ثمن الرئيس عبدربه منصور هادي «الجهود الكبيرة» التي قام بها التحالف العربي بقيادة المملكة، موجها قائد المنطقة العسكرية الخامسة غرب اليمن، اللواء توفيق القيز بالتصدي لخروقات الهدنة الإنسانية، في الوقت الذي رصدت فيه لجنة يمنية حكومية معنية بمراقبة وقف إطلاق النار بمحافظة تعز جنوبصنعاء، وقوع (195) خرقاً ارتكبه الحوثيون وقوات المخلوع منذ بدء سريان وقف إطلاق النار حتى الآن. في المقابل، أشاد الرئيس هادي ب «الجهود الكبيرة» التي قام بها التحالف العربي بقيادة المملكة، في دحر العناصر الإرهابية من محافظة حضرموت، والمساهمة الفاعلة في عودة الأمن والاستقرار وتطبيع الحياة في المحافظة، من خلال تقديم المساعدات الاغاثية والانسانية ودعم وتأهيل المرافق الحكومية لاسيما الأجهزة الأمنية. وشدد الرئيس اليمني - لدى لقائه في الرياض، زعيم قبائل آل كثير رئيس مرجعية قبائل الوادي والصحراء في حلف حضرموت، عبدالله بن صالح الكثيري- على ضرورة الوقوف صفاً واحداً في مواجهة التحديات. وجدد هادي، تأكيده وحرصه على إحلال السلام العادل والدائم بناءً على المرجعيات الأساسية المتمثلة في المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وخاصة القرار 2216. خروقات ونقض للهدنة كشف عسيري في اتصال هاتفي مع قناة «الحدث» أن الميليشيات لم تستجب حتى الآن لإرسال ممثليها إلى ظهران الجنوب وفق ما هو متفق عليه للتوصل لاتفاق تهدئة جديد للحرب في جبهة الحدود. من جانبها، قالت لجنة التهدئة المشرفة على وقف إطلاق النار في تعز- أمس الأحد- في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه أن «وتيرة عدوان ميليشيات الحوثي وصالح زادت في تعز خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، حيث تم رصد (195) خرقا للهدنة رغم حرص الجيش الوطني والمقاومة الشعبية على الالتزام بوقف إطلاق النار». وذكر البيان أن مدينة تعز تعرضت السبت وصباح أمس الأحد لقصف وهجوم بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، «وتركز القصف على وسط المدينة مستهدفاً الأهالي في أحياء: الضبوعة والشماسي والتحرير الأسفل مسبباً سقوط عدد من القتلى والجرحى». بينما أعلن مسؤول الإعلام في ائتلاف الإغاثة الإنسانية، أحمد عادل الصهيبي، أن ميليشيات الحوثي لم تسمح حتى الآن بدخول المساعدات إلى مدينة تعز. وأكد أن الحوثيين - الذين يفرضون حصاراً على جميع المعابر المؤدية إلى المدينة- يقومون بنهب المساعدات الإغاثية، في حين حرر الجيش الوطني والمقاومة الشعبية عددا من المختطفين في سجون الميليشيات الانقلابية. وذكر مصدر في المقاومة الشعبية لوكالة الانباء اليمنية الرسمية، أن الميليشيا تواصل خرقها الهدنة، وتستهدف المواطنين في مديريتي ولد ربيع والقريشية بقيفة رداع، ومديريتي الزاهر ال حميقان وذي ناعم. وأوضح المصدر أن الميليشيا اطلقت النار على امرأة في الطريق العام بمنطقة يفعان مديرية ذي ناعم بمحافظة البيضاء، مشيرا الى اصابة طفلين برصاص قناصة الانقلابيين، أحدهما يدعى رياض عبدالقادر عطبوش الحميقان، أصيب في رأسه أثناء مروره من منطقة يفعان بمديرية ذي ناعم، فيما اصيب الطفل أحمد حسين الحميقاني برصاص قناصة في موقع الملح بمديرية البيضاء. وتخللت معارك متقطعة اليوم الثاني من هدنة ال48 ساعة في اليمن، التي أكد التحالف العربي انه لن يمددها اليوم الاثنين في حال استمرت «الانتهاكات» من جانب الحوثيين. وافاد مراسل لوكالة فرانس برس أمس الاحد بأن صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون لم تتعرض لاي غارات جوية منذ بدء سريان الهدنة ظهر السبت، فيما شهدت