتمع يقوم على المعرفة انطلاقًا من مبادرات ومشروعات الشباب وتحقيقًا لهذا الهدف. المنتدى اتسم في العُمق بالمحتوى والتنوُّع، وأيضًا جاء بإطار مريح بعيدًا عن الرسميات والشكليات والبروتوكولية التي عادة تستهلك جهد وموارد المنظمين في المناسبات العامة، والتي أيضًا تأخذ الاهتمام من محتويات المنتديات والمؤتمرات الكثيرة. نتمنى أن تواصل «مسك» هذا التوجُّه حتى تؤسِّس نقلة نوعية لاستثمار المنتديات والمؤتمرات العديدة التي تذهب فوائدها إلى الشكليات. المشهد الإيجابي لهذا الحدث المهم نجده أيضًا في تواجد الشباب في أعمال المنتدى بقوة، وهذا مشهد مُفرِح لنا جميعًا حين نرى الشباب يتولون النصيب الأكبر من الإعداد والترتيب واستقبال الضيوف واصطحابهم وترتيب تنقلاتهم، وبالذات ضيوف المنتدى من الأسماء الكبيرة. وتواجدهم في عملية الإعداد والترتيب يوفر فرصًا عديدة ثرية للشباب للتعلُّم في مجال صناعة المؤتمرات والمناسبات، وأيضًا ينعكس على ثقتهم بأنفسهم وإحساسهم بالمسؤولية. الأسماء الكبيرة التي دُعيت ربما تزور المملكة لأول مرة، فوجود هؤلاء فرصة ذهبية لأن يطّلعوا على بلادنا عن قُرب، وهذا يؤكد أهمية صناعة المؤتمرات، فهي نافذة مهمة تربطنا بالعالم، وتهيِّئ الفرصة للكثير من القيادات السياسية والفكرية والعلمية ليزوروا بلادنا. ونرجو من إخواننا في (مسك) أن يستثمروا زيارة هؤلاء لينسِّقوا لهم برنامجًا متنوِّعًا، وأجزم بأن هناك العديد من الأشخاص ومن الجهات الاعتبارية التي يُسعدها المشاركة في ترتيب زيارات ولقاءات جانبية شخصية للزوار من الأسماء الكبيرة والمهمة. الجميل والمفيد في مشاريع ومبادرات (مسك) استهدافها جذب اهتمام وإدراك الشباب الإنتاج القائم على صناعة المعرفة للاستفادة من معطيات الثورة الرقمية عبر إنتاج مشاريع ربحية تقوم على أسس بناء المشروعات وأخلاقيات التجارة، وأيضًا أخذهم إلى الانشغال بما يفيدهم عبر المبادرات النوعية في التجارة والصناعة وغيرهما. هذا الاتجاه نحتاج العمل عليه بشكلٍ أوسع حتى نساعد الشباب لكي لا ينجرفوا إلى صناعة النجوم، لا نريد شبابنا أن يكون حلمهم الاتجاه إلى الغناء الرخيص.. وغيره، الذي لا ينتج علمًا ولا معرفة ولا مشروعًا تجاريًّا مربحًا يقوم على فكر وجهد وتعب العصاميين.