مناطق اخرى مواجهات على غرار ميدي شمال غرب البلاد، حيث خلفت المعارك مقتل اربعة انقلابيين واستشهاد ثلاثة جنود من الجيش الوطني، وفق مسؤول عسكري يمني. وفي تصريحات لفرانس برس، اشار مستشار وزير الدفاع المتحدث باسم التحالف العربي اللواء الركن أحمد عسيري الى اعمال عنف في تعز، حيث «لايزال يسجل اطلاق نار من الانقلابيين على السكان»، مؤكدا انه «لم يتوقف». وافاد مصدر طبي بان قسم غسل الكلى في المستشفى العسكري في تعز، أصيب واندلعت فيه النيران، محملا الحوثيين مسؤولية القصف. وأصيب ستة مدنيين بينهم أربعة اطفال مساء بصواريخ أطلقتها الميليشيات على وسط تعز، وفق مصادر عسكرية وطبية. وفي المحصلة، قتل 18 مدنيا، واصيب 27 آخرون في المحافظة منذ بدء الهدنة. وافادت لجنة عسكرية حكومية في بيان مساء بأن 195 انتهاكا للهدنة من جانب الميليشيات الانقلابية سجل في هذه المحافظة. وكان عسيري اتهم الانقلابيين بانتهاك الهدنة 180 مرة في الساعات العشر التي اعقبت بدء سريانها. باتريوت وجرائم الميليشيات وجاء في بيانات منفصلة للمركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية، نشرها على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي المختلفة أن منظومة الدفاع الجوية «باتريوت» التابعة للتحالف العربي، اعترضت صاروخا باليستيا في سماء مأرب أطلقته ميليشيات الحوثيين وحلفاؤهم من قوات المخلوع صالح، فجر أمس الأحد. كما اعترضت المنظومة نفسها بعد نحو ساعة من اسقاط الصاروخ الأول صاروخاً باليستياً ثانيا أطلقه الانقلابيون باتجاه المدينة، حسب المركز نفسه. وأشار المركز إلى أنه تم اعتراض صاروخ ثالث بعد أقل من نصف ساعة من الثاني في سماء المدينة. وتأتي هذه التطورات خلال أقل من 24 ساعة، منذ إعلان التحالف العربي وقف اطلاق النار لمدة 48 ساعة بطلب من الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي. وفي السياق، نصبت ميليشيات الحوثي وصالح مدافع حربية على عدد من المناطق بسواحل محافظة الحديدة - غرب اليمن. وقالت مصادر محلية: «إن المليشيات نصبت عدداً من المدافع بمنطقة الجاح على الشريط الساحلي بمديرية بيت الفقيه». وكانت طائرات التحالف العربي قد شنت غارات عنيفة استهدفت مواقع للحوثيين على الشريط الساحلي للمديرية. وأضافت المصادر: إن الميليشيات عملت ما يشبه الحزام الأمني لبعض المناطق الساحلية في المحافظة وحولتها إلى مربعات عسكرية ومنعت السكان من الوصول إليها أو الصيد فيها حيث تقوم تلك الميليشيات بزراعة شبكات واسعة من الألغام في تلك المناطق تحسباً لأي عملية عسكرية تهدف إلى تحرير الشريط الساحلي للمحافظة. وكانت المناطق الساحلية للمحافظة شهدت قصفاً مركزاً لطائرات التحالف شملت رأس عيسى ومدينة الصليف الساحلية بعد انباء عن تحويل الميليشيات تلك الأماكن إلى مواقع عسكرية ومخازن للأسلحة نقلتها من معسكرات المحافظة. من جانبه، أعلن مسؤول الإعلام في ائتلاف الإغاثة الإنسانية، أحمد عادل الصهيبي، أن ميليشيات الحوثي لم تسمح حتى الآن بدخول المساعدات إلى مدينة تعز. وقال الصهيبي: إن الحوثيين، الذين يفرضون حصاراً على جميع المعابر المؤدية إلى تعز، يحاصرون المدينة بشكل كامل ويقومون بنهب المساعدات الإغاثية. من جانبه، قال محافظ محافظة الجوف العميد «أمين العكيمي»: إن قوات الجيش والمقاومة في المحافظة ملتزمة بالهدنة التي وافق عليها رئيس الجمهورية ظهر أمس الأول. وأكد المحافظ العكيمي أن الالتزام بالهدنة لا يعني وقف اطلاق النار من جانب واحد فقط، وأضاف: نحتفظ بحق الرد في حال تم خرق الهدنة من قبل الميليشيات الانقلابية ولن نتهاون في ردعهم.